الحرص زين.. وشين - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 12/31/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قرأتُ أن أحد الأجانب المقيمين في أميركا أراد أن يزرع حديقته الخلفية بغلة زراعية. لكن الأرض تحتاج إلى حرث عميق، وليس لديه اليد العاملة لتقوم بالعمل، فكتب إلى ابنه شارحا الحال. غير أن الابن أجابهُ طالبا منه عدم العبث في الحديقة الخلفية في الوقت الحاضر، لأنه دفن فيها مواد مهمة سيُعرّف الأب بها فيما بعد. بعد أيام أحاطت قوى الأمن بالمنزل، مصحوبة بحراثة مخصصة لنبش التربة السطحية. حرثوا الحديقة ونبشوا التربة (باحثين عن المادة!). وعندما لم يجدوا شيئا اعتذروا من صاحب المنزل بعد أن أعطوه الحق في إرسال فاتورة تسوية التربة إلى جهة أمنية. بعد أيام استلم الأب رسالة من ابنه قال فيها: الآن تستطيع الزرع. تتلقف الصحافة الأميركية نوادر فَكِهة عن التخبط الاستخباراتي. فبعد أحداث سبتمبر سجلت الشرطة الإيطالية أحاديث بواسطة أجهزة التنصّت بين مجموعة من الناس تحدثت عن "عمل" و"مطار" وعبارات غامضة بين متحدثين أو ثلاثة مثل عبارة "استمع إلى الأخبار". والحقيقة الكاملة عن تلكمُ الأحداث لم تزل مخفية. وقد تجمعك الصدفة بشخص يفتح معك موضوعاً عبر الهاتف أو الجلسة العادية، فيجري تسجيل ذلك الحديث.. ثم تفسيره وقد يعتبره البعض نوعاً من أنواع الشفرة السرية لحادث سيقع. وتجد أجهزة الاستخبارات ووسائل التنصت ضالتها المنشودة فتطرح العبارات على أنها جزء من تخطيط عام. ثم تتسرب إلى الصحافة. ولا نستبعد أنه سيأتي الوقت الذي نقرأ فيه الأبراج..! أو نطبق نبوءات نوسترادموس. فنصف حديثنا في منطقة نجد عن "الرجّال" وهي تعني أي شيء يراد إخفاؤه عن السامعين. وعند أهل الحجاز نسمع عبارة "ضبّط الهرجة" وتعني كل شيء بدءاً من السمسرة العقارية وانتهاء بالواسطة لنقل مدرسة من منطقة إلى أخرى. وسمعت عن رجل أوصى كبير أبنائه بذبح خروف. وأراد الابن إخفاء الموضوع عن الجلوس في مجلس والده. فوقف في أسفل المجلس ونادى والده: - يِبِه. ترانا ذبحنا الرجّال. أما أهل الخليج فيسمون أي موضوع "الشغل". وبعض مناطق نجد يقولون "السّنَع" وعلى هذه الحال ستبقى أجهزة التنصّت الاستخباراتي حائرة فعلاً..!. والبشرية كلها لو مُنحت قليلاً من الحريّة لقول ما تريد لما اضطر الناس أن يتحدثوا بالرموز. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :