طبقاً لما يتداوله الناس عن اشتراطات الأمانات والبلديات بالنسبة للمخططات الجديدة هو تشديدها على أهمية استكمال جميع الخدمات الأساسية قبل اعتماد أي مخطط جديد. خطوة رائعة، مع أنها متأخرة جداً، فقد طارت الطيور بأرزاقها، ولم يدفع الثمن إلاّ المواطن الذي يقضي عمره منتظراً للخدمات اللائقة في حدها الأدنى حتى يطير بها فرحاً ويعلن احتفاء بها إقامة الأفراح والليالي الملاح، لأن كثيراً من لياليه السابقة ذهبت كدراً وقهراً وانتظاراً. وأما الأمثلة على طول الانتظار الذي كان وما زال وسيكون فحدث ولا حرج، فهذا مواطن يسكن في شمال جدة في منطقة الرحيلي (حي طيبة 1) منذ ثلاث سنوات، يشكو من الحفريات في الطريق الرئيسي في حي الرحيلي. الحفريات تخص الصرف الصحي، وعمرها 3 سنوات، عسى ألاّ يكون عمرها مديداً. ويبدو أن هاموراً كبيراً فاز بالمشروع فأسنده إلى أحدهم من الباطن بملاليم قليلة، فأصبح بفضل جهله ومخاطرته من المفلسين. ويشتكي صاحبنا من عدم وجود أرصفة حتى في الشارع الرئيسي باستثناء جزء بسيط في المنتصف. ويذهب صاحبنا في الخيال بعيداً، فيشكو من عدم وجود متنفس أو حدائق للأطفال والعوائل. هذا يا صاحبي يدخل في فاحش الترف المنهي عنه شرعاً: حدائق وعشب أخضر ومكان نظيف يسر الناظرين. والحي يعيش في الليل ظلاماً دامساً إلاّ من أنوار أصحاب المساكن، فعواميد الإنارة منتصبة منذ سنتين لكن لا طاقة تغذيها، وإذاً يستوي وجودها وعدمه. وأغلب سكان الحي يرتوي من صهاريج الماء المتنقلة، فإذا حدثت أزمة ارتفع سعر الصهريج إلى أكثر من 300 ريال. وعن الحي يغيب مركز شرطة يحفظ الأمن ويردع المجرمين. وأما التعليم، فنصيبه مجمع حكومي واحد للبنات (ابتدائية/ متوسطة/ ثانوية)، ومدرسة مستأجرة للبنين تتم الدراسة فيها على فترتين صباحية ومسائية. تلكم عينة مما تعاني منه ما أسميه (مخططات الغفلة) التي تُمنح وتُولد فجأة، وتُعتمد بسرعة، ثم يُعلن عنها بغتة، ثم تباع بالمفرق والجملة. ليس للخدمات إليها من سبيل، ولا للمرافق التعليمية أو الصحية أو الخدمية نصيب. أما دافع الثمن، فهو المواطن الذي يجب أن يتحلى دائما بالوطنية، ففيها عزاء وتعليم وصحة وماء وكهرباء. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :