من المهم أن نستفيد من تجارب الآخرين في كافة المجالات. العلم متاح للجميع، والعالم الآن مسرح مفتوح لجمهور يتواجد في مواقع مختلفة من الكرة الأرضية لكنة يشاهد نفس المسرح. البعض يشارك في العرض، والبعض يكتفي بالفرجة. تجارب عالمية متنوعة في مجال الزراعة، والصناعة، والتعليم، وإدارة الأزمات، والمحافظة على البيئة، والاقتصاد، وغيرها من المجالات. نسعى في المملكة كما تفعل دول أخرى للاستفادة من هذه التجارب من خلال الزيارات والمؤتمرات والندوات وبرامج التدريب وهذا توجه يجب أن يستمر لأنه يساهم في الإثراء، واختصار الوقت، وتعليم وتدريب الأجيال الشابة. إذا نظرنا إلى الداخل وتجاربنا في المملكة في كافة المجالات سوف نلاحظ أنها لم تحظ بالعناية الكافية من المدارس والمعاهد والجامعات والأجهزة المتخصصة بما يحقق الفائدة العلمية والعملية. دعوني أستشهد بحالة واقعية حديثة اجتمعت فيها جوانب اقتصادية، وأمنية، واجتماعية، وتربوية، وإدارية. هذه الحالة هي حملة تنظيم العمالة غير النظامية. وسوف أطرح بعض الأسئلة حتى نكون أكثر تحديداً فيما أريد الوصول إليه: - هل تم توثيق هذه الحالة من زاوية إدارية؟ - هل قامت الجامعات بدراسة الحالة من زاوية علمية؟ - هل استثمرت معاهد التدريب هذه الحالة لأغراض التدريب؟ - هل كلفت الجهات ذات العلاقة فرقاً لتقييم التجربة بكافة مراحلها ومن جميع جوانبها؟ - هل كان هناك اتفاق على الخطاب الإعلامي المصاحب للحملة؟ - هل درست الاحتمالات بالنسبة لردود فعل العمالة، والبدائل المتاحة للتعامل معها؟ - هل تم التنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة في التخطيط والتنفيذ، وهل كانت وزارة الثقافة والإعلام إحدى هذه الجهات؟ - هل خطة التنفيذ مقيدة بجدول زمني واضح؟ - هل ستقوم الجامعات بإعداد الدراسات والبحوث لمعرفة آثار حملة تصحيح أوضاع العمالة على فرص العمل للمواطن، وكذلك الآثار الاقتصادية، والاجتماعية؟ - ماهي الأفكار التي يفترض مناقشتها من زاوية إدارة الأزمات؟ وأخيراً نحن بجاجة إلى فريق علمي يدرس الحالة من كافة جوانبها من حيث الأسباب والنتائج وتقديم تقرير شامل يغطي كل صغيرة وكبيرة للاستفادة من هذه التجربة التي تهم كافة القطاعات وترتبط بشكل مباشر بحياة الناس وتنمية وأمن الوطن.
مشاركة :