كيف تعاملت المؤسسة الدينية الجزائرية مع الإعلام الجديد؟ وما الملامح الأولى التي يمكن رصدها في سلوكات هذه المؤسسة، وماهي طبيعة خطابها في زمن الوسائط الاتصالية؟ مجموعة من الأسئلة يعمل الدكتور والإعلامي محمد بغداد على تناولها في دراسته الجديدة الموسومة بـ "الصدمة الإعلامية للمؤسسة الدينية الجزائرية"، الصادرة بالأردن عن دار الجزائرية للتواصل، معتبرا أن مصطلح الصدمة متداول في الدراسات الاجتماعية وإن كانت حقول استعماله متباينة وكذا أغراض التعامل معه متغيرة. في هذه الدراسة يرصد الدكتور محمد بغداد سلوك المؤسسة الدينية الجزائرية في تعاطيها مع الموجة الإعلامية الجديدة المتميزة بالافتراضية وذات الطبيعة التسارعية وهو ما يراه متصادم مع البنية الهيكلية والخاصية الأساسية للمؤسسة الدينية، زيادة على الارتفاع المذهل لحجم استهلاك المحتوى الإعلامي خاصة من طرف الأجيال الجديدة، إضافة إلى تبيان منصات الإعلام الجديد وسهولة التعامل مع تقنياته التكنولوجية، في الوقت الذي بقيت المؤسسة الدينية ولفترة طويلة غير مبالية بالتحولات الجديدة. في كتاب "الصدمة الإعلامية للمؤسسة الدينية الجزائرية"، نعثر على مجموعة من المحطات التي يسميها المؤلف بالمحطات الحرجة التي جعلت المؤسسة الدينية تفقد التوازن المعهود وتظهر بالمترددة في انتاج خطاب يكون من الممكن التعامل معه وتحويله إلى محتوى اتصالي قادر على إحداث التفاعل المتوقع. كما تتناول الدراسة قضية البنية الثقافية والطبيعة الاجتماعية لأجيال المؤسسة الدينية الجزائرية التي بقدر ما عرفت تنوعا كبيرا إلا أنها بقيت خاضعة في تصوراتها وسلوكاتها إلى للمفاهيم الكلاسيكية الموروثة مما جعل ذلك يضعها على هامش ديناميكية انتاج المحتوى الإعلامي القادر على تمثيلها في المشهد، وبمرور الوقت تبين لها أنها غير قادرة على منافسة منتوج المحتوى المؤسسات الأخرى. دراسة "الصدمة الإعلامية للمؤسسة الدينية الجزائرية"، تتضمن مناقشة ثرية وعميقة لمجموعة من القضايا والاشكاليات والأزمات الصعبة التي تواجه هذه المؤسسة في زمن التحولات الاتصالية الكونية.
مشاركة :