خلال آذار (مارس) 2022، بلغت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية تقريبا سبعة أمثال مستوياتها في آذار (مارس) 2021، وفي الفترة نفسها زادت أسعار الفحم في جنوب إفريقيا ثلاثة أضعاف، وسجلت أسعار السلعتين أعلى مستويات لها على الإطلاق. وكان جزء كبير من الزيادة نتيجة لحالات التعطل المتوقعة لصادرات روسيا من الغاز الطبيعي والفحم، لكن الأسعار كانت تشهد بالفعل صعودا في أعقاب جائحة كورونا مع انتعاش الطلب ونقص الإمدادات. وأدى صعود أسعار الغاز الطبيعي والفحم أيضا إلى ارتفاع تكلفة الأسمدة لأنهما يستخدمان كمستلزمات في تصنيع الأسمدة. وحول قضية ارتفاع أسعار الأغذية في مارس، فقد ارتفع مؤشر البنك الدولي لأسعار السلع الغذائية 14 في المائة في الربع الأول لـ2022 عن الربع السابق، ويزيد نحو 20 في المائة عن مستواه قبل عام. وأذكى تعطل حركة التجارة وارتفاع تكلفة المدخلات هذا الصعود الذي شهد تسجيل أسعار بعض السلع الغذائية مستويات قياسية مرتفعة، مع زيادات كبيرة جدا في أسعار القمح. وكان لنقصان الإنتاج أيضا دور في صعود الأسعار، ولا سيما للقمح وفول الصويا التي يرجع ارتفاع أسعارهما جزئيا، إلى هبوط غلة المحاصيل في أمريكا الجنوبية. ويشكل ارتفاع أسعار الأسمدة مبعث قلق كبير لأسعار الأغذية في العام المقبل. وبشأن أسعار بعض المعادن التي وصلت إلى أعلى مستويات لها على الإطلاق، فقد ارتفعت أسعار المعادن كمجموعة 13 في المائة في الربع الأول لـ2022 عن مستواها في الربع السابق. ووصلت أسعار بعض المعادن إلى أعلى مستويات لها على الإطلاق في مارس وسط مخاوف من تعطل إمدادات المعروض، بينما بلغت المخزونات مستويات قياسية متدنية. وكانت الحرب في أوكرانيا أحد العوامل الرئيسة لتحركات أسعار الألمنيوم والنيكل، وأثرت أسعار الطاقة في الألمنيوم والزنك. وتعد روسيا منتجا رئيسا لبعض المعادن، منها الألمنيوم والنيكل. وهذه المعادن مدخلات رئيسة في تقنيات الطاقة المتجددة مثل ألواح الطاقة الشمسية وتوربينات الرياح. ولذلك، قد تؤدي زيادات أخرى للأسعار أو تعطيلات لإمدادات المعروض من هذه المعادن، إلى جعل التحول في مجال الطاقة أكثر تكلفة مقارنة بالفترة الماضية.
مشاركة :