حتى لا نظلم الشباب | سهيل بن حسن قاضي

  • 4/29/2014
  • 00:00
  • 48
  • 0
  • 0
news-picture

ينبغي دومًا التفكير بجديّة متناهية فيما يُسمَّى بالتضليل الإحصائي، وهو دومًا تضليل مُتعمَّد يُستخدم بكثرة بهدف الترويج لبعض السلع، أو للترويج لصناعة معينة، أو منشأة قد تكون مدرسة، أو صحيفة يومية، أو مكتبًا هندسيًّا، أو مكتب محاماة، وهكذا.. فقد وجد المروّجون نجاحًا لأهدافهم، ولم يجدوا مَن يحمي المستهلك من شرورهم. في الجانب الآخر تجد أن العديد من الجهات تتّهم الشباب (ويفترض أن نقول بعضهم) بالعديد من التّهم التي لا علاقة لها بالانحراف السلوكي في الطرقات، في المدارس، في الأسواق، في الأحياء، في التواصل الاجتماعي، وغير ذلك، وفي حقيقة الأمر أن غيرهم ممّن لا يُصنّفون ضمن الشباب تصدر عنهم بعض الانحرافات السلوكية. إن المعلومات التي تصلنا عن الشباب والانحراف قد يكون بعضها حقيقيًّا، إلاّ أن التلاعب بالأرقام الإحصائية يؤدّي إلى نتائج مضللة، فمن المعلوم أن سن 25 سنة فما دون ذلك يمثلون 60% من السكان، أي أن مجتمعك يغلب عليه نسبة الشباب وهو مؤشر له إيجابيات عديدة، وسلبيات قليلة بعض الشيء إذا كانت البرامج الوطنية لا تستوعب هؤلاء الشباب. إن غالبية المغرر بهم هم من الشباب، فهي مستهدفة من قبل الأشرار الذين لا يعبأون بالوطن والشرور التي تلحق به من جراء ما يفعلون. نعود إلى بعض مظاهر الفرح والاحتفال باليوم الوطني أو نتائج الفوز في المباريات، وكلنا ندرك أن هذا أمر مشروع، فإذا ظهرت بعض الانحرافات السلوكية فلا يعاقب كل الشباب، وإنما المتسبب منهم فقط، أمّا التضييق عليهم فهذا يُولِّد الكراهية وحب الانتقام من المرافق العامة أو خلافها حتى مخاطبتهم أو تساؤلهم ينبغي أن تتم في جو من الاحترام لآدميتهم والمتهم بريء حتى تثبت إدانته. لقد فرحتُ عندما عرفت أن بطل المصارعة جون سينا، وغيره كانوا قدموا عروضًا للمصارعة في الرياض، ولكن الفرحة لم تتم لأن أسعار التذاكر كان مبالغًا فيها؛ ممّا حرم الكثيرين من حضورها، كذلك يتم الإعلان عن قرب استضافة «سيرك عالمي» وهذا أيضًا من الأمور المسلية للشباب وغيرهم، ونأمل أن تكون أسعاره مشجعة للحضور. وفي ظل قلة المتنزهات والحدائق العامة، وانعدام المسرح، والسينما، واللهو البريء، وغير ذلك، فإن علينا جميعًا أن نتحمّل نتائج التضييق عليهم، ريثما تحدث بعض الانفراجات. وأقول -رغم تضرري من بعضهم- رفقًا بالشباب، ونأمل أن لا نكون سببًا في شعورهم بالظلم، والهوان، وكراهية الآخرين، وعلينا أن نتذكر أننا كنا شبابًا مثلهم، ولم نكن أنبياء. Qadis@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (4) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :