الأمم المتحدة - (أ ف ب): أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الأمم المتحدة أمس الجمعة أن إسرائيل تعرقل عمدا التقدّم باتجاه التوصل إلى حل الدولتين ولم يعد من الممكن اعتبارها شريكا يمكن الوثوق به في عملية السلام. وجاءت تصريحاته غداة إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد أنه يؤيد حل الدولتين، لكن عباس قال إن الدليل يجب أن يكون استئناف المفاوضات فورا. وقال عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن «إسرائيل التي تتنكر لقرارات الشرعية الدولية قررت ألا تكون شريكا لنا في عملية السلام». وأضاف أن الدولة العبرية «أمعنت في تكريس هذا الاحتلال، فلم تترك لنا خيارا آخر سوى أن نعيد النظر في العلاقة القائمة معها برمتها». وأضاف أن إسرائيل «سَعت وتَسعى بسياستها الراهنة وعن سَبقِ إصرار وتصميم إلى تدمير حل الدولتين»، معتبرا أن ذلك «يُثبت بالدليل القاطع أنها لا تؤمن بالسلام». كذلك اتهم الدولة العبرية بأنها «تُكرِّسُ نظام تمييز عنصريا (ابرتهايد)» وأتها تقوم «بإطلاق يد الجيش والمستوطنين الإرهابيين الذين يقتلون أبناء شعبنا الفلسطيني في وضح النهار». وكرر لبيد في خطابه دعمه لإقامة دولة فلسطينية «مسالمة». ووصف الرئيس الفلسطيني موقف لبيد بأنه «إيجابي»، لكنه شدد على أن «الاختبار الحقيقي لجدية ومصداقية هذا الموقف، هو جلوس الحكومة الإسرائيلية إلى طاولة المفاوضات فورا لتنفيذ حل الدولتين». وتعثرت مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية منذ عام 2014. وتقوم الاستراتيجية الحالية لحكومة لبيد على محاولة دعم الاقتصاد الفلسطيني، لكن من دون الشروع في عملية سلام مع عباس. ومضى الرئيس الفلسطيني يقول «إننا لا نقبل أن نبقى الطرف الوحيد الذي يلتزم باتفاقات وقعناها مع إسرائيل عام 1993، اتفاقات لم تعد قائمة على أرض الواقع، بسبب خرق إسرائيل المستمر لها». وأكد عباس البالغ 87 عاما «أصبح من حقنا بل لزاما علينا أن نبحث عن وسائل أخرى للحصول على حقوقنا وتحقيق السلام القائم على العدل». وكان محمود عباس قد قال في كلمته بالفيديو أمام الأمم المتحدة العام الماضي إنه يمنح إسرائيل عامًا واحدًا للانسحاب من الأراضي المحتلة وإلا فسيسحب الاعتراف بها على أساس حدود ما قبل عام 1967. لكنه لم يشر إلى ذلك الإنذار الجمعة وركز بدلا من ذلك على عدم وجود اعتراف واسع بدولة فلسطين. وقال في هذا الصدد «مما يحزننا أن الولايات المتحدة الأمريكية وعددا من الدول الأوروبية التي تُنادي بالتمسك بحل الدولتين، وتعترف بدولة إسرائيل، لم تعترف بدولة فلسطين»، مشيرا إلى أنها «تهدد باستخدام (حق النقض) الفيتو أمام سعينا المشروع لنيل العضوية الكاملة» في الأمم المتحدة. ولوّح عباس بـ«التوجه إلى الجمعية العامة مرةً أخرى لاستفتائها على ما يجب تبنيه من إجراءات قانونية وخطوات سياسية» في حال «استمرت محاولات عرقلة مساعينا لنيل العضوية الكاملة». كذلك كشف أنه سيتم الشروع في «إجراءات الانضمام إلى منظمات دولية أخرى» من بينها منظمة الصحة العالمية.
مشاركة :