أحيَانًا يَأتي خَطأٌ مِن أَخطَاء التَّاريخ؛ ويَستَمر، دُون أنْ يَفطن لَه أَحَدٌ، أو يَتصيَّده مُتصيِّدٌ، كنِظَام سَاهر اللُّغويّ أَو غَيره..! ومِن تِلك الأخطَاء التي صَادها اللُّغوي «أحمد العرفج»، إطلَاق كَلِمَة «مَقَال»؛ عَلَى مَا يُنشر في الصُّحف مِن كِتَابَات، لأنَّ هَذه التَّسمية تُعتبر تَزويرًا لُغويًّا، وعَبثًا في المَفَاهيم، وخَللاً غَفلت عَنه الأجيَال، وصَاده صَاحِب هَذه الكِتَابَة..! إنَّ الجَذْرَ اللُّغويَّ لـ»قَال»، يَختلف تَمَامًا عَن الجَذْر اللُّغوي لـ»كَتَبَ»، وإذَا آمنّا بأنَّ كَلِمَة «قَال» مِثل كَلِمَة «كَتَبَ»، ستُصبح كَلِمَة «قَرَأَ» مِثل كَلِمَة «سَمعَ»، و»أَكَلَ» مِثل كَلِمَة «شَربَ».. وهُنَا نَدخل فِي فَوضَى لُغويّة لَا عَاصِم لَنَا مِنهَا..! يَقول «حسّان بن ثابت» -رَضي الله عَنه-: مَا إِنْ مَدَحْتُ مُحَمَّدًا بِمَقَالَتِي لكِنْ مَدَحْتُ مَقَالَتِي بِمُحَمَّدِ وهُنَا استَخدم «حسّان» كَلِمَة «مَقَالتي» في مَكِانِهَا، لأنَّه يَقول شِعرًا، وإذَا صَحّ أنْ نَستَخدم كَلِمَة «مَقَالَة»، فإنَّنا نَستطيع أنْ نَذْهَب إلَى كُتب التُّرَاث، ونَحذف كُلّ كَلِمَات «كِتَابَة»، ونُحوّلها إلَى «مَقَالَة»، وهَذا عَبثٌ سيُؤدّي بِنَا إلَى (66) نَكبةً لُغويّةً..! يَقول القَاموس عَن مَعْنَى «القَول»: إنَّه كَلَامٌ، أَيّ كَلَام أو لَفظ يُنطق مِن خِلال اللِّسَان، تَامًّا كَان أَو نَاقِصًا، وجَمْعهُ «أقوَال»، وجَمْع الجَمْع «أَقَاويل»، وإذَا أَردنَا أنْ نَستَخدم هَذه العِبَارة في الخَير قُلنَا: «القَول»، وإذَا أَردنَا أنْ نَستخدمها في الشِّر قُلنَا: «القَال، والقِيل، والقَالَة»..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أَن أُعَاهدكم مِن الآن فصَاعدًا؛ بأنْ أَصِف هَذه المَقَالَات بالكِتَابَات، وسأَشطُب كُلّ وَصف لمُمَارسات تَصف الكِتَابة بالمَقَال، لأنَّ ذَلك تَزويرٌ خَادِعٌ، «عَلى عِينك يَا تَاجِر الكَلِمَات»..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com
مشاركة :