لا شك أن عملية الفكرة الأولى يمكن أن تكون مؤلمة. لكن هذا أيضا هو سبب حدوث تغير تكنولوجي منذ 1870 أكبر مما كان عليه بين فترة ستة آلاف قبل الميلاد و1869. المفكر الثاني هو فريدريك إنجلز، الذي صاغ نموذج البنية الفوقية، وهو أساس الاقتصاد السياسي الماركسي، "هذا بطبيعة الحال إطار ماركس، لكنني أعتقد أنه مدين أكثر لمعاونه". تصف "البنية الفوقية" المجتمع بأسره، بما في ذلك شبكاته الشخصية وأنماطه الاجتماعية ومؤسساته السياسية والثقافية والاقتصادية التي تشكل أهمية بالغة. وعلى الرغم من أهمية هذه الأمور، إلا أنها تستند جميعها إلى "القاعدة" التكنولوجية الأساسية للإنتاج، ويجب أن تتوافق معها. في كل لحظة منذ 1870، أيا كانت البرامج الاجتماعية التي كان يديرها المجتمع ستصبح حتما قديمة وتنهار في غضون 50 عاما، وذلك بسبب التغييرات التي طرأت على المعدات الأساسية، التي كانت مدفوعة بدورها بنظرية التدمير الإبداعي لشومبيتر. أما المفكر الثالث فهو خبير اقتصادي آخر من مواليد النمسا، فريدريك فون هايك. كانت رؤيته الرائعة تتمثل في أن اقتصاد السوق يعد آلية فريدة يمكنها تحفيز الابتكار الجماعي وتعبئة القوى العقلية البشرية، لجعل العالم أكثر ثراء "شريطة تنفيذ حقوق الملكية". ومع ذلك، حذر هايك من أن هذه الفوائد مكلفة للغاية، لا يمكن أن توفر السوق أي شكل من أشكال العدالة الاجتماعية. كان يعتقد أن أي محاولة لإدارة أو تعديل السوق مع وضع مثل هذه الأهداف في الحسبان، لن تفشل فحسب، بل ستقوض أيضا قدرة السوق على القيام بما تفعله بشكل أفضل. وهكذا بلغت عقيدته مبدأ، "السوق تعطي، والسوق تأخذ، مبارك اسم السوق". وأي شيء آخر سيضعنا على "طريق نحو القنانة". وأخيرا، رأى عالم الأنثروبولوجيا الاقتصادية الهنغاري كارل بولاني، أن رؤية هايك عن المدينة الفاضلة الممنوحة من السوق، لم تكن مستدامة لأنها غير إنسانية. يريد الناس أن يكون لهم رأي في كيفية استخدام مواردهم الاجتماعية. سيطالبون بحد أدنى معين من الدخل الكريم لأنفسهم وللآخرين، بينما يتوقعون درجة معينة من الاستقرار. يميل الناس إلى مقاومة الفكرة القائلة إن نمط حياتهم يمكن تدميره بشكل منفرد من خلال شخص جشع لا جذور له يعمل على زيادة أرباحه، يقيم في النصف الآخر من العالم. في كل الأحوال، هذه هي حالة الناس. إذا كانت حقوق الملكية هي حقا الحقوق الوحيدة المهمة، فإن السياسة والمجتمع سينهاران في نهاية المطاف. يمكننا المفكرون الأربعة من فهم سبب عدم قدرتنا على استخدام براعتنا التكنولوجية المتاحة لبناء عالم منصف وسعيد. لكن التشخيص بطبيعة الحال لا يمثل سوى نصف المعركة "وربما أقل". تتمثل مهمة الأجيال المقبلة في معرفة كيف تصبح جيدا في تقطيع وتذوق الفطيرة الاقتصادية، كما نجحت الأجيال السابقة في جعلها أكبر حجما. خاص بـ «الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت، 2022.
مشاركة :