إن أحد أهم الأسباب المؤدّية للإرهاب -من وجهة نظري- هي فقدان قيمة البشر وحياتهم. يبدأ الأمر منذ الصغر، حيث يبدأ شعور الإنسان بقيمته من عدمها. الحب غير المشروط، والذي لا يقترن بأيّ شروطٍ من أهم أسباب التربية الناجحة. أمّا في العالم العربيّ، ففي كثير من الأحيان تُغفل هذه النقطة. فيصبح الإنسان منتظرًا للموت؛ باسم الزهد في الحياة. والدِّين والزهد من هذا الإحباط براء. إذ إن أثر النعمة على الإنسان من علامات الشكر للإله. وعندما يقترن انتظار الموت هذا مع هزيمة النفس أمام نظريات المؤامرة؛ ينتخب البشر الإرهاب والموت على الحياة الهانئة، إذا توفرت له. ويوزع رؤساء الإرهاب من نرجسياتهم التي حازوها من ولاء أتباعهم المُضلَّلين، ويعيدونها عليهم. ويتنافس الأتباع في إرضاء الخليفة المستبد؛ كي يحصلوا على بعض من نرجسيته. كما يسقطون إهمالهم لقيمة أنفسهم، وانتظارهم الموت على ضحاياهم، قتلاً وظلمًا باسم الدين، وهو منهم براء. ومن نظريات المؤامرة ما يُضخِّم من حجم العدو؛ ومقدرته، حتى ينتفخ العدو في رأي الشباب المهزوم فوق مقدرة هذا العدو بكثير. وينعكس ومؤامراته على كل خسارة وانحطاط يلحق بالعرب خاصة، والمسلمين عامة. الحل هو في الاحترام غير المشروط للطفل. وعدم الإشارة إلى «المؤامرة الكبرى» كشمّاعة للانحطاط، ونشر الوعي بإمكانيات العدو الحقيقية، ووجهة نظره المعارضة، حتى لا يخرج العدو من إنسانيته، ويجد الشباب طرق التعامل معه دون الوسيلة الوحيدة أمام عدو منيع قوي وشرير: «الموت والانتحار للنَّيل منه».
مشاركة :