في الـ26 من أغسطس الماضي، أعلنت السعودية القبض على أهم المطلوبين الأمنيين والمتورط في تفجيرات يونيو 1996 في مدينة الخبر (غرب المملكة)، ما عده السعوديون "صيدا ثمينا" بعد ملاحقة استمرت 19 عاماً. إيران لم تكن بعيدة عن المشهد، إذ ظل أحمد المغسل الملاحق دوليا، مختبئا فيها، ويتنقل بجواز سفر مزور إلى بيروت، ورغم الاتهامات الموجه للجمهورية الإسلامية بإيواء المطلوب المتورط في قتل 19 عسكريا أمريكيا وجرح 372 آخرين، إلا أنها لا تبدي بالا للاتهامات وسط نفي مستمر وقاطع. السلطات السعودية استطاعت تحقيق إنجاز مهم لطي ملف الرجل الملاحق منذ 19 عاما، والمسجل في لائحة أخطر الإرهابين في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه بالقبض عليه ستسفر التحقيقات -بحسب توقعات مراقبين- عن مفاجآت كبيرة تشير إلى تورط إيران وجماعات دينية في العملية الإرهابية التي هزت شرق البلاد. "تفجيرات حزيران" تؤكد تورط إيران في سلسلة من عمليات التخريب الساعية لزعزعة جيرانها العرب في الساحل الغربي من الخليج العربي، بيد أن الجيران بدوا أكثر صلابة وتماسكا خلال كل محاولات إحداث الفتن والقلاقل. وبالعودة إلى المغسل المولود في عام 1967، فإن السلطات السعودية اكتشفت تواجده في بيروت لحضور مناسبة، بعد أن قدم من إيران، بجواز سفر مزور، ويتهمه السعوديون بأنه عراب عمليات تفجيرات الخبر والرأس المدبر لها. وبسحب معلومات صحافية فإن الأنباء التي أشارت إلى وفاة المغسل في إيران لم تكن صحيحة، بيد أن زميله المتورط في الحادثة الإرهابية جعفر شويخات، مات فعلا بعد أن قبض الأمن السوري عليه وقبل تسليمه للسعودية، ما يجعل احتمالية تصفيته من قبل الجهات المحسوبة على إيران واردة، حتى لا تتم إدانتها بالعمل الإرهابي. ويبدو أن المعلومات التي ستسفر عنها التحقيقات مع أحمد المغسل ستكون جوهرية ومهمة في كثير من الملفات، وتنتظر دول عديدة نتائج تلك التحقيقات، وسط قلق وحيرة إيرانية خصوصا أن إيران أنهت - ولو بشكل مبدئي - "الملف النووي" الذي أرق اقتصادها وشعبها بشكل كبير. التخوف الإيراني من الغضب الأمريكي المحتمل في حال ظهرت نتائج التحقيقات، سيتضاعف في حال فوز مرشح جمهوري في سباق الرئاسة الأمريكية، إذ سيكون المغسل وتحقيقات السلطات السعودية معه نقطة ترقب لأطراف دولية عديدة، رغم تأكيدات من مراكز بحثية تشير إلى تورط الإيرانيين في العنف حول العالم.
مشاركة :