تواصل بركان الثورة الشعبية في مدن إيران، بخروج مظاهرات حاشدة، أمس الجمعة، إلى شوارع الأحواز، وأردبيل مرددين «الموت للديكتاتور»، و«المرأة، الحياة، الحرية»، بوقت تنسق فيه جماعات سياسية وناشطة ومعارضون إيرانيون حول العالم، لـ«مسيرات حرية» ووقفات احتجاجية أمام سفارات الملالي، وبالداخل في محيط ميادين وجامعات طهران ضد النظام الإرهابي، بالتزامن مع تتزايد المطالبات بانضمام فئات مختلفة من المجتمع إلى الإضرابات في عموم أنحاء البلاد.وأعلن نجل شاه إيران الراحل، رضا بهلوي، أن بإمكان الإيرانيين مساعدة أبناء وطنهم بالمشاركة في مسيرات الحرية التي تقام حول العالم اليوم السبت، وقال: دعونا نذكر العالم بشكل موحد أن قلب الثورة الإيرانية ينبض وأن الإيرانيين لن يرتاحوا إلا بعد زوال هذا النظام.استمرار القمعمن جهة أخرى، قالت نسرين ستوده، الناشطة في مجال حقوق الإنسان بإيران، خلال إجازتها من السجن، في مقابلة مع مجلة «تايم»: إن النظام سيستمر في القمع، لكن الاحتجاجات ستستمر أيضًا، بغض النظر عن طبيعة القمع، لا أرى سبيلا للعودة، فالاحتجاجات والاعتصامات بدأت تظهر احتمالية تغيير النظام بشكل جدي.وأضافت: «احتجاجات إيران التي اندلعت بمقتل مهسا أميني، تظهر في الواقع الآلام التي عانتها نساء البلاد خلال هذه السنوات الـ43».في غضون ذلك، خرجت مظاهرات واسعة النطاق للشعب الإيراني ضد النظام ليل الخميس/الجمعة، في مختلف مدن إيران، بما في ذلك طهران ومشهد، وقم، ووارامين، وشيراز، وعبادان، ويزد، وكرمانشاه، ورشت، وبندر عباس، وكرمان، وجيرُفت، وسنندج، وسردشت.كما استمرت الاحتجاجات في أجزاء كثيرة أخرى من البلاد، عبر أبواق السيارات، وحرق الأوشحة، وترديد الهتافات من النوافذ والأسطح، وكتابة الشعارات على الجدران.والتحقت مدينة الأحواز، جنوب غربي إيران، أمس الجمعة، بشكل قوي بالمظاهرات العامة التي تشهدها إيران منذ أسبوعين.وحشية الجريمةوهتف المتظاهرون في الأحواز: «المرأة، الحياة، الحرية»، كما أطلق محتجون أبواق سياراتهم في الشوارع، تعبيرا عن احتجاجهم على وحشية الجريمة التي ارتكبتها «شرطة الأخلاف» بقتل الشابة مهاس أميني.ووفقًا للتقارير، أطلقت قوات الأمن الإيرانية الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في شوارع مدينة الأحواز.وعلى الرغم من ذلك، ردد المتظاهرون: «لا تخافوا، لا تخافوا، نحن جميعًا معًا»، لتشجيع بعضهم البعض في الاستمرار والاحتجاج بالشوارع.وبحسب «إيران إنترناشيونال»، أشارت تقارير ومقاطع الفيديو إلى خروج تجمعات احتجاجية في أردبيل، شمال غربي إيران، حيث هتف المحتجون في شوارع المدينة: «الموت للديكتاتور».وتجمع متظاهرون، مساء الخميس، في مدن قم ورشت وطهران وسنندج ومشهد، كما نُشرت تقارير عن تجمعات في شيراز ومسجد سليمان.وفي مدينة قم، أشعل المحتجون النار في صناديق القمامة ورددوا هتاف: «المدفع، الدبابة، الصاروخ، يجب أن يرحل الملالي»، بينما هتف المواطنون في وسط مدينة مشهد «الموت للديكتاتور»، و«سأقتل من قتل أختي».انتقاد أمريكيوفي السياق، أودعت مجموعة من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب من الديمقراطيين والجمهوريين رسالة إلى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ تدين فيها مقتل مهسا أميني وقمع الاحتجاجات العامة في إيران.وانتقدت بشدة انتهاك حقوق الإنسان والتمييز الشديد والقوانين الصارمة للحجاب الإجباري في إيران.وطالب النواب، من وزير الخارجية الأمريكي بالإعلان صراحة عن دعم واشنطن للشعب الإيراني ورغبته في إيران حرة وعادلة وديمقراطية.من ناحية أخرى، ندد عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين، في بيان، بمقتل مهسا أميني ودعوا النظام الإيراني إلى وضع حد للانتهاكات الممنهجة ضد المرأة، كما أشادوا بشجاعة المحتجين في مواجهة آلة القمع والموت للنظام.وقالت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، تعليقا على مقتل مهسا أميني وقمع الاحتجاجات في إيران: «نُحيي شجاعة النساء الإيرانيات، وننضم إليهن في محاولتهن إرسال رسالة تؤكد أن حقوق النساء هي جزء من حقوق الإنسان».وبعد أسبوعين من مقتل مهسا أميني في معتقل دورية شرطة الأخلاق، قالت وزيرة الخارجية الألمانية: إنها ستبذل قصارى جهدها لفرض عقوبات الاتحاد الأوروبي على أولئك الذين يضطهدون النساء في إيران. أخبار متعلقةبوتين يضم مناطق أوكرانية ويطالب كييف بالعودة لـ«المفاوضات»أمريكا.. إعلان ولاية فرجينيا منطقة كوارث
مشاركة :