صدى الكلمات..حسن النية والضغينة..!!؟؟

  • 10/9/2022
  • 02:48
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إيّاك أن تندم يوماً. أنك عاملت الناس بطيبة قلبك وصفاء نيتك. يكفي أن الله يرى طيب نواياك وخبث قلوبهم. راقت لي..من روعة الحقيقة فيها.. كان هناك ساقي اسمه جميل، يبيع الماء للناس وهو يتجول بجرته الطينية في الأسواق، وقد أحبه كل الناس لحسن خلقه ولنظافته. ذات يوم سمع الملك بهذا الساقي فقال لوزيره : إذهب وأحضر لي جميل الساقي. ذهب الوزير ليبحث عنه في الأسواق إلى أن وجده وأتى به الملك. قال الملك لجميل : من اليوم فصاعداً لا عمل لك خارج القصر ستعمل هنا تسقي ضيوفي وتجلس بجانبي تحكي لي طرائفك التي اشتهرت بها.. قال جميل : السمع والطاعة لك مولاي. عاد جميل إلى زوجته يبشرها بالخبر السعيد وبالغنى القادم، وفي الغد لبس أحسن ما عنده وغسل جرته وقصد قصر الملك، دخل الديوان الذي كان مليئا بالضيوف وبدأ بتوزيع الماء عليهم وكان حين ينتهي يجلس بجانب الملك ليحكي له الحكايات والطرائف المضحكة، وفي نهاية اليوم يقبض ثمن تعبه ويغادر إلى بيته. بقي الحال على ما هو عليه مدة من الزمن. إلى أن جاء يوم شعر فيه الوزير بالغيرة من جميل بسبب المكانة التي احتلها بقلب الملك. وفي الغد حين كان الساقي عائداً إلى بيته تبعه الوزير وقال له : يا جميل إن الملك يشتكي من رائحة فمك الكريهة..!! تفاجأ الساقي وسأله : وماذا أفعل حتى لا أؤذيه برائحة فمي..!!؟؟ فقال الوزير : عليك أن تضع لثاما حول فمك عندما تأتي إلى القصر. قال جميل : حسنا سأفعل. وعندما أشرق الصباح وضع الساقي لثاماً حول فمه وحمل جرته واتجه إلى القصر كعادته.. فاستغرب الملك منه ذلك لكنه لم يعلق عليه، واستمر جميل يلبس اللثام يوماً عن يوم إلى أن جاء يوم وسأل الملك وزيره عن سبب وضع جميل للثام, فقال الوزير : أخاف يا سيدي إن أخبرتك قطعت رأسي. فقال الملك : لك مني الأمان فقل ما عندك. قال الوزير : لقد اشتكى جميل الساقي من رائحة فمك الكريهة يا سيدي. انزعج الملك وأخبر زوجته بالخبر فقالت : من سولت له نفسه قول هذا غداً يقطع رأسه ويكون عبرة لكل من سولت نفسه الانتقاص منك قال لها : ونعم الرأي. استدعى الملك الجلاد وقال : من رأيته خرج من باب قصري حاملاً باقة من الورد فاقطع رأسه وحضر الساقي كعادته في الصباح وقام بتوزيع الماء وحين حانت لحظة ذهابه أعطاه الملك باقة ورد هدية له، وعند خروجه إلتقى بالوزير فقال له الوزير  من أعطاك هذه الورود..!!؟؟ قال جميل للوزير : الملك اعطاني إياها هدية. فقال له أعطني إياه أنا أحق به منك، فأعطاه الساقي الباقة وانصرف وعندما خرج الوزير رآه الجلاد حاملاً لباقة الورد فقطع رأسه..!! وفي الغد حضر الساقي كعادته دائماً ملثماً حاملاً جرته وبدأ بتوزيع الماء على الحاضرين. استغرب الملك رؤيته لظنه أنه ميت، فنادى عليه وسأله : ما حكايتك مع هذا اللثام..!!؟؟ قال جميل : لقد أخبرني وزيرك يا سيدي أنك تشتكي من رائحة فمي الكريهة وأمرني بوضع لثام على فمي كي لا تتأذى. سأله مرة أخرى : وباقة الورد التي أعطيتك..؟؟ قال جميل : العفو يا مولاي أخذها الوزير مني فقد قال : أنه هو أحق بها مني، فأعطيته إياها. فابتسم الملك وقال : حقا هو أحق بها منك وحسن النية مع الضغينة لا تلتقيان. العبرة : كم هناك مثل الساقي, وكم من أشخاص يشبهون الوزير، في الكثير من الأماكن وللأسف. لكن،النصيب غلَّاب ‏فكُل ما كُتب لك سيأتي إليك بمجهود ‏أو بدونه ‏فلا تقلق وتأكد تمامًا ‏أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ ‏وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ ‏قدر الله هو ملكك مهما تأخر ‏وسيأتي لك في الوقت الذي ‏يراه الله مناسباً فلا تقلق. اللهم :أرزقنا الطمأنينة ونقاء فكر وصدق نوايا.     للتواصل مع الكاتب KhaledBaraket@gmail.com      

مشاركة :