حَـديث (صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع) لمجلة (إيكونوميست) البريطانية فتح العديد من الملفات الساخنة، وحظي بأصداء دولية واسعة؛ لكن الأهم أنه طمأن المجتمع السعودي على وطنه؛ رغم تداعيات الحاضر وتَـحدياته (السياسية والأمنية والاقتصادية والفكرية). فذاك الحديث رسم رؤية جديدة وملامح مستقبل مختلف، لاسيما في الجانب الاقتصادي، الذي سيشهد ثورة تبحث عن موارد مالية بعيدة عن النفط وتقلبات أسعاره. ومِـن أبرز عناوين تلك الرؤية المستقبلية التي أكد (الأمير محمد) بأنها ستجلب لخزينة الدولة خلال السنوات القادمة (400 مليار ريال): الصناعة المتقدمة، وخَـصخصة بعض قطاعات ومؤسسات الــدولة، وتحويل بعض أرصدتها المجمّـدة إلى استثمارية. وإجراء إصلاحات كبيرة ومتنوعة على الـدعم والإنفاق الحكومي، والإفادة من فُـرص التعدين، كـ (اليورانيوم) الذي تمتلك بلادنا (6%) من احتياطيه العالمي! أيضاً هناك استثمار الأراضي المملوكة للدولة في مختلف المناطق، كَـأرض القوة الجويّـة على الشاطئ في قَـلـب جَـدّة، التي تزيد مساحتها على (5 ملايين متر مربع)، وقيمتها (10 مليارات ريال)، وكذا أرض الدولة في مكة المكرمة التي تبلغ مساحتها أكثر من (4 ملايين متر مربع)، وقيمتها السوقية عالية جداً. أيضاً من البرامج الاقتصادية التي طرحها (محمد بن سلمان) في حواره مع مجلة (إيكونوميست)، التوسع في السياحة سواء كانت دينية في مكة والمدينة، أو بيئية تستثمر ما تحتضنه بلادنا من ثروة مهملة في هذا الميدان كـمجموعة الـجُـزر بين (أمْــلج، ووِجّ)، وغيرها كثير وكبير. وكان الأهم في تلك البرامج الاستثمار في المواطن السعودي، والقضاء على الفساد والبطالة. لقاء ولـي ولـي العهد مع مجلة (إيكونوميست) البريطانية الذي قَــدّم صورة إيجابية للمستقبل؛ باعتبار أن (الفُــرص تأتي من خلال الأزمات) نَـطَـق بأمنيته التي يشاركه فيها كلّ السعوديين، وهي الوصول لـ (السعودية) القادرة على الاستمرار، بشفافية القوانين، ومشاركة الجميع في اتخاذ القرار، وتلك السعودية التي لا تعتمد على النفط، فلها اقتصادها المتطور، ومكانتها العَـالَـمِـيّــة في شتى المجالات. aaljamili@yahoo.com