رُؤية محمد العُقلا | عبد الله منور الجميلي

  • 5/1/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

كان من أبرز الفعاليات التي اشتملت عليها زيارة (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز) الأخيرة لـ(مصر)، زيارته لـ(جامعة القاهرة)؛ حيث التقى بنخبة من منسوبي الجامعة، وخاطبهم مسلطًا الضوء على رؤيته -حفظه الله- للواقع، وتلك الظروف والأحداث التي تمرّ بها المنطقة، والتي من أهم ملفاتها محاربة الإرهاب والتطرف، والعمل على توحيد كلمة وصَفّ الأمتين العربية والإسلامية! حِرصُ (جامعة القاهرة) وهي العريقة على احتضان (خادم الحرمين الشريفين)، ومحاورته، والاحتفاء به، أرى فيه تعزيزًا لرسالة الجامعة في (خدمة المجتمع)، وهو أحد المجالات الثلاثة التي تقدمها الجامعات لمجتمعاتها، إضافة للتعليم الأكاديمي والبحث العلمي! (خدمة المجتمع) ساحة مهمة جدًا -للأسف الشديد- تغيب عنها الكثير من جامعاتنا، التي تبدو مغلقة على نفسها، بعيدة عن نبض الناس. وفي هذا الميدان تحتفظ الذاكرة بتجربة رائدة وثَرية للجامعة الإسلامية في عهد مديرها الأسبق (معالي الدكتور محمد بن علي العقلا) الذي أطلق في العام 1428هـ برنامجًا ثقافيًا متنوعًا؛ كان حديث المجتمع ووسائل الإعلام، فخلال ست سنوات احتضن (منبر الجامعة) حوارات مفتوحة بين المواطنين على اختلاف أطيافهم وكبار المسؤولين والوزراء والعلماء والمفكرين من داخل المملكة وخارجها، ومنهم: (الملك سلمان عندما كان أميرًا لمدينة الرياض، والأمير نايف -رحمه الله-، والأمير خالد الفيصل، ووزراء المالية، والتربية والتعليم، والتخطيط، والصحة، والثقافة والإعلام، وكذا شارك في ذلك البرنامج أعضاء هيئة كبار العلماء، ونخبة من المثقفين والشعراء). وفي تلك الفعاليات طُرحت ونُوقشت بمصداقية وشفافية العديد من القضايا الفِكرية والمعرفية والخَدمية التي كانت تشغل حينها مختلف الساحات. وهنا وبما أننا هذه الأيام نعيش إرهاصات الرؤية السعودية 2030م، أو التحول الوطني، ونترقـب الرؤية الجديدة التي ستكون عليها الجامعات السعودية، ودورها الفاعل في تحقيق أهداف ذلك التحول، أرجو أن تكون (خدمة المجتمع) حاضرة في خططها وبرامجها المنتظرة؛ فالجامعات الفاعلة تحتضن الصفوة، وهي قادرة على صناعة الحاضر والمستقبل. أخيرًا.. ووطننا يعيش اليوم -ولله الحمد- مرحلة التطور والتحول الإيجابي في شتى المجالات، فهو بحاجة للطاقات المبدعة والمنتجة من أبنائه، ومن أولئك (الدكتور محمد بن علي العقلا) الذي تميَّز في إدارته للجامعة الإسلامية بالرؤية الواضحة، وبالقدرة على رسم خطط التطوير، وتنفيذها السريع على الأرض، وعلى استقطاب واستيعاب العقول، وقبل ذلك أَسْره للقلوب بتواضعه ونبل أخلاقه، فلعلنا نراه قريبًا يُمارس رسالته في خدمة وطنه في مكانٍ ما. aaljamili@yahoo.com

مشاركة :