الخوف هو حالة نفسية وفطرية وفسيولوجية تشعر بها جميع الكائنات، والخوف عند الإنسان موجود في فطرته ومنذ ولادته، لكن تتفاوت شدة وطأته بين الناس، وبين مرحلة من العمر وأخرى، وبين خوف من شيء حقيقي أو خيالي أو بسبب شعور أو ضغوط الحياة. إن الخوف الطبيعي من الأشياء، ليس مرضاً، ويزول مع زوال المسبب شخصياً أخاف في الخمس عشرة دقائق الأولى من إقلاع الطائرة وسرعان ما يختفي الخوف. للخوف صور كثيرة ومنها الخوف من الأماكن المرتفعة, والخوف من المرض, والخوف من رؤية الدم, والخوف من الحقن, والخوف من تسمم الطعام, والخوف من التحدث أمام الآخرين, والخوف من الزهايمر, والخوف من المشاكل العائلية, والخوف من المشاعر السلبية من الآخرين. (الخوف من الموت غريزة حية لا معابة فيها وإنما العيب أن يتغلب هذا الخوف علينا ولا نتغلب عليه) عباس محمود العقاد. وما يقلقني ويقلق الكثير الخوف من غير سبب وربما هناك بعض الأسباب ومنها بعض التغييرات في طريقة عمل أجزاء من الدماغ والجينات الوراثية. ما يؤلمني أن الخوف الشديد والمفاجئ يؤثر على كهرباء العصب الحائر، والأعصاب السمبثاوية والأعصاب الباراسمبثاوية التي تنظم سرعة ضربات القلب وقوة انقباضه، الأمر الذي يؤدي إلى بطء ضربات القلب بشكل حاد، وهبوط الدورة الدموية، كفانا الله جميعاً من هبوط الدورة الدموية التي تؤدي إلى انخفاض في الضغط وقد يصل إلى حالات الوفاة. إن الخوف من الغد غير مبرر فكل شيء في حياتنا مكتوب وبقدر فلماذا نخاف من الشيخوخة، ولماذا نخاف من المرض ونحن أصحاء، لماذا نخاف الفقر ونحن أغنياء قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «من أصبح منكم آمناً في سربه معافىً في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها». لماذا نخاف من مواجهة الآخرين ونحن نملك الثقة بالنفس، لماذا نخاف التحدث أمام الجمهور ونحن لدينا القدرة والمعرفة؟، إنه خوف غير مبرر، إنه الرهاب الطارد للاستقرار النفسي والعاطفي، أما الذي يطرد الرهاب والخوف قال تعالى في محكم كتابة: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}. المشاعر الخاصة من الخوف ليس لها مبرر وعلى من يشعر بذلك أن يعود إلى علاج الخوف في القرآن الكريم، فقراءة سورة الأحقاف: تزيل الخوف والروع. وهناك الكثير من السور والأحاديث التي تعالج الخوف كفانا الله وإياكم أجمعين من الخوف غير المبرر. والخوف الحقيقي شعور كريه علينا التخلص منه وتجنبه بأي ثمن. الإنسان الذي يمر بمشاعر الخوف يتوجب عليه أن يحتفظ بالتوازن النفسي من خلال التفكير بموضوعية في طبيعة الخطر وحدوده وكيفية التصرف قبل أن يأخذه بعيداً عن النفس. شخصياً أرى أنه لا توجد مشكلة بالشعور بالخوف، وإنما تكمن المشكلة في التصرفات التي تبنى عليه ربما تصرفات مؤلمة أو غير معقولة قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. همسة: الخوف من الخوف مؤلم فلا تترك الخوف يتسلل إلى داخلك ويقتل كل شيء جميل في حياتك.
مشاركة :