القتل والقمع يؤججان الغضب الشعبي في إيران

  • 10/28/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

طهران/نيويورك - أشعلت حصيلة القتلى في صفوف المحتجين في عدة مدن إيرانية وبينها تلك التي في الأقاليم النائية التي تسكنها أقليات تعاني من التهميش والتمييز الوظيفي ومن سوء الخدمات، الاحتجاجات في إيران التي تفجرت منذ 16 سبتمبر/تشرين الماضي على اثر وفاة الفتاة الكردية الإيرانية مهسا اميني بعد تعرضها للاحتجاز والضرب من قبل شرطة الأخلاق. واجتاحت المظاهرات الجمهورية الإسلامية منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاما) في حجز للشرطة الشهر الماضي. وشكلت الاضطرابات أحد أكبر التحديات أمام القيادة الدينية الإيرانية منذ ثورة 1979. وأظهرت لقطات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرين في مدينة زاهدان القريبة من حدود إيران الجنوبية الشرقية مع باكستان وأفغانستان، وهم يطالبون اليوم الجمعة بموت الزعيم الأعلى "الديكتاتور" آية الله علي خامنئي والقضاء على ميليشيا الباسيج التي لعبت دورا رئيسيا في حملة القمع والقتل خلال أسوأ مظاهرات تشهدها إيران. ولا تبدي السلطات الدينية الإيرانية وعلى رأسها خامنئي أي استعداد للحوار أو تلبية مطالب المحتجين أو محاسبة قتلة المتظاهرين أو أفراد شرطة الأخلاق الذين تسببوا في موت مهسا اميني. ويبدو هذا العناد على صلة بأمور سيكولوجية لدى النخبة الدينية الحاكمة في إيران والتي اختبرت معنى التنازل خلال الثورة الإسلامية التي قادها الخميني ولم يقابلها شاه إيران بالحزم المطلوب وانخرط في تنازل تلو الآخر حتى أطيح بعرشه. وقُتل العشرات في اشتباكات وقعت في زاهدان قبل أربعة أسابيع خلال احتجاجات مناهضة للحكومة. وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن قتلت ما لا يقل عن 66 شخصا في حملة قمع عنيفة يوم 30 سبتمبر/أيلول. وقال مجلس أمن المدينة إن معارضين مسلحين هم من بدؤوا الاشتباكات التي أدت إلى مقتل أبرياء، لكنه أقر بوجود "أوجه قصور" من جانب الشرطة. وقالت جماعات حقوقية إن ما لا يقل عن 250 متظاهرا قتلوا واعتقل الآلاف في أنحاء البلاد. وفشلت الحملة الصارمة التي شنتها قوات الأمن، ومن بينها ميليشيا الباسيج التي لها سجل حافل في سحق المعارضة، في تهدئة الاضطرابات. أبدى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم الجمعة قلقه من معاملة إيران للمحتجين المعتقلين وقال إن السلطات ترفض الإفراج عن بعض جثث القتلى، فيما ندد المتظاهرون مرة أخرى بالزعيم الأعلى للبلاد. وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، في إفادة صحفية في جنيف نقلا عن عدة مصادر "لقد رأينا الكثير من سوء المعاملة... ولكننا نشهد أيضا مضايقة لعائلات المحتجين". وتابعت "ما يثير القلق بشكل خاص هو المعلومات التي تفيد بأن السلطات تنقل المتظاهرين المصابين من المستشفيات إلى مراكز الاحتجاز وترفض تسليم جثث القتلى إلى ذويهم". وتابعت أن السلطات تفرض شروطا في بعض الحالات للإفراج عن الجثث وتطلب من العائلات عدم إقامة جنازات أو التحدث إلى وسائل الإعلام. وقالت إن المحتجين المحتجزين يُحرمون في بعض الأحيان من الحصول على علاج طبي. وقالت وكالة سبه نيوز للأنباء التابعة للحرس الثوري إن وحدته الاستخبارية أحبطت هجوما بقنبلة في مدينة شيراز في الجنوب، التي شهدت إطلاق نار على ضريح هناك يوم الأربعاء أسفر عن سقوط قتلى. وأدى إطلاق النار يوم الأربعاء في شيراز، الذي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه، إلى مقتل 15 شخصا في ضريح شاه جراغ.

مشاركة :