الهذيان هو اضطراب في القدرات العقلية واختلال في التفكير والوعي بالبيئة المحيطة، وعادة ما تحدث أعراض الهذيان نتيجة لأمراض وحالات صحية حدثت للمريض. في الحوار التالي مع الدكتور حسن فضل استشاري الطب النفسي بمستشفى ابن النفيس سنتعرف أكثر على الهذيان ومن هم الأكثر عرضة له وكيفية علاجه. ما هو اضطراب الهذيان؟ مثلما يصاب الإنسان بفشل مفاجئ في احدى وظائف جسمه الحيوية كالقلب والكلى وغيرها، بالإمكان ان يصاب بفشل ايضا في وظائف الدماغ الإدراكية والمعرفية، وأسوة بالأشكال المختلفة للفشل المفاجئ او الحاد في اجهزة الجسم بأنواعها فإن هذا الفشل بالدماغ بالإمكان عكسه وإرجاع المريض الى حالته الطبيعية إذا تم التعامل معه بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب. وعلى الرغم أن الكثيرين لم يسمعوا عن هذه الحالة فإنها كثيرة الحدوث. ما هي الأعراض؟ - تغيير في الوعي يظهر على شكل ضعف القدرة على التركيز والانتباه. - تغيير في القدرات المعرفية مثل الذاكرة ومعرفة الوقت او المكان او حتى الاشخاص احيانا ويعرف بـ(اللخبطة) وكثيرا ما تحدث هلاوس أو خداعات بصرية أو فكرية عند المريض. - تحدث هذه الحالة بصورة حادة، أي أنها تتكون خلال ساعات قليلة أو بضعة أيام فقط. - كثيرا ما تتأرجح شدة الأعراض خلال نفس اليوم، إلى درجة أن المريض قد يبدو أنه طبيعي تماما بضعة سويعات. ما مدى انتشار اضطراب الهذيان؟ غالبا ما نصادف مرضى الهذيان في المستشفيات العامة (وليس المستشفيات النفسية)، وتصل نسبة حدوثه في المستشفيات ما بين 15% و25% من المرضى المنومين، وترتفع نسبة حدوثه كثيرا في أقسام معينة وهي تلك التي تعاني بأكثر الأمراض سقما، على سبيل المثال تصل نسبة حدوثه في وحدة الرعاية المركزة الى قرابة الـ80% في بعض الدراسات وهي نسبة كبيرة. ما هي أسباب الهذيان؟ هو نتيجة مباشرة لوجود حالة طبية باطنية أو جراحية أو علاجاتها. ويعتبر الهذيان (حالة طبية طارئة) نظرا إلى ان مسبباته المختلفة من حالات طبية غالبا ما تكون خطرة. ولو استعرضنا نفس هذه المسببات على سبيل المثال وليس الحصر: - الالتهابات الجرثومية كالتهابات البول والتهاب السحايا. - اختلال أملاح الجسم مثل الصوديوم أو غيره. - فشل أحد اجهزة الجسم مثل الكلى او الكبد او القلب. - في حال التعرض للإصابات الجسيمة أو الخروج من العمليات الكبيرة أو دخول العناية المركزة. - تعرض المخ لجلطات او نزيف او حدوث صرع. - نقص الاكسجين الواصل الى الدماغ سواء لنزول الضغط أو أنيميا حادة أو مشاكل في الرئة. - نقص الفيتامينات الشديد أو الإصابة بأمراض الغدد الصماء وهبوط السكر. - بعض الأدوية العلاجية أو حصول تسمم بإحدى المواد. - الأورام السرطانية وعلاجاتها. من هم الأكثر عرضة لظهور هذا الاضطراب؟ كبار السن هم الأكثر عرضه دون شك ولكن قد يصاب أي شخص في أي عمر اعتمادا على السبب. ومن أهم العوامل التي تجعل الشخص أكثر عرضة من غيرها لحدوث هذا الاضطراب: - التقدم في العمر. - وجود أي من أعراض الخرف أو الزهايمر. - حدوث هذا الاضطراب في مرة سابقة. - المرضى الذين يستخدمون عددا كبيرا من الادوية. - ضعف النظر او السمع او التعرض للعزلة. - قلة السوائل (الجفاف) وسوء التغذية. - قلة النوم. - تقييد المريض بالسرير وقلة حركته مثلا لوجود أنابيب مختلفة مثل أنبوب التبول او اسلاك عديدة للآلات الطبية. ما هو دور الطبيب النفسي؟ هناك تخصص في الطب النفسي يسمى (طب النفس الجسدي) والاستشاري المختص في هذا المجال هو المعني بمعاينة حالات اضطراب الهذيان، والتعاون والتنسيق مع التخصصات الطبية والجراحية الأخرى للتعامل مع هذا المريض؛ وبناء عليه التعرف على هذا الاضطراب وتوعية العاملين الصحيين الآخرين عنه. فمثلا يتم تشخيص هذا الاضطراب خطأ بنسبة 60% وخصوصا انه يظهر بصور مختلفة؛ فتارة يبدو مثل الاكتئاب وتارة اخرى يبدو مثل الخرف وأحيانا اخرى يشبه القلق، أو في أسوأ الحالات لا يتم الالتفات الى ان هناك شيئا غير طبيعي بهذا المريض أصلا. إذن ما هو العلاج؟ العلاج يكون بعلاج السبب الأساسي الذي أظهر هذا الاضطراب، مثل لو ان السبب هو التهاب جرثومي بالتالي يجب معالجة المريض بالمضادات الحيوية المناسبة ولو كان السبب فشلا بالكلى يكون العلاج هو الغسيل الكلوي. ولو كان السبب وجود دواء معين نقوم بإيقاف الدواء فيتحسن المريض. الجدير بالذكر أن هناك بعض الادوية التي تحسن اضطراب الهذيان لجعل المريض أكثر راحة ولكننا يجب ان لا ننسى أنها علاج مؤقت للأعراض ويجب اختيارها بعناية لكي لا تضر المريض من ناحية أو تنسينا علاج السبب الأساسي من الناحية الاخرى.
مشاركة :