تقام الورش التدريبية بين الحين والآخر تحت مسميات وشعارات براقة وأنيقة تتحدث عن تعليم الكتابة والتأليف في مجال القصة والرواية وقصص الأطفال وغيرها من الفنون في يوم واحد أو يومين أو ربما 5 أيام، مثل هذه الورش تتبناها جهات معرفية وثقافية مهمة وتعلن عنها ضمن مبادرات قيمة هدفها تشجيع الشباب وحثهم على ممارسة هواياتهم والسعي نحو تطويرها والاستفادة منها. هذه الجهات وغيرها تشكر على هذه المبادرات، فأكثرها تقام بمبادرات شخصية وتطوعية من المؤلفين والكتاب، ولكن في رأيي هذا النوع من المبادرات يحتاج إلى تنظيم واهتمام من حيث وضع منهجية واضحة وتنظيم بالوقت، خصوصاً وأننا بتنا نشاهد بعض مراكز التدريب التي تستغل هذا الأمر، وتسعى للحصول على المال بطريقة جشعة ودون تنظيم واستغلالية كبيرة، وعدم اختيار مدرب ماهر بهذه العملية المهمة، الخلل هنا واضح وسببه أن هذه الورش لا قيمة لها، فهي لا تعطي منتسبيها القدرة على الكتابة والتأليف، والسبب أن الوقت قصير، وربما يكون المدرب غير متخصص ولا يملك المهارة لطرح مثل هذه الدورات، وليس لديه أي مهارة ولا إمكانيات، وفي نهاية المطاف لا توجد أية مخرجات يمكن للمؤلف الشاب أن يستفيد منها سوى خسارته المال والوقت والجهد، ولن يحصل على الفائدة الحقيقية ولا على المعلومة التي يمكن أن تساعده وتزوده بالخبرة اللازمة والمهارة في هذا المجال الإبداعي، ولن تقدم له أي معلومة حتى ينشر منجزه الإبداعي الأول، وهذا الجانب قد يسبب إحباطاً كبيراً له، فيضطر هذا المؤلف الشاب للابتعاد عن الكتابة والتأليف. نحن بحاجة لمنهج إبداعي واضح توضح فيه مهارات الكتابة وأساسياتها وكيفية كتابتها ومراجعتها وتحريرها ونقدها وطريقة نشرها وغيرها من مقومات العملية الإبداعية التي تحتاج فعلاً إلى دراسة وتقييم ومتابعة قبل البدء فيها؛ نعم نحن بحاجة لأن نبعد الكتابة الإبداعية عن المرابحة والتجارة والاستغلالية والإعلانات المزيفة التي باتت تنتشر بصورة كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي تحت مسميات براقة. وأوجه النصيحة لجميع الكتاب والمؤلفين وخصوصاً ممن هم في بداية مشوارهم الكتابي أن يتمهلوا ولا تأخذهم الحماسة بهذه الدورات، وبالأخص تلك التي لا فائدة منها وأن يحاولوا قدر الإمكان عرض كتبهم على أصحاب الخبرة قبل نشرها ويتقبلوا النقد بصدر رحب. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :