ملاحظات في يوم القصاص - د. محمد ناهض القويز

  • 1/14/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عم الفرح الجموع. تحدثت الغالبية الصامتة وأيدت القصاص، وما زالت في انتظار المزيد من القصاص من مفجري المساجد وأعداء الله وقتلة ذوي القربى. خنس الشيطان وأنصاره. وكذلك ارتفعت احتجاجات الأعداء بلا شك، وارتفع صوت من في قلبه مرض. ولكن ليس كل من ارتفع احتجاجه عدوا ولا خصما. فقد فوجئت بضعف التغطية باللغة الأجنبية للحدث من إعلامنا. فكثير ممن تحدثت إليه كان يتحدث عن مقتل 47 إيرانيا. لا أدري من أين استقوا معلوماتهم ولكن جنسياتهم مختلفة ما يدل على أن معاينهم مختلفة كذلك. القصور الإعلامي تمثل كالعادة في أنه جاء كردة فعل للاحتجاجات ولم يكن مبادرا بالتغطية قبل التنفيذ ولا بعده. وفيما عدا الجزيرة الإنجليزية ليس هناك قناة عربية بلغة أجنبية تستحق المتابعة. "سكاي نيوز" قناة رائعة وتغطيتها جيدة، ومتابعوها بالملايين وغيرها من القنوات متعطشة لمادة إعلامية جيدة. لو هيأ إعلامنا تغطية متكاملة بعدة لغات عن الإرهابيين وما قاموا به من جرائم وما يمثلونه من تهديد للسلم المحلي والإقليمي والعالمي وتم ربطهم بالقاعدة وداعش ثم قاموا بمقابلات مع أسر الضحايا عربا وأجانب لوقف الناس معنا ولشكلوا ضغطا لصالحنا. في ظل غياب التغطية علا صوت الحاقدين فلم يعد هناك إلا عبدالباري عطوان وهيكل وروبرت فيسك ليتحدثوا للقنوات العالمية. وحتى بعض أجوبة إعلاميينا ومقالاتهم لم تكن موفقة فالمقارنة بمن يقتل في إيران ليس هذا توقيتها، وكأنك تقول نحن قتلنا 47 وهم قتلوا 755، فهو من حيث يدري أو لايدري يساوي خيرنا بشرّهم. أما المطالبات بمقاطعة القنوات التي لم تنصفنا أو المتحاملة علينا من القنوات الأجنبية فهذا نداء يفتقر للحكمة، إذ أنت أحوج ما تكون إليهم في ظل ضعف إعلامنا على المستوى العالمي. لم أقم بإحصائية ولكن من خلال مطالعة المقالات ومتابعة التلفزيون وقنوات التواصل الاجتماعي خرجت بانطباع أن إعلامنا موجه لنا وليس لهم، وهذا جزء من التغطية مهم ولكن التوجه للعالم الخارجي لايقل أهمية. هذا درس لنا ولإعلامنا ولإعلاميينا المتخصصين غالي الثمن أرجو أن نستفيد منه في مستقبل أحداثنا وإيصال وجهة نظرنا إلى العالم.

مشاركة :