هل ثقتنا في محلها؟ - د. محمد ناهض القويز

  • 5/1/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تتحدث الناس عن الثقة وأهميتها بين الأفراد والجماعات. ولكن الثقة لا تُرى ولا يمكن التأكد من وجودها إلا مع مرور الوقت وتوالي الأحداث. ولهذا يعتمد الناس على حدسهم، وقلما يصدق الحدس فنسمع بين الحين والآخر عن خلافات نتجت عن فقد الثقة المتوهمة أو وضع الثقة في غير أهلها. أما المؤسسات فإنها لا تعتمد الثقة إلا بناءً على معايير محددة يلزم توفرها في الطرف الآخر قبل أن يحصل على الثقة. وهذه الآلية موجودة لدى البنوك والمؤسسات المالية كأساس للتتعامل مع الأفراد والمؤسسات. وبرغم أهمية التفصيل فيها إلا أن الذي يعنينا هنا هو الثقة بين الأفراد لأن لها تأثيراً على الصداقات وعلاقة الزملاء والأقارب. ولئن كان من الصعب التعرف على من يستحق الثقة إلا من خلال دعم الحدس بالتجارب، إلا أن هناك خصائص لا تخفى على حصيف يمكن رصدها لمن يسيء استخدام ما وهبه الناس من ثقة لا يستحقها ومن تلك الخصائص: - أن يكون الإنسان نرجسياَ بدرجة واضحة كثير الحديث عن نفسه وإنجازاته التي في الغالب ليس لها ما يدعمها من الواقع. - أن يعطي الماديات قيمة في حياته تبدو على تعامله مع الآخرين وعلى تقييمه للأمور. - المبالغة في رواياته وأحاديثه لدرجة الاختلاق الواضح. - المبالغة في الثناء على أفراد معينين له معهم تقاطع مصالح وحرصه على أن يصلهم خبر ثنائه. - احتقار من لا يرجو نفعه ولا يخشى ضرره، أو من يئس من نفعه. أما إن كان لشخص على آخر فضل كبير غير حياته أو فرّج كربته فالمتوقع من الأخير إن كان يملك ذرة من المروءة والوفاء أن لا،يحاول التغرير بصاحب الفضل عليه. فلئن قصرت به همته أن يرد الإحسان إحساناً وأن يكافئ صاحب الفضل بفضل فليس أقل من الامتنان والعرفان وكف الأذى. أما أن يقوم بخداع من أحسن إليه ويستغل أمن صاحبه لجانبه لتحقيق كسب مادي أو معنوي فهذا يدل على دناءة نفس وسوء سريرة. ولكنه لا يُعفي المتأذي من المسؤولية فهو من أعطى اللئيم ثقته فدفع لها ثمناً كبيراً ما كان ليدفعه لو أعطى للمعايير أعلاه اهتمامه. وهناك للأسف من يصعب التنبؤ بسوء أدائه لذكائه وقدرته في التلون ومع هؤلاء يلزم التقييم المستمر. وكثيراً مارأينا البعض يتساءل بمرارة عن نتيجة ثقته التي وضعها فيمن أحسن التلون. إن الثقة هبة غالية يجب أن لا تُعطى إلا لمن يستحقها. ومن فرّط بها دفع الثمن من ثقة الناس به ومن صحته النفسية.

مشاركة :