شهدنا ومنذ سنوات قليلة مضت بتغير ملحوظ في توجهات الجامعات الأردنية نحو التسابق لنيل شهادات الجودة والتصنيف الأكاديمي المحلي والعالمي والذي يراه الكثير من الوسط الأكاديمي من أهم الخطوات الجريئة للخوض بملفاتها المتعددة ذات المتطلبات الكبيرة بغرض الخروج من مربع التعليم التقليدي إلى التعليم النوعي ضمن مفاهيم ومعايير تعليم أكاديمي جديدة تغير من مدخلات ومخرجات الجامعات التعلمية والتعليمية إنطلاقاً من مبدأ التنافسية لتمكين الجامعات من إبراز صورتها وهويتها محلياً وعالمياً وبنفس الوقت لتمكين الجامعات من تسويق نفسها بعد حصولها على تلك الشهادات والتي تصدر عن مؤسسات عالمية متخصصة ومرموقة ومعروفة للجميع. أن توجه جامعاتنا الأردنية نحو الجودة والتصنيف الأكاديمي قد أصبح محط أنظار الجميع سعياً منها لخوض السباق الأكاديمي والذي لاقى في الغالب ترحيباً وتقديراً لجهودها على الرغم من معرفة الجميع بتواضع الإمكانيات والخبرات لدى غالبية الجامعات ومنها ندرة ذوي الإختصاص بهذه الملفات ومعاييرها من ناحية، والبنية الأكاديمية والبحثية من ناحية أخرى والتي تُعد البنية التحتية لمختلف متطلبات المعايير مما يتطلب الأمر جهود جبارة للإيفاء بتلك المتطلبات لنيل شهادات الجودة والتصنيف الأكاديمي المحلي والعالمي. يتابع الجميع وعلى سبيل المثال لا للحصر على نتائج التصنيف الأكاديمي للسنوات الأخيرة القليلة الماضية سواء على الصعيد المحلي والعالمي ومنها تصنيف (QS) أوغيره والذي أظهر بإن ترتيب الجامعات بالمجمل في تحسن نسبي ولكن الغالبية منها لانرى ذاك التحسن الذي نتطلع اليه بالمقارنة بمستوى التحسن بالترتيب في جامعات الأقليم على سبيل المثال، مما تؤكد مؤشرات تلك النتائج على وجود معوقات عالقة تعيق حماس الجامعات تجاه الجودة والتصنيف الأكاديمي ومتطلباته، والجامعة الأردنية هي الوحيدة ولأول مرة تدخل في تصنيف شنقهاي ضمن فئة ألف جامعة عالمياً وهذا شئ مشرف ومحاولة مقدرة، ولكن بالمقابل يتساءل العديد من المتابعين لماذا لاتقوم الجامعات الأردنية بعرض ومناقشة مجمل المعوقات التي تواجهها في ملفي الجودة والتصنيف الأكاديمي وبموضوعية وبشكلٍ جماعي بدلاً من التسابق الفردي في مؤتمر متخصص تشارك به كافة الجامعات لمناقشة كافة المعوقات ضمن أوراق بحثية للخروج بتوصيات قد تخدم الجميع والتجارب كثيرة ومنها ما قامت به الجامعات الماليزية على سبيل المثال لا للحصر والتي أوصلتها بالتالي إلى ما هو عليه من مراكز أو ترتيب عالمي متقدم تحسد عليه لعدد كبير من جامعاتها. لو دققنا النظر في آليات العمل بملفات الجودة والتصنيف الأكاديمي في جامعاتنا لنجد بإنها تحتاج إلى إدراك أكثر دقة ودراية وخبرات تراكمية رفيعة المستوى لتتمكن من ترجمة كافة المعايير على أرض الواقع لتكون إنطلاقتها رصينة وبعيداً عن التأرجح ، والجميع يعلم بإن كثير من جامعات دول الأقليم قد أنتبهت لهذه المسألة المهمة وكان الحل هو الإستعانة بخبراء من مختلف دول العالم وهاهي تتربع بترتيبها العالمي ضمن أفضل جامعات العالم، وقد يعتقد البعض بسبب وفرة الإمكانيات المادية أو غيرها وهذا صحيح ولكن كان حلاً ناجحاً لوصولها لتراتيب متقدمة جداً وضمن زمن قياسي مدركة بإن الجودة والتصنيف الأكاديمي أصبحتا من متطلبات التسابق الأكاديمي العالمي ولا مفر منه. نحن متفائلين بأداء جامعاتنا وإنما نقول وبصراحة وفي ظل ما نشهده في ضوء هذا السباق الأكاديمي بوجود بحاجة ماسة إلى وقفة مراجعة للبحث عن حلول لكافة معوقاتها وهذا لا يضير أحد على الاطلاق لا بل يزيد من عزيمة الجميع والتي نحرص عليها جميعاً لمساندة جامعاتنا ودفعها نحو العالمية بتميز لتستمر المسيرة التي يتطلع اليها الجميع مع علم الجميع بسرعة التسابق الأكاديمي نحو هذين الملفين واللذان أصبحا يرسمان خريطة مستقبل الجامعات وتنافسيتها محلياً وأقليمياً وعالمياً.
مشاركة :