لايوارب أو يتجمل فيما يتعلق بمصلحة زعامته لتنظيم «القاعدة الإرهابي» حتى لو وصل الأمر إلى ممارسة أكثر الأساليب قذارة، سواء عندما كان الرجل الثاني بعد أسامة بن لادن أو حينما أصبح بعد مقتل سيده ومعلمه الرجل الأول . غالبية من عملوا تحت إمرته في أفغانستان، انقلبوا عليه من «أبو مصعب الزرقاوي» مرورا بـ «أبو بكر البغدادي» انتهاء بعبد الرحمن مصطفى الشهير بـ «أبو علاء العفري» الرجل الثاني في تنظيم داعش. أبو علاء العفري الرجل الثاني والأخطر لتنظيم «داعش» يعترف أن نزعة الظواهري للتمسك بالسلطة داخل تنظيم القاعدة هو من أبعد العديد من قيادات الصف الثاني عن سلطته وخرجوا من تحت عباءته وأسسوا تنظيمات بفكر القاعدة ولكنه يقر في الوقت ذاته أن الظواهري هو معلمهم الأول بفرض سلطة القوة بغض النظر عن الأساليب . إذن تنظيم القاعدة هو القاعدة التي فرخت عمليات الإرهاب والقتل والدمار برعاية أيمن الظواهري الذي يصفه بعض من غادروا التنظيم بأنه «حاكم مستبد بثياب أنيقة» . الظواهري الذي وزع الإرهاب في مناطق عديدة خارج أفغانستان يجلس اليوم في كهفه السري في منطقة وزيرستان القبائلية المحاذية للحدود الأفغانية ويراقب أفكاره التي تنفذ في العراق وسورية على يد تلاميذه الذين تركوه وأطلقوا على نفسهم «الدواعش» . خرج من جحره السري ليحرض على السعودية لأنها أعدمت من يهددون أمنها وأمن المنطقة من حملة الفكر التكفيري القاعدي وهنا يلتقي الظواهري مع إيران والمليشيات الشيعية في بوتقة واحدة تؤكد أن الإرهاب هو الإرهاب وإن تعددت أساليبه أو الجهات التي تقف خلفه سواء القاعدة أو تنظيم داعش أو الإرهاب التي تمارسه العصابات الشيعية المسلحة فالجميع يلتقى في هدف واحد هو إراقة الدماء. الظواهري الذي لا يريد لأحد أن ينافسه على سفك الدماء فتح كما تفيد معلومات أولية خطوط اتصالات مع خليفة البغدادي لاستعادته إلى التنظيم وقد استجاب العفري لهذه الاتصالات لما عرف عن الرجل من ميل للتصالح مع القاعدة . فكر الظواهري القائم على إدارة التوحش في المنطقة بات هو دستور التنظيمات الإرهابية التي فرختها «القاعدة» في المنطقة وها هو خليفة ابن لادن يريد إعادة تطوير إدارة التوحش من جديد من خلال العفري فالرجل يريد العودة إلى الأضواء ولكن هذه المرة بتوحش أكبر وبركة دماء أوسع.
مشاركة :