أمل الشباب ... وبوصلة الحاضـر والمستقبل د . مصطفى مصلح الصبيحي الشباب هم أمل الأمة والمجتمع، وعليهم تعقد الآمال في تجاوز الواقع الأليم مما يعانيه الوطن من ترنح وعدم تركيز في رسم خطة مستقبلية يحافظ من خلالها على الثروة الوطنية الشبابية ، وخط حمايته من المستقبل المجهول. ولا يوجد تعريف واحد للشباب، حيث إن هناك صعوبة في إيجاد تحديد واضح لهذا المفهوم، وعدم الاتفاق على تعريف موحد شامل يعود لأسباب كثيرة أهمها اختلاف الأهداف المنشودة من وضع التعريف وتباين المفاهيم والأفكار العامة التي يقوم عليها التحليل السيكولوجي والاجتماعي الذي يخدم تلك الأهداف. وفي هذا السياق ينظر رواد فكرة إنشاء المنظمات الشبابية إلى اكساب الشباب المزيد من الاهتمام، وإغلاق الفجوة القائمة بين حاجات الشباب، وما يقدم لهم من البنى المجتمعية القائمة، ويتم ذلك من خلال: 1- الاهتمام بقضايا التعليم التي تخص الشباب، والتركيز على أن تتم العملية التعليمية على أساس العقل والمنهج العلمي، وليس على أساس الحشو والتلقين. 2- محاربة الجهل والأمية في صفوف الشباب، لأن الجهل المتفشي في أواسط الشباب سيتولد عنه أفكار متطرفة قد تدفع بالشباب والمجتمع إلى دوامة العنف والتطرف. 3- اكساب الشباب المنضوي في هذه المجتمعات وعياً يختص ببيئاتهم المحلية والإقليمية والدولية، تمكنهم من الإلمام بها والمقارنة بين هذه البيئات المختلفة وموقعهم منها. 4- دراسة المشاكل الاجتماعية السائدة بوسائل البحث الفردية والجماعية ووضع التصورات العملية لهذه المشاكل. 5- غرس القيم الديمقراطية لدى الشباب من خلال تكريس تقاليد النقاش والحوار الحر والديمقراطي وإبداء الرأي بين المجموع العام، ونجاح هذا التوجه يعني تعزيز الديمقراطية في المنظمات الشبابية وفي بنية المجتمع ككل. 6- إعداد القادة الشباب ليكُونوا مستقبلاً على رأس المنظمات الشبابية وجزءًا من التشكيل القيادي للمجتمع ككل . هذه الطاقات الشابة التي تفقد بريق شبابها في أوج عطائها ، أين الوطن من ضياع طاقاتها في عز شبابها ، أين الوطن من انتشالها مما هي فيه بعد أن تاه دليلها نحو آفاق العلا .. فلم تعد تُعرَف لها وجهة ، ولم يعد يُعرَف لهذه الطاقات الفتية مرتكز تنطلق منه، فقد تاه الدليل .. إن شبابنا اليوم، وبحسب الواقع الصعب الذي يعيشونه، بحاجة إلى وقفة مع الذات ليعوا مشكلاتهم على اعتبار أن الوعي بالمشكلة شرط ضروري لإمكان حلها، كما أنهم بحاجة أيضاً إلى وقوف المجتمع معهم بكافة مؤسساته؛ لانتشالهم من أزماتهم التي يعانون منها، خاصة وأن أغلب هؤلاء الشباب يتحلى بقدر كبير من المسؤولية، ويرغب في تغيير الواقع نحو الأفضل؛ وهذا يتطلب الخروج من الآفاق الضيقة والتحرر من الأفكار المحبطة، والسعي لكسر الركود والجمود الذي يغلف عقول بعضهم. وحقيقة الحياة في الوطن أنه دائماً وأبداً ما يواجه الشباب صعوبات كثيرة في تحقيق طموحاتهم، فمنهم من يتقاعس عن تحقيقها ثم يستسلم، ومنهم من يواجه هذه الصعوبات ويتحدى الظروف والأسباب لكي يصل إلى هدفه ومراده، لذلك كان تكرار المحاولات وعدم الاستسلام للفشل هو المفتاح الضامن لتحقيق النجاحات وحصد ثمارها. سأبقى متفائلاً؛ رغم أن المشاكل والتحديات التي تواجههم كثيرة والخلاص منها ليس باليسير، لكن بإمكانهم، ومع العمل المتواصل، أن يتغلبوا عليها حتى يرتقوا بثقافتهم الذاتية وينهضوا بمجتمعاتهم نحو مستقبل أفضل. وكما أن فكرة التغيير لواقع أفضل والعزم عليه تبدأ من الفرد، فإن إحداث التغيير يحتاج إلى جهود المجتمع وأحزابه ومؤسساته؛ عبر توفير مناخ التفكير الحرّ المبدع الذي لا يلغي رأياً ولا يقيد فكرة. عاش العراق وشعبه الأبي
مشاركة :