الإمارات ترسخ التنوع الإبداعي من خلال الموسيقى لتحقيق ثقافة التسامح

  • 11/10/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الموسيقى من أبرز القوى الناعمة التي يمكن الاعتماد عليها لتحقيق ثقافة السلام والتعايش، وهذا ما تسعى إليه الإمارات من خلال استقطاب المواهب الموسيقية العربية والعالمية وتحفيز المواهب المحلية تحت منهج الانفتاح الإبداعي والتمازج الثقافي، الذي يخلق بدوره مساحة هامة للتواصل الإنساني، خاصة وأن الموسيقى تعتبر لغة عالمية تتجاوز الحدود اللسانية. أمجد صالح أبوظبي - أرست الإمارات نموذجا جديدا يحفز النمو الإبداعي في المشهد الموسيقي من خلال مبادراتها لترسيخ بيئة مواتية قائمة على مبادئ تقبل الآخر والتعددية، حتى بات الاحتفاء بالتنوع الثقافي والإبداعي جزءا من العادات الوطنية، والتي نتجت عنها أطياف من الفنون التي تجمع بين ثقافات العالم المختلفة. ويكرس هذا التوجه النظر إلى الإبداع من منظور الانفتاح، وهو ما يمثل الأساس وراء الرؤية الاستشرافية التي تتبناها الإمارات ومسيرتها في تحقيق التناغم مع الآخر، والذي ساهم في تحقيق التقارب الثقافي الذي يمنح القطاعات الإبداعية في الدولة ألوانها المتمازجة. المدن المبدعة الانفتاح وترسيخ الإبداع بنظرة كونية ساهما في تحقيق التقارب الثقافي الذي يمنح القطاعات الإبداعية في الإمارات تمازجها من دلائل الانفتاح الثقافي الذي تسعى الإمارات إلى ترسيخه تظاهرة إكسبو 2020 دبي التي عرفت نجاحا باهرا في استقطاب الشعوب من 192 دولة على منصة استخدمت مبدأ الانفتاح في تعزيز الرؤية الاستشرافية للدولة الهادفة إلى توحيد مواطني العالم وإتاحة الفرصة لهم للالتقاء ومشاركة الخبرات، ما كان من شأنه دفع عجلة التطور الإبداعي والموسيقي والفني، وصنع ذكريات وتجارب ستبقى مع زواره مدى الحياة. يقول عمار أشقر، وهو موسيقي سوري موهوب وجد في دبي ملاذا يدعم مسيرته الموسيقية، في حوار معه إن “البيئة المتناغمة التي تدعم تقبل الآخر والتقاء الثقافات في دولة الإمارات كانت بمثابة حاضنة لخبراته الموسيقية”. وفي حديثه عن تجربته في إكسبو 2020 دبي، يقول أشقر إنه تمكن من استكشاف التراث الموسيقي لعدد من الدول في تجربة أثرت حسه الموسيقي، موضحا أن ثقافة التسامح التي لمسها في دبي تشكل قوة هائلة لخدمة الخير، لاسيما أن الموسيقى والفن يلعبان دورا محوريا في صياغة مستقبل يعمه السلام. ويؤكد أنه لاحظ على مدى السنين تأثير ثقافة الانفتاح في دولة الإمارات على مواهب أبناء الدولة، ومنهم المؤلف الإماراتي المبدع إيهاب درويش، والإماراتي محمد فيروز الذي قام بتأليف العديد من المقطوعات الأوبرالية والأوركسترالية المذهلة، والعازف والمؤلف الإماراتي فيصل الساري، والكثير غيرهم من الفنانين الذين قدموا للعالم أنغاما خالدة من خلال العمل مع كبار الموسيقيين من جميع أنحاء العالم وضمن أنماط موسيقية متنوعة. المبادرات والبرامج الرائدة أهلت أبوظبي لنيل لقب "مدينة الموسيقى" الذي تمنحه "شبكة المدن المبدعة" لمنظمة اليونسكو ويعتبر المؤلف وعازف العود الإماراتي الساري خير مثال على نتاج ثقافة الانفتاح في الدولة، نظرا إلى قدرته على مناغمة أسلوبه الموسيقي مع تلك التي تميز الثقافات الموسيقية الأخرى. في عام 2016، تعاون الساري مع أوركسترا غوستاف ماهلر للشباب على تأليف مقطوعة أوركسترالية بعنوان “حلم زايد” وعزفها خلال حفل أقيم تمهيدا لافتتاح متحف اللوفر أبوظبي. وفي العاصمة، أهلت المبادرات والبرامج الرائدة أبوظبي لنيل لقب “مدينة الموسيقى” الذي تمنحه “شبكة المدن المبدعة” لمنظمة اليونسكو للمدن التي توظف الإبداع كأداة إستراتيجية في تعزيز مسيرة التنمية الحضرية المستدامة. وسلط أشقر، الذي يرى في تداخل العناصر الموسيقية العربية والغربية طريقا واعدا لتطور عالم الموسيقى، الضوء على نابغة البيانو اللبناني طارق يمني الذي أنتج ألبومه الثالث في أبوظبي ليطلقه خلال افتتاح مهرجان أبوظبي 2017. وأوضح أن ألبوم طارق المشار إليه كان رائدا في مجاله، مشيرا إلى دمجه بين عناصر من الموسيقى الخليجية وموسيقى الجاز، والذي أتبعه بنشر كتاب اختصاصي، بدعم من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، يشرح فيه العوامل الإبداعية وراء قوالب الإيقاع المميزة التي نشأت في منطقة شبه الجزيرة العربية. قوة ناعمة عمار أشقر: الموسيقى تصوغ مستقبلا يعمه السلام عمار أشقر: الموسيقى تصوغ مستقبلا يعمه السلام أشارت “شبكة المدن الإبداعية” إلى القطاع الثقافي والإبداعي في أبوظبي كمحرك رئيسي للتماسك الاجتماعي والنمو والتنوع الاقتصادي في الإمارة، حيث بينت الإحصاءات في ذلك الحين أن قطاع الموسيقى في العاصمة يحتضن أكثر من 600 مؤسسة موسيقية وأربعة آلاف من المختصين في المجالات الثقافية، فضلا عن المؤسسات التي تساهم في إثراء المشهد الإبداعي، ومنها المجمع الثقافي وبيت العود العربي، ومركز الفنون التابع لجامعة نيويورك في أبوظبي وبيركلي أبوظبي. ويمكن النظر إلى هذه الإنجازات على أنها نتاج لثقافة التسامح التي تنتهجها الإمارات وسعيها لرعاية وتقدير هذه المواهب ضمن سعيها لخلق أشكال جديدة من الموسيقى تجمع بين العوامل الموسيقية التقليدية والشعبية والحديثة من الشرق والغرب. وعلى عكس التوجهات الموسيقية قصيرة العمر التي تستمر في الظهور حول العالم، تحاول دولة الإمارات بدء ثورة إبداعية، لتكون للموسيقى الناتجة قدرة على جذب الجماهير عبر مختلف الشرائح والثقافات والعصور. ولا بد من تقدير قيمة الانفتاح في دولة الإمارات كونها سياسة فعالة، على الرغم من بساطتها، وتمثل واحدة من ركائز القوة الناعمة للدولة.

مشاركة :