6 مبدعين يقرأون الحرب والحب في مهرجان الشعر العربي

  • 1/16/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

استضاف قصر الثقافة في الشارقة مساء أمس، ثالث أمسيات مهرجان الشارقة للشعر العربي، حيث جمعت تجارب إبداعية متنوعة في الأساليب والمدارس والمزاج الشعري، شارك فيها كل من: رهف المبارك الإمارات، وأحمد قران الزهراني السعودية ويوسف عبد العزيز الأردن، ومصعب الرويشد الكويت وخالد الوغلاني تونس، وأكرم قنبس سوريا. أدار الأمسية الإعلامي عبد العليم حريص، بحضور رئيس دائرة الثقافة والإعلام عبد الله العويس، ومدير بيت الشعر في الشارقة محمد البريكي، ونخبة من الإعلاميين والشعراء الإماراتيين والضيوف. تنوعت قراءات الأمسية على أكثر من مستوى، فجاءت من حيث الوزن بين العمود والتفعيلة والنثر، ومن حيث الموضوعات بين المفاهيم الوطنية، والإنسانية العامة، إضافة إلى جملة الاشتغالات الذاتية المجردة، فشكلت مرجعيات الشعراء فضاء مشرعاً أمام الأمسية لتكون حافلة بالقصائد العالية والمتنوعة. وبدا واضحاً التركيز على الشأن العربي وما يجري على الأرض سواء من حروب وثورات ونزاعات، إذ شكل الراهن وما يعج به من أحداث مساحة خصبة أمام الشعراء لقراءة مفارقاته. واستهل القراءات الشاعرة الوحيدة في الأمسية رهف مبارك بعدد من القصائد التي تدور حول الذاتي والوجداني الذي يحول المشاعر إلى صور جمالية قابلة للتصور والتخيل في فضاء قصيدة محكومة بالإيقاع ومنفلتة من الوزن والقافية.وقرأت من قصيدة بعنوان سلمى: ما قد عاش في فكري من الأشعار والسمار وما قد مات من قوم ومن أخبار وذكرني هوى صنعاء فتاة اسمها سلمى وكانت في جمال البدر بل أحلى من الأقمار إلى أن تقول: ففي صدري يدور الآن إعصار. وشكلت قراءة الشاعر أحمد الزهراني استعادة للمخيال الذي ينتمي إليه في حياة القرية والمدينة، كاشفاً بذلك عن جملة الجماليات الحميمة التي يمكن أن يلتقطها الشاعر في الريف مقابل ما يمكن أن يكون مباشراً وقاسياً في المدينة، من قصيدة بعنوان نسوة في المدينة: هي القرية الأم نمكث في حضنها ما نشاء ونرحل عنها بلا رغبة في الرحيل وتوحي بأن السماء البعيدة تدنو إلى فلك القرية المستكينة للبوح نقرأ فيها توجس أبنائها المارقين عقوق الصبايا اللواتي أذبن نضارتها في المدينة حتى نسين الوجوه وأسماء أجدادهن نرق لأقراننا العابثين ونعاتب من يستلذ العتاب أما مشاركة يوسف عبد العزيز فجاءت ملخصة لتجربته الشعرية الطويلة في كتابة قصيدة التفعيلة، إذ بدا كعادته صاحب مزاج متفرد من حيث بناء الجملة الشعرية، وتشكل الومضة الجمالية في فضاء القصيدة، والتعامل مع الصورة بوصفها مساحة لتشكل الصورة ولصقها وجمعها، إذ ظهرت قريته الأولى، وبيته الريفي، والأودية الفلسطينية القديمة، واختزل فكرة الهم الإنساني بوقفات متتابعة حيث قرأ قصيدته الشهيرة، ذئب الأربعين: لم يعد في البال غيم امرأة يلعب بالقلب ولا برق يدين طاشت وردة الأنثى على ماء الصباح الرخو والحب بكى حين رأى صورته الصفراء في المرآة: ليل أسود تحت الجناحين فراش ميت في قفص الصدر وحده في النفق المعتم ذئب الأربعين يملأ الأرض عواء ويشم الميتين. وقرأ الشاعر مصعب الرويشد عدداً من القصائد التي تعكس مزاجه في كتابة الشعر، حيث يستند في مشروعه الإبداعي على القصيدة التراكمية التي تتنامى فيها الفكرة مع تتابع القراءة لتكون خاتمة القصيدة هي خاتمة الفكرة، وذروة ما أراد قوله، وقرأ من قصيدة بعنوان اختناق: ماذا عن الصمت؟ هل ما زلت تجهله في وجهها وكلام خطه العرق؟ ذراع وهمك لما هان ترفعه به اختباؤك في عينيك يلتصق جنابة الروح كيف الآن تغسلها؟ وزاوج الشاعر التونسي خالد الوغلاني في قراءته بين المرأة والوطن، مشكلاً بذلك مقابلة بين مفهوم الوطن في الذاكرة الجمعية العربية، وما يقابله من صورة للمرأة، حيث راح يلتقط الهم التونسي والمشوار الذي خاضته بلاده لتصل إلى ما هي عليه اليوم.وقرأ من قصيدة بعنوان مريم قال فيها: لا شيء غير الحب في أسمائي أيقونة الغرباء، هيكل راهب سفر البداية في رؤى الحنفاء تفاحة في الغيب حكمة آدم واختتمت الأمسية بقراءة أكرم قنبس الذي شكل الهم السوري وما جرى ويجري من دم وخراب فضاء لقصيدته، فكانت قراءته اقتراباً من هذا الهم السوري بكل محموله، وباباً على التساؤلات التي يستنهض فيها التاريخ والأمة العربية، معيداً بذلك أجواء القصيدة الحماسية العمودية إلى أذهان المتلقين، فقرأ من وطني رحيق الشمس: ناداهم الوطن الجريح، فكبروا على جناح الأمنيات تحدروا غيثا على كل البلاد حداؤهم ووفاؤهم إرث بهم يتبختر فمن المهلب ما يزال نفيرهم خيلاً على صهواتها قد عسكروا ووقع الشاعر الناقد د. راشد عيسى على هامش الأمسية ديوانه الجديد أبازير الصادر عن دائرة الثقافة والإعلام.

مشاركة :