كفانا طيبة - عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع

  • 1/17/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

الحمد لله، عُرف عن بلادنا وعن شعبنا أننا مصدر ومضرب المثل في الطيبة وحسن المعاملة حتى مع من يُسيء إلينا، وتحملت بلادنا الكثير وضحت بالكثير، وسكت مواطنونا عن الكثير من الإساءة الخارجية طمعاً في الهدوء وعدم إثارة المشاكل أو التطاول بالألسن. ولكن كيف هو الحال اليوم؟ وهل تستمر بلادنا ونستمر على نفس الوتيرة في وقت يحيط بنا فيه الكثير من التطورات الدولية والقضايا التي تستوجب إعادة النظر في أشياء كثيرة، وفي الوقت أيضاً الذي ازدادت الألسن المعادية فيها طولاً وأصبحت شهيتها مفتوحة لكيل التهم لنا ومحاولة تصوير بلادنا وشعبنا أننا وراء العديد مما تشهده الساحة من تطورات وأحداث الله وحده العالم بما ستنتهي إليه. أحسنت بلادنا الظن في كثير من الدول وقدمت لها المساعدات الداخلية ووقفت معها في الساحة الدولية وفي النهاية نجدها تقف في صف المعارضة وترفع يدها بالمعارضة على قرارات أجمع الكل على التصويت عليها بالتأييد للمملكة وموقفها. في مثل هذه المواقف تحين ساعة تكشير الأنياب والمحاسبة والمعاملة بالمثل. من قال لنا (لا) نقول له ألف (لا) نقولها ونحن في مركز القوة، ونقولها وتاريخنا يشهد لنا بالحزم والعزم وعدم التذلل أو الخنوع أمام الآخر. نقولها ونحن ولله الحمد لسنا في حاجة لأحد وفي دولة أعزها الله بالإسلام ونصرها برجالها الذين هم الثروة الحقيقية. نحن اليوم في زمن (لا للطيبة الزائدة وحسن الظن). زمن على القاصي والداني أن يحسب فيه ألف حساب في تعامله معنا في كل موقف ومحفل. لقد أحسنا الظن أيضاً في عدد من قادة الرأي والفكر واكتشفنا بين عشية وضحاها أنهم أرباب ومواقف مأجورة وأبواق تنعق لمن يدفع دون اعتبار لقيم سوى مصالح شخصية أو تنفيذ سياسات معادية نعلم حقيقتها. الظروف تفرض علينا أن نوصد الأبواب في وجوه هؤلاء والوسائل التي يستخدمونها، ونجند طاقاتنا الفكرية والإبداعية لكشف خفاياهم وتعريتهم أمام الرأي العام. المسؤولية لا يجب أن تقف عند هذا الحد فهي مسؤولية الجميع، والمواطن مهما كان وضعه فهو شريك فاعل وعليه أن يُسْمع صوته للآخرين ويعبر عن الولاء والانتماء للوطن وقيادته، وكلما زادت الأصوات ازداد أثرها وخشيها الآخرون. نحن بحمد الله نمتلك في بلادنا كل مقومات السمو والشموخ، والأهم من ذلك نمتلك قدرات وأقلام أثبتت مكانتها وأثرها ولديها الكثير مما يمكن أن تتحدث عنه وهي مرفوعة الرأس، ولكننا في هذا الوقت نطلب المزيد في ظل ازدياد التيار الآخر الحاقد الذي لن يدخر جهداً في سبيل النيل منا. هنا نتمثل قول الشاعر: إن الرياح إذا اشتدت عواصفها فليس ترمي سوى العالي من الشجر hazzaa81@hotmail.com

مشاركة :