(يعطيك خيرها).. وحدها لا تكفي - عبدالرحمن عبدالعزيز الهزاع

  • 2/16/2014
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

في خطوة رائدة ومبادرة إيجابية التقى العديد من رجالات العلم والسلطة وجهات أخرى وذلك لتدشين حملة تركز على أهمية الحفاظ على سلامة الإنسان ومقتنيات الوطن في ملتقى متميز حضره سماحة مفتي عام المملكة، وسمو أمير منطقة الرياض وسمو نائبه، وسمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومعالي وزيري النقل والصحة، ومدير الأمن العام وعدد من الإعلاميين. كل هؤلاء دفعهم للحضور حرصهم الأكيد على سلامة الإنسان والحفاظ على حياته. هذا الجمع جاء ليدعم ويبارك حملة (يعطيك خيرها) التي ستركز خلال فترة سريانها لسنين طويلة على الحد من الحوادث المرورية، ووقف النزف البشري من قتلى وجرحى يعدون بالآلاف، إضافة إلى ما تخلفه الحوادث المرورية من خسائر مادية تقدر بالمليارات. كم كان مؤثرا حينما حضر تدشين الحملة بعض مصابي الحوادث المرورية وهم يتربعون على كراسي متحركة نتيجة شلل نصفي أصابهم جرّاء الحوادث وهم يقودون مركباتهم بسرعة جنونية، وكان حضورهم وحدهم يكفي لتقديم رسالة تبين نتائج التهور في القيادة. تحدثت وسائل الإعلام كثيراً، وأسهب الوعاظ والمحاضرون في بيان أهمية السلامة المرورية والحد من الحوادث ولكن لا تزال لدينا في المملكة معدلات مرتفعة في نسب هذه الحوادث مقارنة بدول أخرى تتشابه معنا في كثير من الظروف. لماذا كل هذا، ومن المستفيد، بل من المتضرر؟ هناك من يلقي باللائمة على إدارات المرور، وهناك من يلقي بها على سلامة الطرق داخل المدن وخارجها، وآخرون يرون أن كل ذلك ناتج عن ضعف التوجيه والإرشاد من قِبل المعلمين والموجهين والخطباء، وهناك من يحمل الأسرة المسؤولية كاملة عندما تجعل المركبات متاحة بين أيدي أبنائها ممن هم ليسوا على قدر كافٍ من المعرفة والمسؤولية، ولا ننسى أن هناك من يشير بأصابع الاتهام إلى وسائل الإعلام لعدم تخصيصها وقتاً ومساحة كافية لتوجيه رسائل وبرامج توعية لكافة أفراد المجتمع. في ظل هذه التداخلات في تحمل مسؤولية ما يقع من حوادث مرورية، وفي ظل الزيادة المطّردة للخسائر البشرية والمادية، ولكي تنجح حملة (يعطيك خيرها) وتحقق أهدافها المرجوة لا بد لنا جميعا من وقفة شجاعة ومراجعة دقيقة لكل ما له علاقة بالسلامة المرورية، فلا يمكن لرجل المرور ولا تجهيزاته أن تقوم بدورها في وقت يجد الشاب فيه تساهلاً من أفراد أسرته حين يقود سيارته وهو غير مؤهل، وفي الوقت نفسه لا يمكن لوسيلة إعلامية أن تنجح في حملتها للحد من الحوادث المرورية في بيئة تفتقر إلى توفر وسائل السلامة في الطرق وداخل المركبة. كفانا نزفاً وخسراناً، وقد تنتهي حملة (يعطيك خيرها)، ولو استمرت سنوات، دون أن تحقق المرجو منها إذا لم تجد الدعم والقناعة بأن المسؤولية جماعية، وأن من يبحث عن خير المركبة هو أنا وأنت، وكل مقيم على أرض هذه البلاد. المشوار طويل، ولكن لا بد من السير بخطى ثابتة لبلوغ الهدف، ولعلنا نأخذ العبرة من مجتمعات أخرى استطاعت أن تحافظ على قدر كبير من الحماية لأفرادها حين تكاتفت جهود الجميع وتم تطبيق الأنظمة على الصغير والكبير..

مشاركة :