أكد مواطنون في الفجيرة أن حفلات الزفاف الجماعية، التي تنظمها الجهات المختصة، لم تحقق المأمول منها بتخفيف أعباء نفقات الزفاف على الشباب، مشيرين إلى أنه رغم مشاركتهم في أعراس جماعية، إلا أن أسر الفتيات مازالت تطلب إقامة حفلات باهظة الكلفة تستمر أكثر من ليلة، الأمر الذي يرهق الشباب بأعباء مالية تزيد قيمتها على نصف مليون درهم. - فاتورة التباهي: حفلات زفاف بالملاييـــن.. والمحصلة ديون وقروض وطلاق - شباب يختارون فرقاً موسيقية معروفة أُجرتها أكثر من 40 ألف درهم في الليلة. - مواطن: شاركت في 5 أعراس جماعية في 4 إمارات للحصول على مساعدات مالية.. واقترضت لتلبية نفقات الزواج. - مسؤول عن أعراس جماعية: 20% من المشاركين لا يكتفون بها. من جهته، قال أحد المسؤولين عن تنظيم أعراس جماعية أن 80% من الأشخاص الذين التحقوا بهذه الأعراس يكتفون بها ولا يقيمون حفلات أخرى، لكن أحد منظمي حفلات الزفاف قال إن معظم من يطلبون تنظيم حفلات زفافهم شاركوا في أعراس جماعية. وتفصيلاً، أكد المواطن محمد أحمد الظنحاني (26 عاماً)، أنه شارك في عرس جماعي، بهدف توفير النفقات الباهظة لحفل الزفاف، كما كان يرغب في الابتعاد عن الاقتراض من البنوك وتحمل الديون لسنوات طويلة، لكن تطلعاته لم تتحقق، إذ دفع مبالغ كبيرة في عرس النساء توزعت على حفلة الحناء والذهب الذي يشتريه للعروس، إضافة إلى صالة الأفراح التي تكلف كثيراً. ولفت إلى أن الهدف من الأعراس الجماعية تكوين أسرة متماسكة ومستقرة بعيداً عن الديون، إلا أن التباهي الاجتماعي بين الأسر جعل الرجل المقبل على الزواج يدفع مبالغ في أمور غير مبررة، مشيراً إلى أن المصروفات التي يتكفل بها الشاب قد تتسبب في مشكلات مالية مستقبلاً. وأيده المواطن (ن.ع.س ـــ 28 عاماً) الذي قال إنه شارك في خمسة أعراس جماعية (للرجال) أحدها نظمته وزارة الداخلية، والأخرى كانت في إمارة أبوظبي ومنطقة الذيد وفي دبي والفجيرة، وبهدف الحصول على المساعدات المالية، إلا أنه لم ينل ما أراده، إذ تكفل بدفع مصروفات الزواج كاملةً عن طريق أخذ قرض من البنك إلى جانب مساعدة أحد أقربائه له بمبلغ مالي. وذكر أنه على الرغم من انتشار التعليم ومعرفة الناس بمعاني التبذير والإسراف، إلا أنهم مازالوا يمارسونه، خصوصاً في حفلات الأعراس، وهذا الأمر يرهق الشاب المقبل على الزواج بأعباء كبيرة، موضحاً أن المشكلة أصبحت بحاجة إلى دراسات اجتماعية وحملات توعية، لاسيما تثقيف العروسين في الدورات التي ينظمها صندوق الزواج، لأن مشكلة الإسراف في الأعراس مازالت في تزايد. فيما أكد المواطن جاسم النقبي (24 عاماً) أن الشباب أصبحوا يبحثون عن أكثر صالات الأفراح فخامة، إضافة إلى اختيار فرق موسيقية معروفة أُجرتها أكثر من 40 ألف درهم في الليلة، في وقت قد تستمر بعض حفلات الزفاف ثلاث ليالٍ، ما يعد نوعاً من التبذير له تأثير سلبي في الحياة الزوجية مستقبلاً. إلى ذلك، قال مدير إدارة الجوازات في الفجيرة، أحد المسؤولين عن تنظيم الأعراس الجماعية، عبيد اليماحي، إن الهدف من وراء تنظيم الأعراس الجماعية تيسير الزواج بأقل كلفة، ومساعدة المواطنين والمواطنات على بناء أسر مستقرة، مفيداً بأن 80% من الأشخاص الذين التحقوا بالأعراس الجماعية يكتفون بالحفل المقام من قبل الدولة، ولا يقيمون حفلات أعراس أخرى خاصة بهم، بينما النسبة المتبقية (20%) لا تكتفي بها، مؤكداً أنه لا يحق لأي شخص أن يلتحق بأكثر من عرس جماعي واحد مقام في الدولة، مضيفاً: ليس لدينا عقوبات لذلك، لأن الأمر قائم على الرقابة الذاتية لكل شخص في أن يترك المجال لأشخاص آخرين. وحول تاريخ الأعراس الجماعية في إمارة الفجيرة، قال اليماحي إن أول عرس جماعي تم تنظيمه قبل 18 عاماً في منطقة دبا الفجيرة، نظمته مؤسسة صندوق الزواج بالتعاون مع لجنة صندوق الزواج بالفجيرة، وجمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، وشهد هذا الاحتفال زفاف 25 شاباً، مشيراً إلى أنه منذ عام 1999 تمت إقامة 16 عرساً جماعياً بالإمارة، وفي الأعوام الثلاثة الأخيرة تم تنظيم ثلاثة أعراس جماعية شارك فيها عدد كبير من المواطنين. من جانبه، ذكر أحد منظمي حفلات الأفراح بالفجيرة (م .هـ .س)، أن ظاهرة البذخ في حفلات الأعراس بدأت بين مواطني الإمارة قبل عامين، ومعظم المواطنين المقبلين على الزواج، الذين يحجزون قاعات لحفلات الزفاف، شاركوا من قبل في أعراس جماعية، إلا أن الرغبة في التباهي بين الأسر جعلتهم لا يكتفون بالحفلات المنظمة في الأعراس الجماعية، كما أن هناك توجهاً سائداً بالاهتمام بحفلات النساء بشكل أكبر من حفلات الرجال الذين يكتفون بالمشاركة في الأعراس الجماعية فقط. لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.
مشاركة :