مروة حسن الجبوري قد تبالغ المرأة فى وصف بعض الأمور ، وينتقل الحديث من تلك الصديقات إلى أزواجهن ، وقد يتحدث بعض هؤلاء الأزواج إلى الزوج المخطئ ناصحاً إياه ة زوجته ، فيشعر هذا الزوج بافتضاح أمره بين الناس والجيران ، ويظن أن الناس تعلم كل شيء عن حياته الزوجية عن طريق زوجته ، فيتضايق الزوج أكثر وأكثر وتتفاقم المشكلات بدلاً من حلها ، ويفقد الزوج الثقة في زوجته. على الزوجة أن تدرك خصوصية العلاقة بينها وبين زوجها ، وأن أسرار الحياة الزوجية لا يجوز أن تخرج خارج البيت ، وكيف تخرج وهى أم أهل البيت ، يقول رسول الله : ( إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة) ، يعنى إذا حدث الرجل أخاه بحديث ثم التفت خوفاً من أن يكون أحد يسمعه ، فإن هذا الحديث يعتبر أمانة في عنق ذلك الرجل الذي سمع هذا الحديث ، فلا يجوز إفشاؤها لأحد ، لأن في ذلك تضييعاً للأمانة هذا بالنسبة للحديث العادي بين رجل وآخر يسر به إليه ، فكيف بما يحدث بين الرجل وزوجته داخل البيت ، وهو يعلم يقيناً أن أحداً لا يسمعهم إلا الله تعالى ، فهل لا يأمن أن ينقل هذا الكلام إلى أحد ؟! . إنها أمانة عظيمة ، يجب أن تدركها كل امرأة وكل رجل ، تلك الأحاديث المنزلية التى لا يجب أن يطلع عليها غيرهما ، والتي تغضب أياً منهما إذا عرف أن الغير قد اطلع عليها ، إن تضيع هذه الأمانة وإفشاء تلك الأسرار أمر خطير ، وفى الحديث : ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ) وهذا حتى لا تفشى أسرار العائلة ويعلم بها الناس ، ولإختلاف طبيعة الرجل والمرأة ، واختلاف نظرتهم للأمور ، فلا تبالغي أيتها الزوجة في الخصومة ، ولا تطلبي الاعتذار من زوجك في كل مرة ، فلن يفعل ، ولن تصلح الأمور بهذه الطريقة ، إنما عليك بحسن المعاملة وقبول المعذرة ، والسماحة والصبر ، فستجدين من زوجك حسن المعاملة أيضاً وكل الحب وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) . التذمر والقلق المستمر : إن التذمر والقلق المستمر والإلحاح صفات تخضع لها كثير من النساء ، وبخاصة تجاه الزوج حين يفعل ما لا يعجبها ، أو حين يخطأ في أمر ما ، فمثلاً قد ينسى الزوج إحضار شيء ما للزوجة ، وقد ترهقه بطلبات كثيرة فيضطر لتأجيل بعضها ، وربما لعدم فعل البعض الآخر ، فإذا بزوجته تقول له : « لقد قلت لك ألف مرة .... ويجد منها التذمر والتململ ، والرجال عادة لا يحيون هذا من المرأة ، ولا يحبون التذمر ولا كثرة الإلحاح أو إصدار الأوامر : لماذا لم التحضر كذا .. ؟! ، لقد قلت لك إنني أريد كذا ، إنك غير مبال بما أقول إن الرجال عادة لا يحبون تلقى الأوامر ، إنهم يحبون إصدار الأوامر لا تلقيها تقول : إيفان كريستان : ( الرجال لا يحبون الإصغاء للتذمر وأن يقال لهم ما عليهم عمله ، فهم يفضلون إعطاء الأوامر على تلقيها ) وقد تكون المرأة ذاتها مخطئة فى تصورها لخطأ الزوج خاصة في موضوع القلق ، لأن المرأة بطبيعتها تحب التفكير في كل شيء والدوران حوله، ويمكن أن تقول أنها تفكر بنوع من القلق ، إنها خائفة من المستقبل ، كما أنها خائفة على صحة الأولاد ... إلخ ، إنها تخاف أموراً كثيرة ومن ثم تقلق بشأنها ، فإذا لم يشاركها زوجها هذا القلق تعتبره شخصاً سلبياً ، ولديه لا مبالاة ، وعدم اهتمام ببيته وأولاده وذلك لأنه لم يشاركها فى قلقها ، والحقيقة التي يجب أن تعلمها المرأة أن الرجال عادة أقل قلقاً من النساء ، ذلك لأن الرجال يهتمون بالفصل في الأمور ، والحزم وعدم التردد ، ولا يحبون التفكير والقلق بشأن الأشياء ، هذا طبعاً بصفة عامة، لكن قد يكون البعض ليس بهذه الدرجة من الحزم ، وهناك رجال قلقون ، لكن بصفة عامة الرجال أقل قلقاً . ومن هنا فإن قلق الزوجة وتذمرها يسبب للزوج نوعاً من المشاكل من النساء . وقد يضطر إلى الإنفصال عن زوجته ، وهذا ما حدث فعلاً بشأن كثير من الزوجات ، تجد أن الرجل يعترف ( أن زوجته جيدة وأم مخلصة ، لكنه لم يعد يتحمل العيش معها ) لم يشاركها زوجها هذا القلق تعتبره شخصاً سلبياً ، ولديه لا مبالاة ، وعدم اهتمام ببيته وأولاده. نعم إن القلق الكبير والتذمر المستمر من قبل الزوجة يجعل الحياة الزوجية مع تلك الزوجة مهمة صعبة ، لا يستطيع تحملها أي زوج ، مع العلم بأن هذه الزوجة القلقة المتذمرة قد لا تجد فى نفسها أنها مخطئة، وإذا سألتها . قالت : إن زوجي هو السبب، إن لديه لا مبالاة بأى شيء !! ، أيتها الزوجة المخلصة إذا أردت أن تعيشي حياة هنيئة، فإن عليك أن تسمعى هذه النصيحة : قليل من القلق ، قليل من التذمر ، كثير من الصبر ، كثير من الحب ، ولا تكثري الإلمام عليه ، فإن كثرة الإلحاح تولد الكراهية . عن ذلك ، . مقارنة الزوج بغيره من الأزواج : لا تخلو جلسات النساء مع بعضهن البعض من ذكر حالهن مع أزواجهن، وكثير منهن يبالغن في وصف سعادتهن في بيوتهن ، ومدى قيام أزواجهن وبعضهم يكذبن ويلفقن الحكايات ليظهرن أنهن أفضل من غيرهن ، والمرأة التي لا تدرك حقيقة تلك الأمور ، فتجلس تستمع من . هذه عن زوجها ، ومن تلك ، فترى أن زوجها مقصر في خدمتها ، ويرتكب في حقها أخطاء معينة ، حسب ما سمعته من صديقاتها ، وقد يكون زوجها خيراً من أزواج هؤلاء لأنهن لا ينقلن الحقائق، أو ينقلتها مبتورة منقوصة ، أو لأن أزواجهن لديهن عيوب كبيرة لكنهن طبعاً لا ينقلن هذه العيوب . والخلاصة نقول أن الزوجة التي لا تشرك طبيعة تلك المجالس والمبالغات التي تحكي بها تخرج بصورة شبه مثالية عن الأزواج سوى زوجها ، لأنها ترى من زوجها حسنات وسيئات ، وتسمع عن غيره من أولئك الحسنات فقط ، ومن ثم تسخط على حياتها الزوجية ، وتظل تنتقد سلوكيات فى زوجها لم تكن تنتقدها من قبل ، وتطلب منه أموراً قد لا تكون في استطاعته أو لا تناسب ظروفه ، فإن رفض قالت له : لماذا لا تكون مثل فلان أو فلان ؟!! ، إنهم مثلنا في الظروف ومع ذلك يشترون كذا وكذا ... ويفعلون كذا وكذا أو تقول له : لماذا لا تترك وظيفتك هذه وتعمل مثل فلان في وظيفة كذا إنه أحسن حالاً وأوفر مالاً . وهكذا تحاول المرأة معالجة ما تراه من أخطاء للزوج عن طريق اقتباس حياة الآخرين ، ومعايشهم ومحاولة تطبيقها في بيتها ، وإذا رجعت المرأة إلى نفسها لوجدت أن أسلوب التشبه بالآخرين في كل صغيرة وكبيرة ، والنظر إلى ما عند الناس ، والتطلع إليهم ومحاولة عقد مقارنات دائماً بين حياتها وحياة غيرها ، وبين سلوك زوجها وسلوك غيره من الأزواج . حسب ما تسمع ، لو رجعت المرأة إلى نفسها لوجدن كل هذه الأساليب أساليب خاطئة ، وتزيد تفاقم ، من كتاب / أخطاؤنا في معالجة الأخطاء
مشاركة :