تواصل مصر جهودها المحلية والإقليمية والدولية في مواجهة ومحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه بعد أن نجحت في استئصال جذوره في السنوات الماضية وضربها بيد من حديد لكل المحاولات التي أرادت السوء والضرر لهذا الوطن. فقد وافق البرلمان المصري في إبريل الماضي علي أن تكون القاهرة مقرا إقليميا لدول تجمع الساحل والصحراء لمكافحة ومحاربة الإرهاب في دول المجموعة والتي تشمل تشاد وبوركينا فاسو وموريتانيا ومالي، والأخيرة قررت خروجها من المجموعة لأسباب تتعلق بأنها لم تتولى رئاسة المجموعة كما كان مقررا لها، وموافقة الدول التي أعلنت ترشيحها وتأييدها لمصر لتكون مقرا إقليميا للمجموعة، والتي بدأت بعقد اجتماعاتها على أن تكون القاهرة مقرا ثابت لدول المجموعة، حتى يمكنها نقل الخبرات العسكرية بين أعضائها لتكون جزءا من محاربة الإرهاب والتطرف، ومن ثم إقامة التدريبات الأمنية والإستراتيجية بين أعضاء دولها معا تأكيد أن القاهرة تضع كافة إمكانياتها لأعضائها بهدف التغلب علي التطرف والأفكار المتطرفة والهدامة لهذه الجماعات ، فضلا عن التعاون الكامل بين دول المجموعة وهو ما يشمل المعدات التي تحارب الإرهاب إلي جانب تبادل كامل للمعلومات الإستخباراتية نظراً لأن الإرهاب أصبح يعتمد أعضاؤه على التكنولوجيا وتطبيقاتها مجموعة تقوم فيما بينها علي التعاون لمكافحة الإرهاب، خاصة في القرن الإفريقي والذي توليه مصر اهتماما بالغاً، وهو ما جعلها تؤكد خلال اجتماعات المجموعة أن الإرهاب عابر للحدود، وأن التصدي لمواجهته، يجب أن يقوم علي تعاون الدول فيما بينها، وهو أمرا مهما وجاداً، حيث لا تستطيع دولة منفردة في مواجهته وحدها دون مساعدة جيرانها أو الدول الأخرى، وهو مما يحتم علي دول المجموعة التشاور والعمل علي نقل المعلومات والخبرات فيما بينهم، ووضع الخطط الإستراتيجية لمواجهته فهو يمثل الضرر الأكبر والأخطر علي خطط التنمية لدول القارة الإفريقية بشكل عام ودول القرن الإفريقي بشكل خاص. فالتعاون بين دول المجموعة لن يقتصر علي التعاون الاستخباراتي في تبادل المعلومات اللوجستية أو نقل الخبرات البشرية والخططية فيما بينها فقط بل يمتد لدول الساحل والصحراء والتي تشمل عدة دول من الشمال الإفريقي والقرن الإفريقي وهي المنطقة التي ينشط فيها تنظيم داعش الإرهابي إلي جانب تنظيم بوكو حرام، وهو أحد التنظيمات الموالية لتنظيم داعش الإرهابي، وهو ما جعل مواجهته أمرا حتميا للحفاظ علي برامج التنمية التي تقوم في هذه الدول لرفع شأن مواطنيها وهي المقولة التي أشار إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطاب مصر الافتتاحي في مؤتمر المناخ الذي عقد في مدينة شرم الشيخ من الثامن من نوفمبر إلى الحادي والعشرين من الشهر نفسه ، وسبق للرئيس السيسي التحذير من خطر الإرهاب علي خطط التنمية للدول، وأن الهدف الرئيسي للتنظيمات الإرهابية إجهاض الخطط التنموية لتلك الدول .
مشاركة :