السعودية والصين.. علاقات تاريخية ومصالح مشتركة

  • 12/12/2022
  • 05:49
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

@Fahad_otaishكما أن الصين دولة عظمى ليس من ناحية عدد السكان بل بالإمكانيات الاقتصادية والعلمية والسياسية أيضا، فإن المملكة العربية السعودية هي دولة عظمى على مستوى الإقليم ولها موقعها السياسي والاقتصادي والإستراتيجي على المستوى الدولي بل إنها إحدى الدول الأكثر أهمية في العالم، يؤكد ذلك دورها في المنظمات العالمية فهي قائد منظمة أوبك بلا منازع وهي في موضع القيادة بين الدول الإسلامية والعربية والإقليمية وهو ما يدركه الجانب الصيني جيدا، كما أن المملكة تنتهج سياسة تقوم على مد جسور التواصل مع كافة دول العالم على أسس من التعاون والاحترام المتبادل، خاصة وأن قيادة المملكة استشرفت مبكرا التحولات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم وتسعى أن يتعزز خلالها دورها في المنطقة والعالم، ففي الوقت الذي تحرص فيه المملكة على علاقاتها الإستراتيجية والتاريخية مع الولايات المتحدة فهي حريصة أيضا على إقامة أفضل العلاقات مع الصين وروسيا واليابان وغيرها من الدول المؤثرة، وبما يحفظ مصالحها ودورها في قضايا العالم. وتجيء زيارة الرئيس الصيني هذه الأيام في نطاق رغبة الجانبين بتقوية العلاقات وتوثيقها، كما أن حرص المملكة على أن تشهد هذه الزيارة مؤتمر قمة خليجيا - صينيا وآخر صينيا - عربيا يؤكد أن العلاقات الإستراتيجية التي تتطلع إليها مع الصين ذات عمق خليجي وعربي لما فيه مصالح المنطقة والعالم، لا سيما وأن التغيرات في الواقع الدولي تشهد تعاظم الدور الصيني وتزايد حضورها في قضايا المنطقة والعالم الذي يتجه إلى تعدد الأقطاب بحيث لا تكون أية دولة مهما عظمت صاحبة القرار في القضايا السياسية والاقتصادية العالمية وهو ما أدركته بلادنا مبكرا فكان الاتفاق العسكري مع الصين قبل أكثر من 37 عاما والذي حصلت بموجبه المملكة على الصواريخ المسماة (رياح الشرق).. وتتابع بعد ذلك نمو العلاقات بين الجانبين مما لا يجعل التطور الحالي مستغربا خاصة بعد استئناف العلاقات بين الدولتين عام 1990 م مع أن العلاقات التاريخية بين الدولتين بدأت منذ عام 1939 م عندما اعترفت المملكة بالصين، كما أن التبادل التجاري استمر بين الدولتين حتى في الفترة التي شهدت فتورا في العلاقات الدبلوماسية بعد عام 1949 م والتطورات التي حصلت في الصين آنذاك إضافة إلى العلاقات التاريخية بين الصين والجزيرة العربية منذ آلاف السنين، كما كانت المملكة أول دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين إضافة للعديد من العوامل التي تحتم التقارب بين الجانبين في طليعتها سعي البلدين إلى تحقيق المصالح الوطنية ضمن سياسة تقوم على المرونة في التعامل مع الأحداث العالمية دون التخلي عن الأهداف الإستراتيجية لكل منهما، وتقارب وجهة نظرهما فيما يخص العلاقات الدولية، وتصاعد مكانة كل منهما في رسم سياسات النظام الدولي إضافة إلى مواقف الصين الأقرب للقضايا التي تهم المملكة مما يبشر بنتائج واعدة -بإذن الله-.

مشاركة :