اعتبر خبيران اقتصاديان إطلاق المستكشف راشد إلى القمر «دفعة قوية» لمجالات اقتصاد الفضاء في الإمارات، وما يرتبط بها من صناعات واستثمارات تخدم توجهات الدولة الإماراتية نحو بناء اقتصاد وطني مستدام، والتحول من اقتصاد قائم على الموارد إلى اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار. وأكد الخبيران لـ«الاتحاد» أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمضي قدماً نحو تعزيز استثمارات اقتصاد الفضاء عبر مشروعات وبرامج طموحة ورائدة، مثل المستكشف راشد، و«مسبار الأمل»، وبرنامج تطوير الأقمار الاصطناعية الرادارية «سرب». وأكدت الخبيرة الاقتصادية، الدكتورة يمن الحماقي، أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس المصرية، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن إطلاق المستكشف راشد في أول مهمة عربية إلى القمر يعكس مدى الاهتمام الذي توليه دولة الإمارات العربية المتحدة بعلوم الفضاء وما يرتبط بها من صناعات واستثمارات ومكاسب علمية واقتصادية وسياسية تخدم التوجهات المستقبلية للدولة الإماراتية. وأوضحت الدكتورة يمن الحماقي أن إطلاق المستكشف راشد يمثل دفعة قوية لمجالات واستثمارات اقتصاد الفضاء في دولة الإمارات، لا سيما بعدما شهدت خلال السنوات القليلة الماضية تطورات وإنجازات مهمة في قطاع علوم الفضاء وما يرتبط بها من مجالات اقتصادية، حيث بلغ حجم استثمارات الإمارات في قطاع الفضاء نحو 22 مليار درهم، ويستحوذ القطاع الخاص على 50% من هذه الاستثمارات. وقالت أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس المصرية: «تمضى دولة الإمارات قدماً نحو تعزيز استثمارات اقتصاد الفضاء، وهو ما يظهر بشكل واضح في مشروعاتها وبرامجها الطموحة والرائدة المتعلقة بقطاع الفضاء، مثل المستكشف راشد، ومن قبله مسبار الأمل، وأيضاً البرنامج الوطني لتطوير الأقمار الاصطناعية الرادارية الحديثة المعروف بـ(سرب)، فضلاً عن إطلاق صندوق وطني برأسمال 3 مليارات درهم دولار لدعم قطاع الفضاء». وأشارت د. يمن الحماقي إلى أن الاهتمام المتنامي لدولة الإمارات بعلوم واقتصاديات الفضاء من شأنه أن يستقطب استثمارات إقليمية ودولية هائلة عبر شراكات وتحالفات اقتصادية كبرى، ومن المتوقع أن يكون للقطاع الخاص دور مهم وحيوي في هذه الاستثمارات والشراكات، وهو ما يحقق العديد من المزايا والمكاسب الاقتصادية للدولة الإماراتية. ومن جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي، خالد الشافعي، رئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية بالقاهرة، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن نجاح دولة الإمارات في إطلاق أول مهمة عربية إلى القمر يخدم اسـتراتيجية التنـوع الاقتصادي التي تتبعها من أجل بناء اقتصاد وطني مستدام، والتحول من اقتصاد قائم على الموارد إلى اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار. وأكد الخبير الاقتصادي أن الإنجازات العملية التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال علوم الفضاء جعلتها سوقاً واعداً جداً لاقتصاد واستثمارات الفضاء، لا سيما أن المؤشرات الرسمية تُقدر معدل النمو المستهدف لاقتصاد الفضاء في السوق المحلي بـ 10% سنوياً، الأمر الذي يسرع نمو قطاع الفضاء، وتصنيع المعدات والأدوات المتعلقة بهذا القطاع، ودعم شركات القطاع الخاص، وبالتالي توفير فرص عمل للشباب الإماراتي والعربي. وأشار الشافعي إلى أن أي إنجاز علمي تحققه الإمارات في مجال علوم الفضاء، مثل «المستكشف راشد» أو «مسبار الأمل» يعزز من أركان اقتصاد المعرفة وخطط تنويع الاقتصاد، ويفتح مجالات أكبر لحركة الاستثمار، فضلاً عن دعم قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
مشاركة :