أكد الدكتور عبدالكريم سلطان العلماء، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الجليلة، وهي عضو ضمن المؤسسات المندرجة في مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، استثمار 3 ملايين درهم منذ عام 2014، لتزويد المعلمين بالمعرفة اللازمة لتمكين الأطفال من أصحاب الهمم ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم وتعزيز إمكاناتهم، ضمن برنامج «تآلف» لتدريب المعلمين، الذي أسهم حتى الآن في إحداث فارق في حياة 231 طالباً من أصحاب الهمم بشكل مباشر وإثراء تجارب 11700 طالب في الإمارات بشكل غير مباشر، وذلك ضمن جهود المؤسسة، للارتقاء بحياة الأفراد بالابتكار في المجالات الطبية. وقال الدكتور عبدالكريم في تصريحات لـ«البيان»: إن المؤسسة خرجت 70 متدرباً جديداً ضمن الدفعة الثامنة من برنامج «تآلف» لتدريب المعلمين، الذي يهدف لتزويد المعلمين في المدارس الحكومية والخاصة المهارات اللازمة لتمكين الأطفال من أصحاب الهمم، لافتاً إلى أنه جرى إطلاق برنامج تدريب المعلمين بالشراكة مع جامعة زايد وبدعم من وزارة التربية والتعليم وهيئة المعرفة والتنمية البشرية، وشارك في البرنامج الذي قُدم باللغتين الإنجليزية والعربية معلمون من جميع أنحاء الإمارات من أكثر من 12 جنسية، 70 % منهم من مواطني الدولة. تدريب ويتضمن البرنامج التدريبي الشامل جلسات تدريبية شهرية، بالإضافة إلى المشاركة في مجموعات تعلم مهنية وجلسات إرشاد فردية، كما يُطلب من المشاركين عرض محفظة أعمالهم قبل التخرج. وقد تم تنفيذ ما مجموعه 32 مبادرة في المدارس في جميع أنحاء الإمارات لتعزيز مبدأ الشمول في المجتمع المدرسي كما شملت المبادرات جلسات توعية للطلاب والآباء والمعلمين، بالإضافة إلى برامج الأصدقاء وعدد من المبادرات الأخرى التي تهدف إلى تحسين تجربة التعلم لدى الأطفال من أصحاب الهمم. وأشار إلى أن عدد الدفعات التي تخرجت في مؤسسة الجليلة بالشراكة مع جامعة زايد 8 دفعات حتى الآن، وبلغ مجموع الخريجين فيها 548 معلماً من 163 مدرسة حكومية وخاصة في جميع أنحاء الإمارات، ما يؤكد مجدداً التزام المؤسسة تجاه الأطفال من أصحاب الهمم وسعادتهم ورفاههم. قصة ومن القصص الناجحة التي حققتها مؤسسة الجليلة من البرنامج، قصة الطفل محمد الذي يتعايش مع التوحّد وهو في سن الرابعة عشرة من عمره، ولديه عائلة تُحبّه وتفعل كل ما في وسعها لمنحه حياةً سعيدة وتدعمه في الذهاب إلى مدرسة عاديّة ولكن أمه ناجية رأت أن ابنها قادرٌ على فعل ما يفوق التوقعات، ولذا قررت اغتنام كل فرصة تتيح لمحمد حياةً طيّبة. ولم تترك والدته باباً إلا طرقته لمساعدة ابنها فسارعت ناجية بالتسجيل في برنامج «تآلف» لتدريب الوالدين التابع لمؤسسة الجليلة فور سماعها به، وهو برنامج يمكن أهالي أطفال أصحاب الهمم من اكتساب مهارات من شأنها أن تغيّر حياة أبنائهم إلى الأفضل. وبفضل معرفة ناجية ورعايتها، ترى اليوم ابنها يزدهر أمام عينيها، وكما تقول فقد أحرز محمد تقدّماً ملحوظاً في تحكّمه في مشاعره وحركته وصوته، وهو ما اتّضح من ثقته المتزايدة بالتواصل البصري وتحسّن تركيزه كما لاحظت ناجية أنّ اعتماد محمد على نفسه يزداد في ظل حركته الذاتيّة، إضافة إلى تعاظم قدرته على الكلام والتعبير عن نفسه في أثناء الحديث. وقد أعربت ناجية عن سعادتها بهذه التغييرات الإيجابية، وخاصة أنها تدرك أن هناك الكثير من الغموض عند التطرّق إلى مسألة الأطفال المصابين بالتوحّد، ولكنّ أسرتها عازمة على تقديم أفضل دعم لمحمد، مؤكدة أن الأطفال المصابين بالتوحد أصحاب قلوب نقيّة، ولا ينقصهم سوى أن يدلّهم من يحيطون بهم على الجمال الذي بداخلهم. أتقّدم بجزيل شكري إلى مؤسسة الجليلة التي لا تدّخر جهداً في خدمة الأطفال أصحاب الهمم. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :