بحاح: الحوثي وصالح سحبا 1.5 تريليون ريال في 2015

  • 1/20/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دعا خالد محفوظ بحاح، نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء اليمني، إلى رسم خريطة طريق لمستقبل اليمن وإطلاق مشروع حقيقي لليمن بمشاركة وتعاون جامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي. وقال بحاح في مؤتمر صحفي عقده أمس في قصر الإمارات في أبوظبي، حضره عدد من الوزراء والمسؤولين اليمنيين المرافقين: إن اليمن بحاجة إلى جهد كبير لدمجه وتأهيله، وعلينا جميعا في اليمن والدول المجاورة رسم رؤية مشتركة لليمن، مشيراً إلى أن معدل دخل الفرد اليمني انخفض بعد الحرب إلى 500 دولار، بعد أن كان 900 دولار بينما يصل في المحيط الإقليمي إلى 5 آلاف دولار، مؤكداً أهمية اتخاذ إجراءات أكثر جرأة نحو إطلاق مشروع حقيقي لليمن. وكشف بحاح عن أنه خلال الأيام المقبلة ستعود غالبية الحكومة إلى اليمن، وأنه سيعود مع عدد من الوزراء وأعضاء الحكومة خلال أيام إلى اليمن، مشيراً إلى أنه عند خروج الحكومة من اليمن ظل نحو 25% منها يعمل في الداخل، وهذه النسبة ستزيد بشكل كبير خلال الأيام المقبلة. وأشاد خالد بحاح بالدعم اللامحدود والدور المشرف لقوات التحالف بقيادة السعودية والمشاركة الفاعلة للإمارات مؤكداً أن هناك شراكة حقيقية مع الإمارات في تعزيز الأمن في عدن والحفاظ على المناطق المحررة، والجهود مستمرة وبشكل مضاعف في القضاء على التطرف. وتوجه نائب الرئيس اليمني بخالص الشكر لكل دول التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، على جهودهم الكبيرة ووقوفهم إلى جانب الشعب اليمني، كما وجه التحية لكل الأشقاء في دولة قطر والكويت والبحرين، وسلطنة عمان وكذا بقية الأشقاء في الأردن والسودان ومصر والمغرب وجيبوتي وكل من وقف مع اليمن الذي يمر بهذا الظرف الاستثنائي، قائلاً نعدكم بأن نبقى حاملين لكم مشاعر الوفاء والعرفان، وحفظ الله بلادنا وأنعم عليها بالأمن والاستقرار، ورحم شهداء الوطن وتمنى الشفاء لجميع المصابين والجرحى. وتطرق إلى مشكلة تكدس السلاح في اليمن؛ قائلاً: إنها تشكل أهم تحديات الدولة، والاتجاه العام هو أن يكون السلاح في يد الحكومة، وأن تكون الدولة المسيطرة على السلاح، مشيراً إلى أن ما يعانيه اليمن اليوم هو نتيجة الأوضاع السابقة المتراكمة منذ سنوات، موضحاً أن الأحزاب كافة مطالبة بمساهمة إيجابية، وهذا سيسجله التاريخ. وأكد أهمية القضاء على الفكر الضال من أنصار الحوثيين والقاعدة وداعش وميليشيات صالح للوصول إلى استتباب الأمن، مشيراً إلى أن موضوع الإعمار ليس بالأمر السهل، ويحتاج إلى جهود كبيرة وتكاتف من كافة الأطراف نظراً للدمار الكبير الذي لا يتصوره عقل، وقريباً ستتوجه مسيرة الإعمار إلى عدن. وعن جولة المشاورات المقبلة التي كانت متوقعة في جنيف أكد بحاح أنه لم يحدد بعد تاريخها ومكان عقدها ورسالتنا في هذا الجانب، هي أن تكون المشاورات صادقة وترتكز على عناصر أساسية أهمها فتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة، ومنها تعز والإفرج عن المعتقلين. وأضاف أن الضامن لأي اتفاقيات مقبلة هو أن تكون الدولة أو الحكومة الشرعية قوية لمواجهة التطرف، مشيراً إلى أن الحوثيين وميليشيات صالح يسعون إلى تعطيل الجولات المقبلة للحلول السلمية، مؤكداً أن الحوثيين لا يقلون سوءاً عن القاعدة وداعش، ولن تكون الدولة قوية بوجود هذه الجماعات المتطرفة. وأوضح أن اليمن منذ الستينات أغفل ودخل في معسكرات مضادة لمحيطه الإقليمي، وفي التسعينات حصل لليمن نوع من التناسي، والتجربة الحالية لليمن تؤكد على أهمية التعاطي مع القضية اليمنية، مشيراً إلى أن اليمن يمثل مشكلة كبيرة لأشقائه، وخيراً كبيراً إذا تم التعامل معه بصورة حقيقية، وأن يكون لليمن دور في التمكين السياسي، وبالتالي سيكون اليمن عوناً حقيقياً لأشقائه. وأكد نائب الرئيس اليمني أن 80% من الأراضي اليمنية محررة في الوقت الحاضر، أو يمكن القول إن الدولة والحكومة الشرعية استعادت السيطرة عليها، وان الجيش اليمني والمقاومة الشعبية على مشارف صنعاء، ونتمنى أن تتم إعادة السيطرة على صنعاء سلميا والمحافظة على ما تبقى من الكثير من المناطق، ونتمنى ألا تتواصل هذه الحرب لذلك تحرص الحكومة الشرعية على الذهاب إلى المشاورات السلمية لتجنيب اليمن مزيداً من الدماء. وقال في هذا الصدد إن الخطوات الاستفزازية من طهران مؤسفة وعليها احترام القوانين الدولية وعليها أن تعطي الحصانة الكاملة للبعثات الدبلوماسية، متمنيا أن تعود العلاقات العربية الخليجية الإيرانية من خلال حوارات صادقة وعليها أن تبعد عن ثقافة العنف وتصدير الثورات. وتطرق نائب الرئيس اليمني إلى الوضع العسكري قائلاً نتمنى أن تعود السيطرة على صنعاء بطريقة سلمية، مشيراً إلى أن التعاطي العسكري يتم في الإطار النسبي الذي يعطي النتيجة المقبولة بأقل الخسائر، موضحاً أن قوات التحالف تركز على أهداف انتقائية. وأكد في هذا الإطار أن الدولة وقوات التحالف والمقاومة الشعبية أكملت استعداداتها، وهي قادرة وباستطاعتها تحرير تعز ونتمنى ألا يحدث ذلك عسكرياً للحد من الخسائر، لكن إذا استمر الحصار من قبل الجماعات الحوثية وميليشيات صالح سننهي ذلك الحصار بالتدخل العسكري، كما حدث في عدن وغيرها من المناطق. وتوجه بتحية إلى قادة الحراك الجنوبي الذين انخرطوا في العمل السياسي وتم تعيينهم في مناصب في قمة هرم السلطة. و قال في بيان صحفي تلاه في بداية المؤتمر الصحفي: إننا نمرُ بذكرى تاريخية شكّلت مُنعطفاً في مجرياتِ الأحداث التي تشهدُها بلادنا الآن، فقبل تمام العام من هذا اليوم، وتحديدا في التاسعِ عشر من يناير/ كانون الثاني 2015م كُنّا في العاصمة صنعاء ندفع عنها بَغي فئةٍ متمردة قادت انقلاباً على الدولة ومؤسساتِها وصادرت حُلم أبنائها، ففي مثل هذا اليوم من العام الماضي تم الانقلاب العلني على الشرعية وتم استهداف القصر الجمهوري ومنزل رئيس الجمهورية ومحاولة اغتيال رئيس الحكومة، وفرض الإقامة الجبرية على أعضاء الحكومة الأمر الذي جعلنا نوقن بأنها بداية نفقٍ مظلم أرغمت البلاد على الدخول فيه ميليشيا الانقلاب، حتى أعلنا عن استقالتنا لكي لا نكون جزءاً من دمار بلد تُمسك فيه ميليشيات بزمام الأمور عُنوةً، وحتى لا نكون شركاء في تلك الجريمة، فالوطن ومنذ ذلك التاريخ وهو يعيش لحظات عصيبة حاولنا قبلها أن ننقذ ما يمكن إنقاذه، وأعلنا في يناير/ كانون الثاني الماضي أن عام 2015م سيكون عاماً للتعليم كدلالة واضحة على حسن نوايانا لعمل شيء لهذا الوطن، ولإيماننا الراسخ بأن التعليم هو المفتاح إلى اليمن الجديد، إلّا أن استمرار الانقلابيين في غيّهم أوصلنا إلى حالنا اليوم الذي نحن عليه، بعد أحداث مؤسفة ومؤلمة نعلمها جميعاً. وأضاف: عامٌ مضى أدركنا فيهِ تماماً أنه لا مناص من كسب التحدي والعودة مرة أخرى إلى العمل الوطني، في ظلِّ صعوبات عديدة تصغر أمام عزائمنا وتكاتفنا، فتحية لكل أبناء اليمن الأبطال، الذين يسطّرون ملاحم من الصبر والصمود في وجه ميليشيا مسلحة همجية تحاول استباحة الوطن في سابقة خطيرة لم يشهد لها تاريخ منطقتنا العربية مثيلاً. وقال نحن نقف الآن في هذا الموقف، تجدر بنا الإشادة بكافة أبناء قواتنا المسلحة والأمن في شتى ربوع بلادنا، أنتم حماة الأمة والشعب ونعول عليكم كثيراً وأنتم أملنا الدائم في الدفاع عن هذا الوطن، وجباهُكم السمر تَحظى بقبلاتنا جميعاً، ودعواتُنا تحفكم، فالنصر حليفكم وحليفنا بإذن الله. وأضاف كما نُثني على الدور الكبير لقوات التحالف وجميع أبطالها، ومَن قدّموا أرواحهم منهم نصرةً لشعبنا وسنداً لوطننا، ونثمّن الموقف التاريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجميع قادة وزعماء دول التحالف في الاستجابة لنداء اليمن وإطلاق عاصفة الحزم وإعادة الأمل. وقال إنه لمن دواعي سرورنا اليوم أن نُعرب عن افتخارِنا بدمج عددٍ من أفراد المقاومة في الجيش وانخراطهم في تدريبات منتظمة تجعلهم أكثرَ كفاءةٍ وثقةٍ بأنفسِهم، بعد أن قدموا صوراً في التضحيةِ والمبادرة، فاستحقوا أن يكونوا ضمن مؤسسةِ الجيش الوطني، صاحب الشرف في حماية الوطن، حيث الولاء لله ثم الوطن، ونؤكد أن أمامنا المزيد لتحقيقه على أرض الواقع، بعيداً عن فوضى الجماعات المسلحة والميليشيات والتطرف. وأكد أن الحكومة بعد تحقيق الكثير من المكاسب والانتصارات خلال العالم الماضي، ستُولي الجانب الاقتصادي أهمية خاصة في العام الحالي لمعرفتها التامة بأهمية هذا الجانب، من خلال إعادة الخدمات العامة كالصحة والتعليم والمياه والكهرباء والطرقات وغيرها، وتعبئة وحشد الموارد المحلية لهذا الغرض والدعم الخارجي. وأشار إلى أنه تم توفير تخصيصات مالية لتمويل هذه المشاريع بمبلغ يقدر بعشرين مليار ريال يمني للربع الأول من عام 2016، كما يتم حالياً الحصول على دعم خارجي مباشر للميزانية العامة للدولة لهذا العام. وقال إننا نُدرك أن ميليشيات الحوثي صالح مارست العبث في النظام المالي والنقدي والمصرفي، ما نتج عنه عُجوزات كبيرة في الموازين الاقتصادية، فقد بلغت الأرصدة المسحوبة من البنك المركزي في صنعاء نحو تريليون ونصف التريليون ريال يمني في نهاية 2015، حيثُ قُيدت قرضاً مباشراً على حساب عام الحكومة، وقد استخدمت الميليشيا جزءاً أساسياً من هذه المبالغ في تغطية عملياتها الحربية ضد أبناء الشعب تحت مبرر أنها نفقات أجور ومرتبات، كما أن ميزان المدفوعات سجل عجزاً كبيراً حيث انخفض الاحتياطي الخارجي من 5.2 مليار دولار في سبتمبر 2014 إلى نحو 2.3 مليار دولار في نهاية 2015، يتضمن الوديعة السعودية البالغة مليار دولار. ما يحدث في اليمنيتجاوز خريطة بلادنا قال بحاح إن ما تمر به اليمن يأتي في إطار تغيرات إقليمية وتجاذبات تتجاوز خريطة بلادنا، وما وصلنا إليه هو نتاج غفلة في حقب سابقة من الزمن حالت دون المساهمة المنظمّة والمجدية للارتقاء بالتنمية في اليمن ودعم نهضته، وما نحن فيه يحتاج إلى رؤية وخريطة جديدة تضمن التقارب الأكبر على مختلف الأصعدة بين اليمن وجيرانه الأشقاء في شبه الجزيرة وإعادة النظر في التعامل مع بلادنا، وعدم نكران خطورة المستقبل المحدق بها والمنطقة ككل. وأكد أنه علينا ونحن نبحث عن أي حلول لهذه الأحداث والمتغيرات.. أن نُجيب عن التساؤلات الفعلية التي تضمن عدم تكرارها، وتقطع دابر من له أطماع في منطقتنا العربية وشبه الجزيرة على وجه التحديد، فاليمن يمر بتحد كبير، وهو عمق استراتيجي للمنطقة وظهر لها، ويجب ألا يترك وحيداً، ونحن نثمـن موقف مجلس التعاون لدول الخليج العربية على إدراكه للخطر الداهم لليمن. محافظات تستغيث أكد بحاح أننا في الحكومة مسؤولون عن رفع المعاناة عن أبناء هذا الشعب وهموم 22 محافظة يمنية، وإنني أجدها مناسبة لمخاطبة رؤوس الانقلاب الآثم، وتوجيه رسالة صادقة لهم.. اقرؤوا التاريخ جيداً، وانظروا مصير من يقف أمام شعبه ويتسبب في معاناته بهذه الطريقة القاسية، فأيُ مكاسب تبحثون عنها، وأيُ شيء تحملونه في قلوبكم يدفعكم إلى الإضرار بهذا الوطن الذي نبتت أجسادكم من خيراته، دعوات الأطفال والنساء والأبرياء ستصيب كل من عبث بأمنهم وسلامة عيشهم، فالله يمهل ولا يهمل. وأكد أن اليمن في مفترق طرق، ولن نتجاوز هذه الحقبة إلّا بتضافر الجهود، فهو نداء لكل العالم بأن يلتفت إلى معاناة هذا الشعب، ويسهم في رفع البلاء عنه، فبالإضافة إلى ما تفعله الحرب بأهلنا نجد أن ظروفاً صحية صعبة في بعض المدن، فها هي حضرموت وعاصمتها المكلا، وعدد من المناطق تعاني الحمُيات، وحمى الضنك تحديداً، والتي راح العشرات ضحيتها، وقال هناك محافظات تستغيث من جور الحصار الظالم، فتعز تنادي وتعاني وغيرها أيضاً، لذا فإننا نتوجه لكل المنظمات الصحية والجهات الإغاثية المانحة للمساهمة بفاعلية، وسوف تكون الحكومة خير معين لهُم في ذلك. قيادتنا دعاة سلام قال خالد بحاح: قبل أن أختم حديثي، أود أن أشير إلى أن القيادة السياسية في بلادنا ممثلة بالأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، وأعضاء الحكومة كافة، دعاة سلام، وهدفنا استقرار اليمن وازدهاره، ونؤكد في الوقت ذاته سعينا لإنجاح أي مشاورات جادة تُفضي إلى سلام حقيقي ودائم، وأضاف: إننا نثمن جهود الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون وكذا ومبعوثه إلى بلادنا إسماعيل ولد الشيخ، ونتمنى له التوفيق في جميع مهامه، ولا ننسى الجهود الكبيرة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وأمينها العام الدكتور عبداللطيف الزياني.

مشاركة :