بحاح يستذكر: الانقلابيون سرقوا 1.5 تريليون ريال

  • 1/21/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

< وجه نائب رئيس اليمن رئيس الوزراء خالد بحاح، في بيان صحافي، نداء إلى المنظمات الصحية والجهات الإغاثية المانحة لليمن، للإسهام في إنقاذ المحافظات اليمنية التي تعاني الحصار، واستعاد ذكريات الانقلاب على الشرعية اليمنية في الـ19 من كانون الثاني (يناير) 2015، وقال: إن اليمنيين في هذه الذكرى يدركون أنه لا بد من الاستمرار في طريق التحدي والصمود في وجه الميليشيات الخارجة على الشرعية، التي سحبت من الأرصدة اليمنية 1.5 تريليون ريال يمني. وقال بحاح، في مستهل البيان الصحافي الذي ألقاه أمس (الثلثاء) (تلقت «الحياة» نسخة منه): «نمرّ بذكرى تاريخية شكّلت مُنعطفاً في مجرياتِ الأحداث التي تشهدُها بلادنا الآن، فقبل عام من هذا اليوم، وتحديداً في الـ19 من يناير 2015 كُنّا في العاصمة صنعاء ندفع عنها بَغي فئة متمردة، قادت انقلاباً على الدولة ومؤسساتِها، وصادرت حُلم أبنائها». وتابع: في مثل هذا اليوم من العام الماضي تم الانقلاب العلني على الشرعية، واستهداف القصر الجمهوري ومنزل رئيس الجمهورية، ومحاولة اغتيال لرئيس الحكومة، وفرض الإقامة الجبرية على أعضاء الحكومة.   النفق المظلم وقال: إن ذلك جعل اليمنيين يدركون أنهم في بداية نفق مظلم أرغمت البلاد على الدخول فيه ميليشيا الانقلاب، حتى أعلنّا استقالتنا كي لا نكون جزءاً من دمار بلد تُمسِك فيه ميليشيات بزمام الأمور عُنوة، ولكي لا نكون شركاء في تلك الجريمة. وشدد نائب رئيس اليمن على أن بلده منذ ذلك التاريخ يعيش لحظات عصيبة «حاولنا قبلها أن ننقذ ما يمكن إنقاذه، وأعلنّا في يناير الماضي أن 2015 سيكون عاماً للتعليم، في دلالة واضحة على حسن نوايانا لعمل شيء لهذا الوطن، ولإيماننا الراسخ بأن التعليم هو المفتاح إلى اليمن الجديد، إلا أن استمرار الانقلابين في غيّهم أوصلنا إلى حالنا اليوم التي نحن عليها، بعد أحداث مؤسفة ومؤلمة نعلمها جميعاً». ويسترجع بحاح ذكرياته، مستصحباً مشاعره الحالية: «أدركنا تماماً ألاّ مناص من كسب التحدي والعودة مرة أخرى إلى العمل الوطني، في ظلِّ صعوبات عدة تصغر أمام عزائمنا وتكاتفنا، فتحية لكل أبناء اليمن الأبطال، الذين يسطّرون ملاحم من الصبر والصمود في وجه ميليشيا مسلحة همجية تحاول استباحة الوطن، في سابقة خطرة لم يشهد لها تأريخ منطقتنا العربية مثيلاً». وأشاد بأبناء القوات المسلحة والأمن في شتى ربوع اليمن «أنتم حماة الأمة والشعب، ونعول عليكم كثيراً، وأنتم أملنا الدائم في الدفاع عن هذا الوطن، وجباهُكم السمر تَحظى بقبلاتنا جميعاً، ودعواتُنا تحفكم، فالنصر حليفكم وحليفنا». وأثنى على «الدور الكبير لقوات التحالف وأبطالها، ومَن قدّموا أرواحهم نصرةً لشعبنا وإسناداً لوطننا، ونثمّن الموقف التأريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجميع قادة وزعماء دول التحالف، في الاستجابة لنداء اليمن، وإطلاق عاصفة الحزم، وإعادة الأمل». المقاومة وأعرب عن افتخاره بدمج عدد من أفراد المقاومة في الجيش، وانتظامهم في تدريبات منظمة تجعلهم أكثر كفاءة وثقة بأنفسهم، «بعد أن قدموا صوراً في التضحية والمبادرة، فاستحقوا أن يكونوا ضمن مؤسسة الجيش الوطني، صاحب الشرف في حماية الوطن، حيث الولاء لله ثم الوطن، ونؤكد أن أمامنا مزيداً لتحقيقه على أرض الواقع، بعيداً عن فوضى الجماعات المسلحة والميليشيات والتطرف».   مشكلات وطنية واستطرد: «إننا نعي أن مهمة السلطات المحلية مهمة للغاية، لذا نتجه لتكون كل مديرية بسلطتها المحلية قادرة على إيجاد الحلول للمشكلات التي تواجه المواطنين، وأن تتحمل المديريات والمحافظات مسؤولياتها، في ظل اعتلال السلطة المركزية بالعاصمة صنعاء، ونؤكد دعم الحكومة الكامل لتلك السلطات، وتقديم كل الإمكانات المتاحة لهم، والعمل معهم لنؤسس لنظام محلي قوي يتمتع بالصلاحيات كافة، التي تجعله مسهماً إلى جانب الحكومة في إنقاذ الوطن ومجتمعنا الحضاري العظيم». وتابع: الحكومة بعد تحقق الكثير من المكاسب والانتصارات العام الماضي، ستولي الجانب الاقتصادي أهمية خاصة في العام الحالي، لمعرفتها التامة بأهمية هذا الجانب وما له من أثر على كل الأصعدة ومختلف الجبهات، فهي تعمل على تحريك الحياة الاقتصادية وإنعاشها في المحافظات المحررة، ودعم الحياة الاجتماعية في المجتمعات المحلية، من خلال إعادة الخدمات العامة؛ كالصحة والتعليم والمياه والكهرباء والطرقات وغيرها، وتعبئة وحشد الموارد المحلية لهذا الغرض، والدعم الخارجي. ويتم توفير تخصيصات مالية لتمويل هذه المشاريع بمبلغ يقدر بـ20 بليون ريال يمني للربع الأول من عام 2016، كما يتم حالياً الحصول على دعم خارجي مباشر للموازنة العامة للدولة هذا العام.   سرقات الميليشيات ويواصل بحاح: «إننا نُدرك أن ميليشيا الحوثي وصالح مارست العبث في النظام المالي والنقدي والمصرفي، ما نتج منه عُجز كبير في الموازين الاقتصادية، فبلغت الأرصدة المسحوبة من البنك المركزي في صنعاء نحو 1.5 تريليون ريال يمني في نهاية 2015، وقيّدت قرضاً مباشراً على الحساب العام للحكومة، واستخدمت الميليشيا شطراً أساسياً من هذه المبالغ في تغطية عملياتها الحربية ضد أبناء الشعب، بمبرر أنها نفقات أجور ومرتبات، كما أن ميزان المدفوعات سجل عجزاً كبيراً، وانخفض الاحتياط الخارجي من 5.2 بليون دولار في أيلول (سبتمبر) 2014، إلى نحو 2.3 بليون دولار في نهاية 2015، متضمناً الوديعة السعودية البالغة بليون دولار». وزاد: «تسعى الحكومة اليمنية حالياً إلى وضع حد لهذه الممارسات لميليشيا الحوثي وصالح، والحفاظ على المنظومة المالية والمصرفية، وجعلها في خدمة السياسة العامة للحكومة، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والوفاء بالتزاماتها للشعب، واتخاذ الإجراءات القانونية والفنية التي تؤمن ذلك، ووضع كل من خالف القوانين أمام المساءلة والمحاسبة القانونية».   نائب الرئيس اليمني يعترف: كنا غافلين.. ولا بد من التدارك   < اعترف نائب الرئيس اليمني خالد بحاح، في بيانه الصحافي، بأن «ما تمر به اليمن يأتي في إطار تغيرات إقليمية وتجاذبات تتجاوز خريطة بلادنا، وما وصلنا إليه هو نتاج غفلة في حقب سابقة من الزمن، حالت دون الإسهام المنظمّ والمجدي للارتقاء بالتنمية في اليمن ودعم نهضته». وتابع: ما نحن فيه يحتاج إلى رؤية وخريطة جديدة تتضمن التقارب الأكبر على مختلف الأصعدة بين اليمن وجيرانه الأشقاء في شبه الجزيرة، وإعادة النظر في التعامل مع بلادنا، وعدم نكران خطورة المستقبل المحدق بنا وبالمنطقة كلها. وأقر بأن ثمة تساؤلات لا بد من الإجابة عليها: «نبحث عن أي حلول لهذه الأحداث والمتغيرات.. وعلينا أن نُجيب على التساؤلات الفعلية لنضمن عدم تكرارها.. ونقطع دابر من له أطماع في منطقتنا العربية وشبه الجزيرة على وجه التحديد، فاليمن يمر بتحد كبير، وهو عمق استراتيجي للمنطقة وظهر لها، ويجب ألا يُترك وحيداً. وثمّن موقف مجلس التعاون لدول الخليج العربية «لإدراكه الخطر الداهم لليمن، وفطنتهم التي استدعت وقوفهم الشجاع مع بلادنا، الأمر الذي يتطلب التفكير بمزيد من الخطوات الإيجابية في التعاطي الشامل بين بلادنا والخليج، بما يضمن المصلحة المشتركة بيننا جميعاً». وأشاد بأن القيادة السياسية في اليمن، ممثلة برئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وأعضاء الحكومة كافة، دعاة سلام، «هدفنا استقرار اليمن وازدهاره، ونؤكد سعينا لإنجاح أي مشاورات جادة تُفضي إلى سلام حقيقي ودائم، ونثمّن جهود الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون، وكذلك مبعوثه إلى بلادنا إسماعيل ولد الشيخ، ونتمنى له التوفيق في جميع مهماته، ولا ننسى الجهود الكبيرة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وأمينها العام عبداللطيف الزياني». وأكد بحاح، في أواخر بيانه، أنه ورفاقه في الحكومة «مسؤولون عن رفع معاناة أبناء هذا الشعب وهموم 22 محافظة يمنية». ووجدها فرصة سانحة لمخاطبة رؤوس الانقلاب: «اقرؤوا التأريخ جيداً، وانظروا مصير من يقف أمام شعبه ويتسبب في معاناته بهذه الطريقة القاسية، فأي مكاسب تبحثون عنها، وأي شيء تحملونه في قلوبكم يدفعكم إلى الإضرار بهذا الوطن الذي نبتت أجسادكم من خيراته، دعوات الأطفال والنساء والأبرياء ستصيب كل من عبث بأمنهم وسلامة عيشهم، فالله يمهل ولا يهمل». المحافظات تنادي واستطرد: بلادنا في مفترق طرق، ولن نتجاوز هذه الحقبة إلا بتضافر الجهود، فهو نداء لكل العالم ليلتفت إلى معاناة هذا الشعب ويسهم في رفع البلاء عنه، فإضافة إلى ما تفعله الحرب بأهلنا، نجد أن ثمة ظروفاً صحية صعبة في بعض المدن، فها هي ذي حضرموت وعاصمتها المكلا وعدد من المناطق تعاني من الحمُيات، وحمى الضنك تحديداً، التي راح العشرات ضحيتها، وهناك محافظات تستغيث من جور الحصار الظالم، فتعز تنادي وتعاني، وغيرها أيضاً، لذا فإننا نتوجه إلى كل المنظمات الصحية والجهات الإغاثية المانحة للإسهام بفاعلية، وستكون الحكومة خير معين لهُم في ذلك. وتوجه بخالص الشكر إلى دول التحالف «وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، على جهودهم الكبيرة، ووقوفهم إلى جانب شعبنا، كما هي التحية لكل الأشقاء في دولة قطر والكويت والبحرين، وسلطنة عمان، وكذا بقية الأشقاء في الأردن والسودان ومصر والمغرب وجيبوتي، وكل من وقف معنا وبلادنا تمر بهذا الظرف الاستثنائي، ونعدكم بأن نبقى حاملين لكم مشاعر الوفاء والعرفان».     اليمن في مواجهة «الدخلاء»   < أكد رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح أن بلاده تواجه اليوم «إرهاباً دخيلاً» بأشكال عدة، «هدفه سفك الدماء وقتل الأبرياء وتدمير المدن وإقلاق السكينة العامة، ويشكل خطراً على المناطق المحررة، في الوقت الذي تأمن بطشه ميليشيا الانقلاب من جماعة الحوثي وصالح». وأضاف: لا سبيلَ لنا إلا اقتلاعه ومحاربته في كل المدن، والعمل على تحصين شباننا عن فكرِه الضال ونهجه المنحرف الذي يهدد السِّلم والسلام، ولن يتم لنا ذلك إلا بإسهام كل الجهات، وجهودٍ مشتركة بين الدولة والمجتمع. ولفت إلى أن وجود هذه الجماعات المتطرفة «حال دون استكمال الإعمار في المناطق المحررة، وشكَّل ارتداداً عن المُضي قدماً لترسيخ الأمن والاستقرار في تلك المناطق، وليس ببعيد أن تكون على علاقة بأطراف «معروفة» في الساحة اليمنية، غير أن يقيننا راسخ بزوالها، وأن حصانة شعبنا ومدنيته وسلميته، ستلفظهم كما رفضتهم».

مشاركة :