نوف الموسى (دبي) خروج مجموعة من الفنانين التشكيليين الفلسطينيين الشباب ممثلة بـ«جماعة الجذور»، خارج أيقونة المكان والزمان في فلسطين، وتعميق الإدراك النوعي، لنشأة الحركة التشكيلية الفلسطينية، ذات الامتداد المسكون بأسئلة الهوية وإشكاليتها، والتي تمثل التواصل الأهم، في إعادة إنتاج التباحث العلمي النقدي، للوحة الفنية، من داخل وخارج فلسطين، هو ما استهدفته مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، بالتعاون مع القنصلية الفلسطينية، من خلال افتتاح معرض المجموعة، أول أمس، بمقر المؤسسة، في دبي، بحضور عصام مصالحة، السفير الفلسطيني في دولة الإمارات، ونخبة من الفنانين والمهتمين بالقطاع التشكيلي العربي. وتضمن الحدث الفني، ندوة نقاشية بعنوان «الفن التشكيلي الفلسطيني تاريخ وملامح»، قدمتها الدكتورة مليحة علي مسلماني، مؤسسة ومديرة جاليري «بيت مريم»، في رام الله، بفلسطين، فأثارت النتاج الفعلي للفن التشكيلي الفلسطيني، القائم على تراكم وتطور حضاري، موغل في القدم، وبشكل مختصر، أوضحت مليحة الانتقالات التشكيلية، والاستجابة الفنية سواء المعنية بالطرح السياسي المباشر وغير المباشر، أو بتجسيد الإسقاطات التاريخية، إضافة إلى أثر طبيعة وعي الفنان الفلسطيني المدرك لأشكال الحرب والدمار وفعل (الأسرلة)، والعيش ضمن منظومة الكيان الصهيوني، لافتة أنه من الصعب عليها تغطية جميع تلك الأبعاد المرتبطة بالتحول الاجتماعي والسياسي، فهناك الفنانون من عصر (أريحة)، وما قبل النكبة، وما بعد اتفاقية (أوسلو)، وصولاً إلى ثورة الـ«جاليريهات» في رام الله. استمع زوار المعرض، إلى شروحات مختلفة لماهية الرغبة الكامنة للفنانين، من وراء إنتاجهم للوحة التشكيلية، مؤمنين أنهم يتقاطعون في هذه اللحظة، مع الانفتاح الفني العام، لإنتاج رؤيتهم الخاصة بوطنهم فلسطين، معتبرين أن الفن، الوسيلة التعبيرية والأدائية الأهم، لاستخلاص مكنون الذات، والتواصل الإنساني الفعلي. وبالعودة إلى الإرث والزخم التشكيلي الفلسطيني، بين الداخل والخارج أو ما يمكن تسميته بـ«الشتات»، والسعي لتشكيل منظومة جامعة، كرمت الجهة المنظمة للحدث، الفنان التشكيلي عبدالكريم السيد، على ما نسجه من وحدات التطريز الشهيرة في التراث المحلي الفلسطيني، والتي أضفت روحاً جديدة، مواكبة لإنسانية الإنسان الفلسطيني، مع الحفاظ على الهوية الفلسطينية ذات الرسوخ والأصالة. ومن بين الفنانين الشباب المشاركين، في معرض «جماعة الجذور»: الفنان رائد عواد، والفنانة رانية أسعد، والفنانة زهى فارس، والفنان رائد عسكر، والفنانة ماجدة شفيق، والفنان وديع خالد. أشارت الدكتورة مليحة مسلماني، إلى بعض ظواهر الحراك التشكيلي الحالي، لدى فناني الداخل، كما وصفتهم، موضحة أن الفنانين في رام الله يميلون إلى العمل بفردية، ربما بسبب تأثير ما بعد «أوسلو»، الداعي للفردية، بينما يفضل الفنانون الشباب في غزة، العمل بشكل جماعي، عبر تشكيل صالات متواضعة، وعرض الأعمال بعضهم لبعض. ولفتت أن اختيارها إقامة جاليري في رام الله، يعتبر مغامرة، في ظل عدم وجود ثقافة اقتناء، أو مؤسسات فنية تقتني دعماً للفنانين، يوازيه غياب دور عرض متخصصة، وسوق ينعش التفاعل الفني للحراك ككل.
مشاركة :