«الرقص مع الإيقاع».. الإرادة القوية تصنع المستحيل

  • 12/27/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في رابع عروض مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته السادسة عشرة، قدمت في قصر الثقافة بالشارقة مسرحية «الرقص مع الإيقاع»، تأليف عثمان الشطي، إخراج محمد جمعة، إنتاج جمعية دبا الحصن للثقافة والفنون والتراث، وسط حضور جماهيري كبير. وحكاية العرض تدور حول فتاة ضريرة، تسعى لتحقيق حلمها الكبير، في المشاركة بمسابقة «الرقص مع الإيقاع» التي تنظمها إحدى المؤسسات الفنية، حيث سيذهب الفريق الفائز في تلك المسابقة إلى مسارح «برودواي» ليقدم عرضه الذي فاز به هناك، باعتبار أن هذه المسارح عنوان للشهرة، ولا يقدم على خشباتها إلا المتميز والمبهر. و«بريق» الفتاة التي لا تأبه لأي معوقات عازمة على تحقيق الحلم، ولكن تعاني من تنمر أصدقائها، كونها كفيفة، الأمر الذي أثار حفيظة الكثيرين حينما قررت الاشتراك في تلك المسابقة، بدعم معنوي كبير من والدتها وصديقتها في المدرسة. وعلى رغم معارضة أخيها، المنافس لها في المسابقة، ومعارضة صديقاتها في المدرسة، إلا أنها ترأست فريق «الأرانب» الذي يتنافس مع فريق «الثعابين» وفريق «الذئاب» على الفوز. مسؤول المسابقة أعلن التحديات الثلاثة التي سيخوضها المتنافسون، وهي تحدي الحب، وتحدي السلام، وتحدي النجاح، وبسبب العراقيل والحيل التي وضعتها إحدى المنافسات من الفريق الآخر أمام «بريق» وفريقها، وفي يوم ماطر، تضل «بريق» طريق عودتها إلى المخيم، مكان إقامة المسابقة، بسبب تلك الفتاة المتنمّرة والماكرة حيث سرقت منها عصاها التي تتوكأ عليها ولا يمكنها السير بدونها، فيخسر فريق «بريق» ويفوز الفريق الآخر! غير أن لجنة تحكيم المسابقة، تقرر منح «بريق» لقب الفتاة المثالية في المسابقة، كونها سامحت تلك الفتاة الشريرة، على ما فعلته بها، وكانت عوناً للمشاركين في المسابقة، ليتحقق حلم «بريق» وتنال فرصة الذهاب إلى برودواي، وعرض إبداعها الفني هناك. وتؤكد المسرحية على أن الإرادة تصنع المستحيل، وأن الدعم الذي يتلقاه المبدعون من بيئتهم المحيطة، في البيت والعمل والمدرسة، هو الذي يصنع الفارق ويساهم في تحقيق أحلام المجتهدين والمتميزين. وكذلك تؤكد هذه المسرحية على أن الإعاقة ليست سبباً للتقوقع والانعزال عن الناس، بل من الممكن جعلها دافعاً ومحفزاً لتحقيق المنجزات، من تلك التي عجز الأصحاء عن تحقيقها. والمسرحية أيضاً، تنبذ التنمر، وتحث زملاء المدرسة على التعاون مع أصحاب الهمم، بدلاً من السخرية منهم، فهم لا دخل لهم فيما حدث لهم من إعاقة بصرية أو جسدية، ولذلك، جاءت المسرحية لتؤكد على مقولة أن لكل مجتهد نصيباً، سواء كان معافى أم كان من أصحاب الهمم. وقد أدى أدوار البطولة في العرض كل من الفنانين: عادل سبيت، دلال شرايبي، عبدالله عبدالرحمن، أحمد علي محمد عبدالله، عيسى مراد، خليفة ناصر، عاليا خالد، دينا بدر، صلاح صيا، يسرى كيبرون، كريم النوري، فؤاد رضا، نبيل محمد، أنور همراس، اكناسيا كوفري، سارة بن عمار، كليسيل اباتول، سيبا رعد، وآخرون، اشتغالات بصرية مبهرة، جذبت جمهور الكبار إلى العرض، بالإضافة إلى الأغاني والرقصات التي خلقت فرجة جذبت الصالة إليها. وذكر مخرج العرض في كلمته التي جاءت في دليل العرض الذي وزع على الجمهور: «في هذا العمل نقدم الجديد على أمل التغيير، هي مغامرة جريئة نخرج بها عن المألوف لنحاكي فيها الطفل وجميع أفراد العائلة.. فمن الجميل أن نخاطب الطفل بكل ما يناسب تصوراته من حكاية وصورة مسرحية نجعله يتفاعل معها..». وقد صمم الرقصات صلاح ضيا، والألحان لعبدالله المسعود، والإضاءة لحميد العسيري، والأزياء لمروان حسن، والديكور لعيسى مراد، والماكياج لعلي بيشوه.

مشاركة :