ماجد الرئيسي يكتب: إرادة تصنع المستحيل

  • 4/3/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

وجود إرادة حقيقية لتجاوز الأزمات هي التي تصنع الفارق، تتمنى كل الدول أن تنتهي أزمة جائحة كورونا في أقرب وقت وبأقل الأضرار، وتتمنى جميع الدول أن تعود إلى الساحات مجدداً بصورة أقوى، لكن ليست كل الدول تملك الإرادة الحقيقية لتجاوز هذه المرحلة، فأولويات الحكومات تختلف عن بعضها بعضاً. هناك دول تفكر باستمرارية انتخاباتها البلدية والبرلمانية أو حتى الرئاسية، وهناك دول تفكر في آلية استغلال الجائحة لأغراض «البروباغندا» الإعلامية ضد خصومها، وأما أصحاب الإرادة الحقيقية فهم أولئك الذين يخلقون من هذه الأزمات فرصاً تحقق النجاح في المستقبل القريب. هناك مكاسب شهدناها جميعاً بدولة يقطنها رعايا أكثر من 200 جنسية بتنوع ثقافاتهم ولغاتهم وعاداتهم، جعلتهم الإمارات بوعي واحد والتزام في ظرف استثنائي غير متوقع. التنوع الثقافي في أي دولة بهذه الظروف يعتبر تحدياً إضافياً، ولكن هذا التحدي أوضح لنا بما تؤكده الأرقام أن الإمارات تعتبر الوجهة التي يتمناها الجميع للعمل والعيش حتى في أصعب الظروف. نحن في الإمارات تميزنا في هذه الفترة بالتفاؤل والإيجابية والتماسك والتلاحم بين جميع أفراد المجتمع سواء من المواطنين أو المقيمين. هذه النتيجة لم تأت من فراغ، وإنما جاءت بجهود كبيرة بذلت على مدار سنوات لم نشعر بترسخها في نفوس أفراد المجتمع إلا بعد ظهور هذا التحدي، وهذا أمر طبيعي، فالدول تختبر تحضرها ومدنيتها في مثل هذه التحديات. كما أن التحالفات الإقليمية والصداقات والشراكات أيضاً تختبر في مثل هذه الظروف، ولا أبالغ إن قلت بأن أكثر المحاضرين والمنظرين في مجال حقوق الإنسان وقفوا مكتوفي الأيدي في هذه المرحلة، تنظيرهم المسيس في حقوق الإنسان كشف لنا زيف الشعارات المرفوعة في هذا الظرف الذي يجب أن تتضافر فيه جميع الجهود لأجل خدمة الإنسان. خلاصة القول إن الإمارات دولة اكتسبت قوتها بحكمة قيادتها وإرادة مجتمعها.

مشاركة :