أكثر من 440 قتيلاً في خمسة أيام من معارك دير الزور بين النظام و«داعش»

  • 1/22/2016
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

لا تزال مدينة دير الزور وبالتحديد قسمها الشمالي الغربي ومنطقة البغيلية تشهد معارك مستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، منذ نحو أسبوع، تتخللها يوميًا عشرات الغارات من الطائرات الحربية وقصف مكثف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك ومواقع التنظيم بريف دير الزور الغربي، وهو الأمر الذي أدى إلى حركة نزوح من بعض القرى وزيادة معاناة العائلات نتيجة الحصار المفروض على المدينة منذ أكثر من عام. وفي وقت قال فيه تجمع «دير الزور تذبح بصمت» إن قوات النظام والميليشيات التابعة له تنفذ حملة اعتقالات واسعة في عدد من الأحياء المحاصرة، لا سيما الجورة والقصور، وتجبر الشباب على التطوع في صفوفه، أسفرت الاشتباكات عن سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد إلى ارتفاع عدد القتلى خلال خمسة أيام إلى 440 شخصا، بينهم ما لا يقل عن 200 عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بمن فيهم 48 على الأقل أعدمهم التنظيم في هجومه صباح 16 يناير (كانون الثاني) الحالي. ووثق المرصد كذلك مقتل ما لا يقل عن 110 من عناصر التنظيم جراء غارات للطائرات الحربية وقصف لقوات النظام واشتباكات معه، بينهم ما لا يقل عن 30 فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة وعربات مفخخة، مرجحا ارتفاع عدد القتلى في صفوف الطرفين. وذكر المرصد أن قرى ريف دير الزور الغربي تشهد حركة نزوح لعشرات العائلات، جراء العمليات العسكرية والقصف المستمر من قبل قوات النظام والغارات المكثفة للطائرات الحربية على مناطق فيها، في حين تجددت يوم أمس الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى في أطراف منطقة البغيلية والقسم الشمالي الغربي من مدينة دير الزور ومحور بلدة عياش ومحيط مطار دير الزور العسكري، وسط تنفيذ طائرات حربية مزيد من الضربات المكثفة لمناطق في محيط المطار وحي الكنامات ومحيط السياسية عند مداخل مدينة دير الزور. ولفت المرصد إلى أن التنظيم كان يدرس الأحوال الجوية وحالة الطقس، واستغل بذلك وجود العاصفة الغبارية في تحقيق مزيد من التقدم وتثبيت نقاط سيطرته في البغيلية. كما أكدت مصادر محلية للمرصد أن التنظيم قام بوضع خطة محكمة، تقوم على تحقيق انهيار متسارع لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، وتمكن خلال هجومه هذا من السيطرة على منطقة البغيلية أولاً، تبعها سيطرته على جزء من مستودعات عياش ومعسكر الصاعقة، الأمر الذي مكَّنه من فتح طريق إمداد بين مناطق سيطرة التنظيم بريف دير الزور الغربي والمناطق التي تمكن من التقدم إليها في القسم الشمالي الغربي من المدينة، وقد تمكن بعد ذلك السيطرة على تلة الحجيف الاستراتيجية والاستيلاء على أسلحة وذخيرة بكميات ضخمة منها ومن مستودعات عياش ونقلها إلى مناطق سيطرته، بالإضافة إلى السيطرة على جامعة الجزيرة الخاصة وتعزيز سيطرته على الحي والسيطرة على أراضي زراعية عند أطراف مدينة دير الزور. كذلك أسفرت العمليات العسكرية والقصف المكثف وعشرات الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية الروسية والسورية على مدينة دير الزور وريفها الغربي، عن مقتل 42 مواطنًا على الأقل، بينهم 9 أطفال و4 مواطنات، إضافة إلى إصابة عشرات آخرين بجراح، وفق المرصد. وفي وقت باتت دير الزور ترزح بين مطرقة «داعش» وسندان النظام السوري، يعيش أهلها أوضاعا معيشية صعبة نتيجة الحصار المفروض منذ أكثر من عام من قبل التنظيم على أحياء المدينة، وزاد في معاناة أكثر من 250 ألف مواطن مدني، هجوم التنظيم الأخير على المنطقة، إذ وعلى الرغم من إلقاء الطائرات لثلاث دفعات من الشحنات والمساعدات، اثنتان منها ألقيتا بعد سيطرة التنظيم على منطقة البغيلية، فإن المواد الغذائية بدأت تفقد من الأسواق، مع ارتفاع جنوني في أسعار ما تبقى من المواد، أما في مناطق سيطرة «داعش» فقد شهدت عدة قرى بالريف الغربي حركة نزوح واسعة لأهالي هذه القرى نحو المناطق المجاورة، نتيجة للعمليات العسكرية والقصف المكثف والمستمر والعنيف من قبل قوات النظام على مناطق في ريفها الغربي.

مشاركة :