دمشق، أستانة - وكالات - سيطرت قوات النظام على حيين جديدين في مدينة دير الزور، شرق سورية، بعد اشتباكات عنيفة ضد تنظيم «داعش»، أوقعت 73 قتيلاً من الطرفين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، أمس، «سيطرت قوات النظام ليلاً على حيي العمال والعرفي والملعب البلدي في مدينة دير الزور بعد معارك عنيفة ضد التنظيم»، موضحاً أن المعارك بدأت «بهجمات معاكسة شنها تنظيم داعش صباح السبت (أول من أمس) على مواقع قوات النظام، قبل أن تتصدى الأخيرة لها بدعم جوي روسي كثيف وتتمكن من التقدم». وتسببت المعارك، التي قال عبد الرحمن «إنها الأعنف على الإطلاق» منذ فك قوات النظام الحصار عن المدينة، بمقتل خمسين عنصراً على الأقل من التنظيم المتطرف مقابل 23 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. وتسيطر القوات السورية حالياً على معظم مدينة دير الزور، وتحاول، حسب عبد الرحمن، «تضييق الخناق على التنظيم لحصره في دائرة بين نهر الفرات وبقية الأحياء»، لافتاً الى انه يبدي «مقاومة شرسة». في سياق متصل، قتل طفل وأصيب سبعة آخرون، من بينهم أربعة أطفال، أمس، في قصف مدفعي لقوات النظام على مناطق بغوطة دمشق الشرقية، فيما قتل شخص وأصيب أربعة آخرون جراء سقوط قذائف على أحياء سكنية في دمشق. من جهة أخرى، عقدت الدول الضامنة لمسار أستانة حول سورية، وهي تركيا وروسيا وإيران، امس، اجتماعات تقنية تمهيدية ثنائية وثلاثية، قبيل بدء مؤتمر «أستانة 7»، اليوم الإثنين. ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصادر مطلعة قولها إن أجندة الاجتماعات، ستتناول مواضيع تموضع قوات المراقبة في منطقة خفض التوتر في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، بشكل مفصّل من قبل الدول الضامنة. كما سيتم تناول ملف المعتقلين، وهو ملف مطروح في كل اجتماع، ومؤجل من المؤتمر السابق، فضلا عن مناقشة دعوة دول جديدة مثل العراق والصين للمشاركة في مراقبة مناطق خفض التوتر، وسبل إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، وخاصة منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة من قبل النظام، ضمن إطار إجراءات بناء الثقة. وفي السياق، أفادت تقارير أن الخلاف الاساسي في هذه الجولة يتمحور حول كيفية التعامل مع الوجود العسكري التركي في محافظة إدلب، الذي تعتبره أنقرة منسجماً مع اتفاقية أستانة، فيما تعتبره الحكومة السورية احتلالاً يجب زواله فوراً.
مشاركة :