الأديبة السورية نرجس عمران للثقافي: الشعر بالنسبة لي هو متنفس أستعيد به روحا ضائعة

  • 12/31/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نرجس‭ ‬عمران‭ ‬أديبة‭ ‬وشاعرة‭ ‬سورية‭ ‬الموطن،‭ ‬تبحر‭ ‬في‭ ‬طيات‭ ‬احلامها‭ ‬التي‭ ‬تعيد‭ ‬ارتكازها‭ ‬نحو‭ ‬وطنها‭ ‬سورية،‭ ‬وطن‭ ‬كبرت‭ ‬فيه‭ ‬فشدها‭ ‬ان‭ ‬تقول‭: ‬انا‭ ‬احبك‭ ‬يا‭ ‬وطني‭ ‬واستعيد‭ ‬في‭ ‬ذاكرتك‭ ‬كل‭ ‬طفولتي‭ ‬وصباي‭.‬ في‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬سنتعرف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬هي‭ ‬الشاعر‭ ‬نرجس‭ ‬عمران،‭ ‬وسنبحر‭ ‬معها‭ ‬بين‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭..‬ ‭*‬‭- ‬عودة‭ ‬إلى‭ ‬البدايات‭.. ‬متى‭ ‬اكتشفت‭ ‬قارة‭ ‬الشعر‭ ‬المفقودة‭ ‬داخل‭ ‬جغرافية‭ ‬روحك‭ ‬المتوثبة؟‭ ‬وكيف‭ ‬ولجت‭ ‬إلى‭ ‬أبواب‭ ‬القصيدة؟ ‭- ‬فعلا‭ ‬هي‭ ‬قارة‭ ‬وفعلا‭ ‬كانت‭ ‬مفقودة ولأن‭ ‬روحي‭ ‬متوثبة‭ ‬من‭ ‬نجاح‭ ‬إلى‭ ‬أخر‭ ‬عثرت‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجزيرة‭ ‬واستوطنتها‭ ‬وجعلتها‭ ‬تستوطنن‭ ‬روحي‭ ‬علنا وهذا‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬بلادها‭ ‬أي‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬الحرب‭ ‬الكونية‭ ‬على‭ ‬سورية‭ ‬الروح وجدت‭ ‬من‭ ‬واجبي‭ ‬أن‭ ‬أقف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬وطني‭ ‬أقلها‭ ‬أعبر‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬الحدث‭ ‬وأنقل‭ ‬صورة‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬فيه‭ ‬خاصة‭ ‬وقد‭ ‬شوه‭ ‬الإعلام‭ ‬الحقائق‭ ‬كلها‭ ‬الكل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينتفض‭ ‬عندما‭ ‬يناديه‭ ‬الوطن‭ ‬وأنا‭ ‬أحسست‭ ‬بعمق‭ ‬المسؤولية فبدأت‭ ‬بكتابة‭ ‬خواطري‭ ‬وأحاسيسي‭ ‬وألمي‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ألما‭ ‬ينضح‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬السوريين دعوت‭ ‬للسلام‭ ‬كتبت‭ ‬عن‭ ‬خطر‭ ‬الحرب‭ ‬عن‭ ‬الفقدان‭ ‬عن‭ ‬الشهيد‭ ‬عن‭ ‬الأم‭ ‬عن‭ ‬الأسير‭ ‬كتبت‭ ‬الحب‭ ‬والغرام‭ ‬كي‭ ‬أنتقل‭ ‬بأرواح‭ ‬مثقلة‭ ‬وجعا‭ ‬إلى‭ ‬استراحات‭ ‬مفيدة‭ ‬تحتاجها‭ ‬الروح‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تدري ‭*‬‭- ‬تعريف‭ ‬الشعر‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الأدلجة‭ ‬والخطابين‭ ‬القومي‭ ‬والعقائدي‭ ‬بما‭ ‬يدعم‭ ‬مرتكزات‭ ‬الهوية‭ ‬الثقافية؟ ‭*‬‭- ‬الشعر‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬هو‭ ‬متنفس‭ ‬أستعيد‭ ‬به‭ ‬روحا‭ ‬ضائعة‭ ‬وأخط‭ ‬نبضا‭ ‬صادقا،‭ ‬هو‭ ‬صعداء‭ ‬الروح‭ ‬وتنهيدة‭ ‬الارتياح،‭ ‬فأنا‭ ‬أرتاح‭ ‬عندما‭ ‬أكتب‭ ‬نصا‭ ‬ما‭ ‬أيا‭ ‬كان وأرتاح‭ ‬أكثر‭ ‬عندما‭ ‬يلاقي‭ ‬محبة‭ ‬الناس‭ ‬بملامسة‭ ‬أرواحهم‭ ‬وخوالجهم ‭*‬‭- ‬يُطْعَنُ‭ ‬في‭ ‬الحداثة‭ ‬بوصفها‭ ‬إنجازًا‭ ‬غربيًّا،‭ ‬وهي‭ ‬كذلك‭ ‬بالفعل،‭ ‬أليس‭ ‬من‭ ‬حداثة‭ ‬عربية‭ ‬وكيف‭ ‬يسهم‭ ‬الشعر‭ ‬في‭ ‬تأصيلها؟ ‭- ‬طبعا‭ ‬لدينا‭ ‬الحداثة‭ ‬العربية‭ ‬الخاصة‭ ‬بنا‭. ‬فأنا‭ ‬أرتاح‭ ‬عندما‭ ‬أكتب‭ ‬نصا‭ ‬ما‭ ‬أيا‭ ‬كان‭ ‬فالشعر‭ ‬عنا‭ ‬منذ‭ ‬الجاهلية‭ ‬وأشعارهم‭ ‬مازالت‭ ‬خالدة‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬لكن‭ ‬ضرورات‭ ‬الحياة‭ ‬وتغيراتها‭ ‬وطبيعة‭ ‬المستجدات‭ ‬التي‭ ‬تطرأ‭ ‬عليها‭ ‬تفرض‭ ‬نوعا‭ ‬أحدثا‭ ‬من‭ ‬سابقا‭ ‬ومتطورا‭ ‬عنه‭ ‬بما‭ ‬يناسب‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬بالمرحلة ففي‭ ‬مجال‭ ‬الأغنية‭ ‬نعرف‭ ‬ان‭ ‬الأغاني‭ ‬كانت‭ ‬طويلة‭ ‬جدا‭ ‬وهادئة‭ ‬جدا‭ ‬تطورت‭ ‬بما‭ ‬يناسب‭ ‬عصر‭ ‬السرعة‭ ‬لتصبح‭ ‬دقيقتين‭ ‬ثلاث‭ ‬دقائق‭ ‬لأن‭ ‬وضع‭ ‬الحياة‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬بسماع‭ ‬الأغاني‭ ‬القديمة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأوقات طبعا‭ ‬يبقى‭ ‬لكل‭ ‬منها‭ ‬جماليته‭ ‬ورونقه‭ ‬وذكرت‭ ‬الأغنية‭ ‬لأنها‭ ‬شعر‭ ‬في‭ ‬حقيقتها وهذا‭ ‬يشمل‭ ‬الأدب‭ ‬عموما‭ ‬فالنصوص‭ ‬تطورت‭ ‬من‭ ‬طويلة‭ ‬سواء‭ ‬بالشعر‭ ‬وبتركيبة‭ ‬معينة‭ ‬وألفاظ‭ ‬صعبة إلى‭ ‬قصيرة‭ ‬بألفاظ‭ ‬سهلة‭ ‬وسلسلة‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬واقع‭ ‬الحال‭ ‬فجاءت‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭ ‬والقصيرة‭ ‬جدا وشعر‭ ‬النثر‭ ‬والومضة تماما‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬جاء‭ ‬الهايكو‭.. ‬كنص‭ ‬مختصر‭ ‬وموجز‭.‬ ‭*‬‭- ‬رزح‭ ‬الشعراء‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأخير‭ ‬تحت‭ ‬نير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المتغيرّات‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬ومحاطين‭ ‬بسياج‭ ‬اقتصادي‭ ‬شائك‭ ‬مما‭ ‬خلّف‭ ‬آثارًا‭ ‬خطيرةً‭ ‬على‭ ‬الإبداع‭.. ‬كيف‭ ‬يمكننا‭ ‬الانفلات‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬والخروج‭ ‬بأقل‭ ‬كلفة‭ ‬من‭ ‬الخسائر؟ ‭ - ‬ما‭ ‬نقوم‭ ‬به‭ ‬حاليا‭ ‬نحن‭ ‬هو‭ ‬أننا‭ ‬نحاول‭ ‬الانفلات‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬والخروج‭ ‬بأقل‭ ‬كلفة‭ ‬من‭ ‬الخسائر إذا‭ ‬ترانا‭ ‬نجهد‭ ‬ونجتهد‭ ‬بالكتابة‭ ‬والتواجد‭ ‬والمشاركات واستغلال‭ ‬العالم‭ ‬الأزرق‭ ‬للوصول‭ ‬للأصقاع‭ ‬عربيا‭ ‬ودوليا إن‭ ‬منعتنا‭ ‬المادة‭ ‬من‭ ‬التواجد‭ ‬شخصيا‭ ‬نتواجد‭ ‬بحروفنا‭ ‬وروحنا‭ ‬المهم‭ ‬استمرارية‭ ‬العطاء‭ ‬وجودته ‭*‬‭- ‬ما‭ ‬أبرز‭ ‬ملامح‭ ‬قصيدتك‭ ‬الشعرية‭ ‬دونما‭ ‬التَّماس‭ ‬مع‭ ‬تجربة‭ ‬جيلك‭ ‬الإبداعي؟‭ ‬وكيف‭ ‬يتحقق‭ ‬الشاعر‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تداخل‭ ‬السياسي‭ ‬الإقصائي‭ ‬مع‭ ‬الإبداعي‭ ‬الديموقراطي‭ ‬وتجاذبات‭ ‬الشللية‭ ‬المقيتة‭ ‬التي‭ ‬تستقطب‭ ‬أنصاف‭ ‬المبدعين‭ ‬والمتعلمين؟ ‭- ‬قصائدي‭ ‬تتماز‭ ‬بالغنى‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬والأسلوب‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تراها‭ ‬تلامس‭ ‬أكبر‭ ‬شريحة‭ ‬ممكنة‭.‬ فأنا‭ ‬أحاول‭ ‬وأستطيع‭ ‬أن‭ ‬أنجح‭ ‬فيما‭ ‬أحاول‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬ألامس‭ ‬أرواح‭ ‬أكبر‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬ومن‭ ‬المستمعين‭ ‬ومن‭ ‬القراء‭ ‬لذلك‭ ‬تراني‭ ‬أكتب‭ ‬الأنماط‭ ‬المهتلفة‭ ‬لأبي‭ ‬كل‭ ‬الأذواق‭ ‬الشعرية في‭ ‬الأغنية‭ ‬اكتب‭ ‬الاغنية‭ ‬بموضوعاتها‭ ‬المختلفة‭ ‬وهي‭ ‬تصل‭ ‬لشريحة‭ ‬واسعة‭ ‬عمرية‭ ‬ومكانية وفي‭ ‬الشعر‭ ‬أكتب‭ ‬النثر‭ ‬والعامودي‭ ‬والخاطرة‭ ‬والقصة‭ ‬بأسلوب‭ ‬الفصحى‭ ‬والمحكي كي‭ ‬أصل‭ ‬إلى‭ ‬ذائقة‭ ‬النقاد‭ ‬والمثقفين‭ ‬وكي‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬نيل‭ ‬مساحة‭ ‬من‭ ‬إعجاب‭ ‬العامة‭. ‬لذلك‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬قصائدي‭ ‬جهدا‭ ‬لمحاكاة‭ ‬الأفضل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجال‭ ‬وسلاسة‭ ‬لأستقر‭ ‬في‭ ‬الأذهان‭ ‬بكل‭ ‬بساطة ورغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬من‭ ‬عقبات‭ ‬فرضتها‭ ‬الحرب‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسة‭ ‬والمصالح‭ ‬والشللية فالمهم‭ ‬هو‭ ‬الصدق‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬العطاء‭ ‬والاستمرارية‭ ‬وعدم‭ ‬اليأس‭ ‬والاحباط‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬محاربات‭ ‬أو‭ ‬عوائق‭ ‬قد‭ ‬توجد‭ ‬بمحط‭ ‬الصدفة‭ ‬او‭ ‬تكون‭ ‬مصطنعة‭ ‬أو‭ ‬هي‭ ‬نتيجة‭ ‬فعلية‭ ‬وحتمة‭ ‬فرضتها‭ ‬الحرب‭ ‬والمؤامرة ‭*‬‭- ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬الشعر‭ ‬العربي‭ ‬يطرح‭ ‬أسئلة‭ ‬وجودية‭.. ‬ما‭ ‬السبب؟‭ ‬ولماذا‭ ‬صارت‭ ‬صارت‭ ‬‮«‬أسئلة‭ ‬الشعر‭ ‬حائرة‭ ‬بين‭ ‬منجزه‭ ‬التراثي،‭ ‬ووظيفته‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والحياتية،‭ ‬وبين‭ ‬طارئ‭ ‬خلخل‭ ‬قواعد‭ ‬التعاطي‭ ‬الشعري‭ ‬العربي،‭ ‬بانفتاحه‭ ‬على‭ ‬التجديد‭ ‬والتطور‭ ‬الشعري‮»‬‭ ‬وفق‭ ‬تعبير‭ ‬عثمان‭ ‬حسن‭.‬ ‭- ‬احترم‭ ‬تعبيره‭ ‬وايه‭ ‬واعتقد‭ ‬مرد‭ ‬ذلك‭ ‬للواقع‭ ‬الراهن‭ ‬مقتضيات‭ ‬الواقع‭ ‬الراهن‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬الشاعر‭ ‬أو‭ ‬الكاتب وهو‭ ‬ابن‭ ‬الواقع‭ ‬الحياتي‭ ‬والحدث‭ ‬والظرف‭ ‬أن‭ ‬يكتب‭ ‬ما‭ ‬يرى‭ ‬ويسمع‭ ‬ويحس‭ ‬لنقل‭ ‬نبض‭ ‬الواقع‭ ‬بكل‭ ‬مصداقية هو‭ ‬سوف‭ ‬لن‭ ‬يبتعد‭ ‬عن‭ ‬الحدث‭ ‬الراهن‭ ‬الاهم‭ ‬ليكتب‭ ‬في‭ ‬المهم‭..‬ عندما‭ ‬تنتهي‭ ‬الازمات‭ ‬والحروب‭ ‬تتفرغ‭ ‬الاقلام‭ ‬للخلق‭ ‬ وتكتب‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭ ‬والحدود‭ ‬والمطامع‭ ‬والظلم‭..‬ وتتعمق‭ ‬في‭ ‬الوجود‭ ‬في‭ ‬الفلسفات‭ ‬لأنها‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تكتب‭ ‬وأن‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬خلق‭ ‬جديد‭ ‬وتميز‭ ‬وإبداع ‭*‬‭- ‬هل‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬ووظيفة‭ ‬للشعر؟‭ ‬وما‭ ‬أهم‭ ‬ملامح‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الشعر‭ ‬العربي؟‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬المؤسسات‭ ‬التنظيمية؟ ‭- ‬طبعا‭ ‬للشعر‭ ‬دور‭ ‬وأهمية‭ ‬ووظيفة‭ ‬ومهمة‭ ‬أيضا أبعد‭ ‬من‭ ‬محاكاة‭ ‬الاحاسيس‭ ‬وترجمة‭ ‬المشاعر‭ ‬ونقل‭ ‬الصور‭ ‬الحقيقة‭ ‬وإيصال‭ ‬رسالة‭ ‬وغرض‭ ‬ادبي‭ ‬وحكمة‭ ‬او‭ ‬نصيحة‭ ‬او‭ ‬حتى‭ ‬الرفاهية‭ ‬الروحية وهي‭ ‬التوثيق‭ ‬فكم‭ ‬من‭ ‬حدث‭ ‬تاريخي‭ ‬ومراحل‭ ‬زمنية‭ ‬وثقتها‭ ‬الأشعار‭ ‬والكتب‭ ‬والدواوين‭ ‬والروايات لذلك‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬اشعارنا‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬غالبيتها‭ ‬تنعي‭ ‬الشهيد‭ ‬أو‭ ‬تحاكي‭ ‬السلام‭ ‬أو‭ ‬صعوبة‭ ‬الحياة‭ ‬ولقمة‭ ‬العيش‭ ‬لان‭ ‬الواقع‭ ‬هكذا‭ ‬وهي‭ ‬بدورها‭ ‬أقصد‭ ‬الأشعار‭ ‬توثق‭ ‬الواقع ‭*‬‭- ‬تكاد‭ ‬القطيعة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬القارئ‭ ‬والشعر‭ ‬العربي‭ ‬الحديث‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬شاملة‭.. ‬ما‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة؟ ‭ - ‬أجد‭ ‬أن‭ ‬الوسط‭ ‬الثقافي‭ ‬منقسم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬فكما‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬قارئا‭ ‬لا‭ ‬يحبذ‭ ‬الشعر‭ ‬الحديث‭ ‬ويفضل‭ ‬الاشعار‭ ‬العمودية‭ ‬الموزونة فهناك‭ ‬بالمقابل‭ ‬قارئ‭ ‬من‭ ‬مناصري‭ ‬الشعر‭ ‬الحديث وليس‭ ‬الأمر‭ ‬حصرا‭ ‬على‭ ‬القارئ‭ ‬بل‭ ‬الكاتب‭ ‬أيضا‭ ‬والناقد نجدهم‭ ‬منقسمين‭ ‬بين‭ ‬محب‭ ‬ولا‭ ‬محب‭ ‬او‭ ‬داعم‭ ‬لهذا‭ ‬أو‭ ‬داعم‭ ‬لذاك‭ ‬أو‭ ‬ واعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي فالبعض‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬الشعر‭ ‬الحديث‭ ‬وأنا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬حدث‭ ‬حديث‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬معارض‭ ‬ورافض‭ ‬أو‭ ‬مستهجن‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬متقبل‭.. ‬لأنه‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬حديثا‭ ‬وجديدا‭ ‬على‭ ‬التداول‭ ‬والتعاطي ولكن‭ ‬أجد‭ ‬بالمقابل‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬محبة‭ ‬للشعر‭ ‬الحديث‭ ‬لانه‭ ‬يفتح‭ ‬مجالا‭ ‬واسعا‭ ‬للتعبير‭ ‬وأفاقا‭ ‬شاسعة‭ ‬لسهولته‭ ‬بالنسبة‭ ‬لبعض‭ ‬الاقلام‭ ‬لبعده‭ ‬عن‭ ‬القوافي‭ ‬والضوابط‭ ‬والقيود‭ ‬ان‭ ‬تميز‭ ‬الشعر‭ ‬الموزون‭..‬ لذلك‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬ارى‭ ‬قطيعة‭ ‬بين‭ ‬القارئ‭ ‬والشعر‭ ‬الحديث بل‭ ‬أرى‭ ‬الوضع‭ ‬طبيعيا‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يوجد‭ ‬من‭ ‬يقاطعه‭ ‬انا‭ ‬ارى‭ ‬أن‭ ‬له‭ ‬قارئا‭ ‬وكاتبا‭ ‬ومحبا‭ ‬بالمقابل‭.‬ ‭*‬‭- ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬تبشر‭ ‬بعودة‭ ‬القصيدة‭ ‬العمودية لتتسيد‭ ‬المناطق‭ ‬المضيئة‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الشعري‭ ‬العربي‭.. ‬هل‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬بشارة‭ ‬أم‭ ‬خسارة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أزمة النمطيّة‭ ‬والتكرار‭ ‬في‭ ‬الرؤية‭ ‬واللغة‭ ‬والصورة‭ ‬والإيقاع‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬قصيدة‭ ‬التفعيلة‭ ‬خاصة،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حركة‭ ‬الشعر‭ ‬العربي‭ ‬المعاصر،‭ ‬منذ‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬السأم‭ ‬و«الإرهاق‭ ‬الجمالي‮»‬‭.‬ ‭- ‬بالعكس‭ ‬أن‭ ‬مع‭ ‬الحداثة‭ ‬طبعا‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الأصالة‭ ‬والعراقة‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬مع‭ ‬صون‭ ‬التراب‭ ‬الفكري‭ ‬والثقافي‭ ‬نعم‭ ‬إن‭ ‬اللغة‭ ‬والقصيدة‭ ‬العمودية‭ ‬هي‭ ‬تراث‭ ‬لامادي‭ ‬نفخر‭ ‬به‭ ‬ومقوم‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬وجودنا‭ ‬مهما‭ ‬ابتدعنا‭ ‬أشكالا‭ ‬جديدة‭ ‬ومارسنا‭ ‬طقوسا‭ ‬في‭ ‬التطور‭ ‬والخلق‭ ‬في‭ ‬الفنون‭ ‬الأدبية‭ ‬يتحتم‭ ‬علينا‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬اصالتنا‭ ‬وتراثنا وتبقى‭ ‬الاذواق‭ ‬متعددة‭ ‬لا‭ ‬تنقرض‭ ‬وتبقى‭ ‬الاقلام‭ ‬منوعة‭ ‬الإبداع‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭.‬ هي‭ ‬بشارة‭ ‬رائعة‭ ‬لأنها‭ ‬محفز‭ ‬على‭ ‬الإبداع‭ ‬فعندما‭ ‬يهتم‭ ‬أنصار‭ ‬الشعر‭ ‬العامودي‭ ‬بعودته‭ ‬بقوة‭ ‬سيهرع‭ ‬أنصار‭ ‬الشعر‭ ‬الحديث‭ ‬للنهوض‭ ‬بأقلامهم‭ ‬ونصرة‭ ‬شعرهم‭ ‬والخوف‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬النسيان‭ ‬والضياع وهذا‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭ ‬تقتضيه‭ ‬الغيرية‭ ‬على‭ ‬اللغة‭ ‬والثقافة‭ ‬والغيرة‭ ‬الادبية والنتيجة‭ ‬تكون‭ ‬تطور‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة ‭*‬‭- ‬هناك‭ ‬فشل‭ ‬للنظريات‭ ‬النقدية‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تمّ‭ ‬شتلها‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬العربية‭ ‬وبتعبير‭ ‬فخري‭ ‬صالح‭ (‬لا‭ ‬تتجذر‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬الثقافي‭ ‬وظلت‭ ‬مجرد‭ ‬أيقونات‭ ‬ثقافية‭ ‬نخبوية‭ ‬لا‭ ‬تتصل‭ ‬بحاجات‭ ‬حقيقية‭ ‬للثقافة‭ ‬العربية‭.. ‬ما‭ ‬تقييمك‭ ‬للمنتج‭ ‬النقدي‭ ‬العربي‭ ‬المشتت‭ ‬بين‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والصحفي‭ ‬الانطباعي؟ ‭- ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬نابت‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬بيئة‭ ‬صالحة للحياة‭ ‬عند‭ ‬العرب‭ ‬لهم‭ ‬بيئتهم‭ ‬وجوهم‭ ‬وطبيعتهم‭ ‬واسلوبهم‭ ‬ولنا‭ ‬أخر لكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬الابتكار‭ ‬المقاربة‭ ‬بالأفكار‭ ‬الجميلة‭ ‬تطوير‭ ‬النظريات‭ ‬النقدية‭ ‬لتناسب‭ ‬بيئتنا‭ ‬وواقعنا‭ ‬نعم‭ ‬طبعا‭ ‬الحرفية‭ ‬وتبني‭ ‬الافكار‭ ‬بحذافيرها‭ ‬خطا ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬تقليمها‭ ‬وقولبتها‭ ‬لتلائم‭ ‬واقعنا‭ ‬العربي وهي‭ ‬وظيفة‭ ‬النخبة‭ ‬التي‭ ‬ذكرت‭ ‬ أن‭ ‬تهتم‭ ‬بالمنتج‭ ‬النقدي‭ ‬سواء‭ ‬عربيا‭ ‬أو‭ ‬غربيا والعمل‭ ‬عليه‭ ‬لكي‭ ‬يصبح‭ ‬مناسبا‭ ‬للواقع‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬الوقوف‭ ‬عن‭ ‬ابتكار‭ ‬منتج‭ ‬نقدي‭ ‬خاص‭ ‬بنا‭ ‬بأدبنا‭ ‬بلغتنا‭ ‬أبدا يجب‭ ‬ان‭ ‬نستنبط‭ ‬ونحاكي‭ ‬الحضارات‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مقوماتنا‭ ‬ومرونتها‭ ‬ومناسبتها‭ ‬لكل‭ ‬الوجهات‭ ‬النقدية‭ ‬والإعلامية‭ ‬والواقعية‭ ‬الحياتية‭..‬ أم‭ ‬سويتها‭ ‬فقد‭ ‬تكون‭ ‬عالية‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬وسط‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬منتجا‭ ‬ضعيفا‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعمم‭ ‬وإنما‭ ‬تعود‭ ‬فيه‭ ‬الاسباب‭ ‬للناقد‭ ‬او‭ ‬الكاتب‭ ‬أو‭ ‬الباحث‭ ‬ودرجة‭ ‬ثقافته‭ ‬وسويته الفكرية‭ ‬ومقدار‭ ‬الخبرة‭ ‬وعمر‭ ‬الممارسة‭ ‬والاطلاع‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬الاستمرارية‭ ‬يتحسن‭ ‬ويتطور‭ ‬ويصل‭ ‬للأفضل‭.‬ ‭*‬‭- ‬في‭ ‬ظل‭ ‬اتساع‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬الإنترنت،‭ ‬وتحطيم‭ ‬جدار‭ ‬الاحتكار‭ ‬داخل‭ ‬الصحافة‭ ‬الورقية‭ ‬وظهور‭ ‬مصطلحات‭ ‬من‭ ‬قبيل‭: (‬المواطن‭ ‬الصحفي‭)‬،‭ ‬وشعراء‭ (‬الفضاء‭ ‬الأزرق‭)‬،‭ ‬و‭(‬المؤسسات‭ ‬والصحف‭ ‬الإلكترونية‭)‬،‭ ‬و‭(‬الجوائز‭ ‬وشهادات‭ ‬الدكتوراه‭ ‬الفخرية‭) ‬التي‭ ‬تتطاير‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭.. ‬ما‭ ‬ملامح‭ ‬مستقبل‭ ‬صناعة‭ ‬النشر؟ ‭- ‬هذا‭ ‬المسمى‭ ‬الجديد‭ ‬او‭ ‬المسميات‭ ‬ضرورة‭ ‬حتمية‭ ‬لواقع‭ ‬موجود‭ ‬اتاحت‭ ‬الفرصة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬أهل‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬ليس‭ ‬بأهل‭ ‬للكتابة‭ ‬أو‭ ‬التعبير‭ ‬واختراق‭ ‬قيود‭ ‬النقد‭ ‬والإعلام‭..‬ لكن‭ ‬الجيد‭ ‬يبقى‭ ‬جيدا‭ ‬والردى‭ ‬في‭ ‬وجوده‭ ‬إيضاح‭ ‬لجودة‭ ‬الجيد هي‭ ‬أمور‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منها‭ ‬ولكن‭ ‬المتطفل‭ ‬لن‭ ‬يصل‭ ‬يوما‭ ‬لمرتبة‭ ‬المختص‭ ‬والقارئ‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬الإدراك‭ ‬والوعي لذلك‭ ‬فإن‭ ‬صناعة‭ ‬النشر‭ ‬مستمرة‭ ‬بجيدها‭ ‬وسيئها‭ ‬مع‭ ‬تشعبات‭ ‬كثيرة‭ ‬وعقبات‭ ‬جديدة ‭*‬‭- ‬لك‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬إضافة‭ ‬روزنامة‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬فاتتني‭ ‬جديرة‭ ‬بالطرح‭.‬ ‭- ‬أعتقد‭ ‬أنني‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬ازيد‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬تفضلتم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬عمق‭ ‬الأسئلة‭ ‬وشموليتها‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يصاب‭ ‬قارؤنا‭ ‬بالملل وأكتفي‭ ‬بالشكر‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬الرائع والتمنيات‭ ‬لكم‭ ‬بالاستمرارية‭ ‬والنجاح‭ ‬وأنا‭ ‬فخورة‭ ‬بأني‭ ‬من‭ ‬الرواد‭ ‬وسأظل‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى

مشاركة :