يأتي المطر..ونحن في البيوت..تمنعنا منه.. مسافة التغيير.. الذي فقدنا فيه بساطتنا.. وأنسنا.. لم يبق لنا سوى أن ننظر..إلى المطر من بعيد.. وقد كنا نخرج له.. نذهب لنلتقيه.. ونرتدي الفرح..يأتي المطر.. أنظر إليه من نافذة الغرفة..وما زالت تسكنني اللهفة..يقرأ ما في عيني:ويقول لي:تعال..أعادني المطر إلى الزمن جميل.. يوم كنا نتمرغ بالطين والماء.. نحتفل بالمطر..ونغني له:يا مطرة.. حطي حطي.. على قريعة بنت أختي..بنت أختي جابت ولد.. سمته عبد الصمد..هكذا كنا نردد..حين يسقط المطر على رؤوسنا المكشوفة..لم نكن نفكر فيما نقوله.. كان يسحرنا اللحن..ويغمرنا برائحة التراب والشجر..يرقصان تحت أرجلنا.. نركض فوق طين وماء..نتخضب بأجمل حناء..اليوم..لا تسمح لكائن من كان.. أن يسلبك أنسك..وبهجتك وسعادتك.. في هذه الأجواءالماطرة الجميلة.. وفي كل يوم.. في حياتك..أيها الرفاق.. عمرنا أيام.. فلماذا نقضيه..في النكد والكدر والخصام..اللي ما يجي معك.. اتركه.. وإذا عاد..هذه في الأحضان.. هناك من الأصدقاء..من ارتقوا في الجمال.. فسكنوا الفؤاد..وهؤلاء ينطبق عليهم المثل الشهير:رُبَّ أخ لم تلده أمك.. ربما أخبرتموهم بمحبتكم.. وربما لم تفعلوا..افعلوا يا أحباب.. وأنشدوا لهم معي..مع زخات المطر:أراك صديق الروح سيرتك العطروما للردى نهي عليك ولا أمرتطل سلاما يملأ الكون بالهنا وتهمي وئاما بعده ينزل القطرنعم أنا مشتاق وكلي لوعةوفي قلب عينيك يسكن الطهر.