مطر.. مطر

  • 5/3/2019
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

- كما هي عادتي بعد التقاعد، أبحث عن أي مبرر، وعن أي رفيق لمغادرة العاصمة إلى مسقط رأسي ومرتع صباي. - أهرب من العزلة التي فرضتها على نفسي في السنوات الخمس الماضية، وألزمتني بها ظروفي الصحية في الآونة الأخيرة. - أهرب من زحام المدينة وضوضائها ووحشيتها التي أشعر بأنها سوف تبتلعني، إلى فضاء الريف وهدوئه ونقاء أهله وهوائه. - وفي هذه المرة، كان هروبي هروباً موفقاً ورائعاً وسعيداً، فقد صادفت ليلة مطيرة، لم تتوقف عن غسل كل شوائبي بدموع المطر. - تلك الليلة، كدت لا أنام، برغم تناولي لدواء يجلب النعاس، فقد قاومت النوم، وحرصت على معاقرة لحظات السعادة والفرح بحديث السماء للأرض. - كنت أشعر بأن السماء تقوم بمهمة إنسانية تحت جنح الظلام، وهي تغسل أجواءنا وبيوتنا وشوارعنا من العوالق الترابية، وتغسل أرواحنا وقلوبنا من العوالق الدنيوية. - الحمد لله.. لقد أصبحت وأنا أرى كل شيء حولي نظيفاً، حتى أنا تولد في داخلي إحساس بأنني تخلصت من كل شوائبي تحت زخات المطر. - قال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ». وقال في آية أخرى: «وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ». - يقول بعض المحللين: سبحان من رتب هذه العلاقة الحميمية بين المطر والأرض..!! المطر: مذكر الأرض: مؤنث المطر: يهطل من أعلى الأرض: تستقبل المطر فإذا اكتملت هذه العلاقة اهتزت الأرض وربت وأنبتت من كل زوج بهيج..!! - إنها علاقة رومانسية طبيعية تشبه إلى حد بعيد علاقات التزاوج والتناسل بين جميع الكائنات..!! - (مطر.. مطر.. مطر) اللهم اجعلها أمطار خير وبركة، وانفع بها البلاد والعباد، وطهر بها قلوبنا، وانعش بها أرواحنا. - اللهم اجعله غيثاً مغيثاً.. هنيئاً مريئاً.. نافعاً غير ضار.

مشاركة :