واقع سجناء الإرهاب يدحض مزاعم حقوق الإنسان

  • 1/24/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أظهر تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، قدرة السعودية على مواجهة التهديدات الإرهابية التي يشكلها تنظيم داعش، بعد أن نفذت الأحكام الشرعية في ٤٧ إرهابيا، مستعرضة جوانب المواجهة الساخنة بين الرياض والتنظيمات الإرهابية. الصحيفة أعدت تقريرها بعد زيارة إلى سجن الحائر في الرياض ووقفت على أحوال السجناء، لافتة إلى أن عددا من الإرهابيين بالإضافة إلى أشخاص يحاولون تهديد الأمن القومي يقبعون في هذا السجن، منوهة بالخطة الأمنية التي تحيط بالسجن. وأكدت الصحيفة في تقريرها أن طلبات زيارة الصحفيين للسجن تلقى ترحيبا من قبل الحكومة السعودية، حيث يتم استقبالهم بالقهوة والكيك والعروض التقديمية التي تظهر العناية التي يقدمها السجن لأكثر من ١٧٠٠ سجين من أجل إعادة تأهيلهم كجزء من جهود المملكة في التصدي للإرهاب بما في ذلك داعش التي تمثل تهديدا كبيرا لمنطقة الشرق الأوسط ووصلت تلك التهديدات لداخل المملكة. وأثنت الصحيفة على سجن الحائر قائلة بأنه يدار بطريقة جيدة، فالزنزانات نظيفة ومضاءة بطريقة جيدة وبواباتها صبغت بلون أرجواني، كما توجد النباتات على طول الممرات، أيضا تم تجهيز غرف الاستجواب بكاميرات تلفزيونية مغلقة ومكتب وكراسي، كما توجد غرف للمبيت للمتزوجين وملاعب لأطفال السجناء، مشيرة إلى أن بعض جماعات حقوق الإنسان تزعم أن ظروف السجن سيئة وأن هناك تعذيبا للسجناء، لكن التقرير أكد أن مؤسسات سعودية تزور السجناء وتتحدث معهم بشكل مستمر. والتقت الغارديان بعدد من سجناء الحائر، ومنهم السجين سعود الحربي الذي يبلغ من العمر ثلاثين عاما، وبدا ملتحيا، وحكم عليه بالسجن ١٢ عاما، وقال الحربي: إن تفكيره تجاه الجهاد قد تغير بعد دخوله السجن بسبب محاولته مغادرة البلاد للقتال في العراق، ولكنه بعد أن رأى صورا لإساءة المعتقلين في سجن أبو غريب، ألغى فكرة الذهاب للعراق، حيث كان صغير السن في ذلك الحين. بدوره، قال معاذ -والذي اعتقل بعد عودته من المشاركة في الحرب الدائرة في سوريا-: إنه ذهب لمحاربة نظام الأسد وانضم لحركة أحرار الشام، لكنه بعد أن رأى الجماعات الإرهابية تقاتل بعضها البعض، عاد وسلم نفسه للسلطات السعودية. وقالت الصحيفة في تقريرها: إن السعودية لديها مواقف متشددة تجاه الإرهاب وتدحض بالقول والفعل بعض الأصوات التي تتهم الرياض بأنها حاضنة. ملمحة إلى أن السعودية خاضت حربا ضد تنظيم القاعدة وهزمته قبل ١٠ سنوات، وأن هذه الحرب قد ذهب ضحيتها المئات بما فيهم ٤٧ إرهابيا أعدمتهم المملكة مؤخرا، كما نفذت ضربات جوية مع التحالف الدولي في عام ٢٠١٤ تجاه داعش، منوهة بالدور الذي قام به ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان من خلال إنشاء التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب والذي علق عليه رئيس الاستخبارات السعودية سابقا الأمير تركي الفيصل بأنه مرحلة لبناء نظام جديد لمكافحة الإرهاب. وقالت الصحيفة إن داعش يهدد المملكة صراحة، وهذا التنظيم نفذ ١٥ عملية في العام ٢٠١٥ ونتج عن ذلك مقتل ٦٥ شخصا، وكان أسوأ تفجير شهده مسجد القديد الذي قتل فيه حوالى ٢٢ شخصا من أجل إثارة النزاع الطائفي في المملكة، وعند فشلها تحولت إلى إطلاق عمليات سمتها بعمليات الذئب المنفرد. وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أن داعش حاولت أن تبني منظومة إرهابية في المملكة لكنها فشلت، وأن داعش أقل قوة من القاعدة في تجنيد واستقطاب أشخاص مدربين للعمل تحت إدارتها، مبينا أن وزارة الداخلية طلبت من المواطنين التواصل معها عبر الهاتف السري ٩٩٠ للإبلاغ عن الإرهابيين والذي يتلقى أكثر من ١٨٠ اتصالا اسبوعيا عن عدد من المشتبهين. ونوهت الصحيفة إلى دعم المملكة للمعارضة السورية التي تقاتل الأسد لكنها في الوقت ذاته تخشى من تكرار تجربة الحرب الأفغانية، حيث عاد بعض المقاتلين وانضموا لجماعات إرهابية كما تعمل المملكة على تجفيف منابع دعم الجماعات الإرهابية وجمع الأموال وأن هذه المتابعات فاعلة وتؤتي ثمارها. واستعرضت الغارديان في تقريرها الانتقادات التي طالت المتخرجين من برنامج المناصحة رغم أن نسبة النجاح بلغت ٨٥ بالمئة، ويقول الباحث سعود السرحان إن بعض الذين تم الإفراج عنهم ذهبوا إلى القتال مرة أخرى، وقال أحد المهندسين إنه لا يمكن الثقة بالناس الذين تم غسل أدمغتهم. واختتمت الغارديان تقريرها بأن مشكلة الإرهاب في السعودية لن يتم حلها على المدى القريب، غير أنها أشارت إلى أن الذين ينضمون لداعش هم فئة قليلة، ويقوم عملهم على مهاجمة رجال الأمن السعوديين، ويتحركون في خلايا صغيرة تتكون من شخصين وثلاثة وأربعة ليصعب التعرف عليها، وتسهل حركتها، وقد تم القبض على الكثير منهم، ورغم أن التنظيم قد ضعف في المملكة إلا أن السلطات السعودية أثبتت فاعلية خططها في مكافحة داعش.

مشاركة :