بقلم: علي الستراوي هو العام يطرق بابا ويفتحُ حلماً شريد الزمان اليه امدُّ خُطاي واحتضن داراً عامرة بالصحبة لعلَّ السلام أول جياد الصهيل بركب الأحبة وأحلامهم أماني تزفُّ أقدامنا للعطاء تمسحُ دمعة يتيم .. وتسقي بذور الحياة .. حليب الجياع *** هو العام .. يأتي ثقيلا بعد ظلام مخيف يقرع تخوم الحدود فلا الصين هنا في الجوار ولا ساحل من العاج يجرُ القطيع بل هو العام يشدُ الحبال ويتركنا في المحيط العميق نجادل بعضنا ولا نتفق! نضيع بين السؤال الغريب ففي الفتك ذاكرة مثقوبة وفي الشهوة سرّ فتك جديد! *** هو العام أيقونة في الهواء تلاعبه الريح في معترك العنفوان وفي منحدر ساحق ليس له قرار وليس له ما لنا في الدعاء إله يُفيض علينا .. لا يتركنا للعراء *** هو العام .. عريسٌ على شرفته .. يرقبُ ضوءا بعيداً . يقرعُ صمتُ السماء .. لعل العروس التي تنتظر .. تدرك أن بينها وبين الزفاف .. حُلمٌ عفيفُ الغزل! *** هو العام .. قد يغسلنا بالنقاء .. وقد يتركنا للصراع المميت! *** هو العام .. أكفٌ .. تتبعها أكف.. ونحنُ على واقع من الطرق نغالبُ حزننا .. نجادل فرحنا .. لعل فجر عامنا .. اخفُّ وطأة في الحروب واسعدُ بيتاً يأوي ثكالى أعوامنا السالفة فلا موت .. ولا خوف .. ولا مذبحة في الخفاء .. أبواب مدننا مفتوحة للعناق .. للسلام .. ولعرس الصبايا .. في الهواء الطليق . *** هو العام .. بين فكين .. رحيمٌ وقاسي .. كذاكرةٍ مثقوبة .. يشوهها الغباء انياب شهوة غاضبة أو نقرٍ شفيفُ .. على من يرى في العالم الجميل ورود الحياة .. لا خراب يجرُ خراب! a.astrawi@gmail.com
مشاركة :