كم هي قاسية الذاكرة عندما تهمل الجمال وتنساه ولا تهتم أو تذكر إلا كلمة قيلت لتصف شعور صاحبها، وله كامل الحق، فيجد فيها شخصًا آخر نوعًا من الإساءة أو الإهانة.. فيثور ويمور وكأنه شيء مقدس لا يمسه بشر!! *** ويقال إن المرأة تذكر - غالبًا - الإساءة وتنسى الإحسان، لكنها ليست وحدها، فأحلام مستغانمي تقول مخاطبة المرأة «أحبيه كما لم تحبه امرأة وأنسيه كما ينسى الرجال». وفي كل الحالتين هناك تعميم مُخل فالنسيان خاصية بشرية لا تستثني الذكور دون الإناث. وهو نعمة كبيرة من نعم الله علينا، الحكمة منه كبيرة وخفية وظاهرة، لولاه ما انتهت للإنسان حسرة أو حزن أو مصيبة، ولا نسى حقدًا حمله في صدره لأحد. *** ولقد استوقفتني اليوم كلمات وجدتها وأنا أراجع أرشيف مقالاتي، كتبها قارئ المدينة (أبو بدر الأسمري) تعليقًا على أحد مقالاتي (بيع الهوية!) بتاريخ 08 /04 /2014، قال فيها: «حتى وإن تجملت فأنت جميل بطبعك لا بتطبعك، شكرًا لك ولنفسك الجميلة»، وذكرتني كم كنت قاسًيا في رد فعلي على تعليق آخر له لم استسغه، وكأن على القراء أن يدبجوا أحلى الكلمات تجاه الكاتب حتى لو اختلفوا معه في الرأي! *** وأجدها فرصة هنا كي أعتذر له عما قد يكون بدر في حروفي من شدة أو إساءة، على غير عادتي وطباعي، انطلقت من عنجهية غير مُبررة ولا محمودة قد يكون رافقها مزاج سيئ، أو حالة نفسية عابرة.. فأرجو منه قبول اعتذاري، ولو جاء متأخرًا. #نافذة: (لا أحد يعلن عن نفسه، الكل يخفي خلف قناعه جرحًا ما، خيبة ما، طعنة ما، ينتظر أن يطمئن إليك ليرفع قناعه ويعترف: ما استطعت أن أنسى!). أحلام مستغانمي nafezah@yahoo.com
مشاركة :