ضمن أمسيات مهرجان الشارقة للشعر العربي : شعراء يسردون سيرة الحب قصائد تحلق بغيم المجاز وتفتش عن أحلام مؤجلة

  • 1/15/2023
  • 10:55
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي، احتضن قصر الثقافة في الشارقة الإبداع الشعري بنصوص تبارى في إلقاءها سبعة مبدعين، بحضور سعادة عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والاستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، المنسق العام للمهرجان، ومحمد عبد الله البريكي مدير بيت الشعر، ولفيف من المهتمين وضيوف المهرجان. شارك في الأمسية السادسة الشعراء: جاسم الصحيح، وأحمد هلالي “السعودية”، وحسن عابد “البحرين”، وشريفة البدري “تونس”، وإبراهيم الحمد “العراق”، وعبد الوهاب بوشنة “الجزائر”، فيما أدار الأمسية الإعلامي عبد اللطيف محجوب “السودان”. وتبارى الشعراء في قراءة نصوص غلب عليها الغزل والحب، محتشدة بمفردات الشوق والحنين، وتحمل دعوة للإقبال على الحياة وتحض على التمسك بالأمل. وفي المستهل، ألقى الشاعر جاسم الصحيح باقة من الأشعار معطرة بعبير فواح من نسمات الهوى والخير والجمال، فكانت أولى قصائده إطلالة على عالم الحب الجميل، حيث حمل النص رؤية للشاعر وفلسفة حول مفهوم الحب الذي يجمل عوالم الناس، ويشعرهم بمتعة الحياة، يقول: الحب يرفعنا إلى إحساسهِ ويتمُّ من إحساسنا، النقصانا هذا الهواء يهبّ لا عن فتنةٍ وإذا نحبّ نحسُّهُ فتَّانا وإذا نحبّ نحسّ كلّ صبابةٍ عيدًا، وكلّ متيّمٍ قُربانا. “بوح شفيف” وبذات الألق والبوح الشفيف، قرأ الشاعر قصيدة أخرى بعنوان “نجمة الأرض الأخيرة”، يسافر فيها نحو سماوات من البهاء وفيوض من المعاني، وهو يقول في النص: ألفنا سماءً ألبستنا لباسها وأزياؤها الفضلى مسوح واقنعة فيا نجمة الأرض الأخيرة في يدي أضيئي إلى أن يبلغ الضوء مصرعه عييت بتأويل الحياة وسرها عيائي بتأويل العيون المبرقعة. وجاسم الصحيح، هو شاعر سعودي، حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، ويعمل في ذات المجال، صدر له العديد من الدواوين الشعرية من أبرزها: ديوان “كي لا يميل الكوكب” الفائز بجائزة الشاعر محمد الثبيتي عام 2014. وهو حاصل على الكثير من الجوائز الأدبية من بينها جائزة سوق عكاظ الدولية للشعر العربي الفصيح 2018 “توهج القصيدة” أما الشاعر حسن عابد، فقد قرأ نصوصا تحمل وعدا بالجمال والإشراق الروحي البديع الذي يتسرب إلى النص فيجول بسهولة ويسر، وتتوهج القصيدة بألق الفكرة التي تكتشف مجاهيل الحياة والنفس البشرية وتقف موقف المتأمل في الوجود وتنفذ إلى أسراره بسلطان السؤال، يقول: مُلْقَىً.. يُفتِّشُ في حقيبةِ ظِلِّهِ عَنْ حَيِّزٍ مِلْءَ السَّماءِ لِجَهْلِهِ! مُتَأبِّطًا نَهْرَيْنِ مِنْ نَزْفِ التَّسَاؤلِ كَيْ يُضَمِّدَ ما يُجولُ بِعَقْلِهِ يضعُ السُّؤالَ على السُّؤالِ لعلَّهُ يَرْقى لينْزعَ بعضهُ عنْ كُلِّهِ طفْلٌ يفتِّحُ للتَّفكُّرِ رأسَهُ مذْ فضَّ بالمعنى بكارةَ قُفْلِهِ كاللّازورْدِ يَشفُّ.. يَكْشِفُ ذَاتَهُ من غيْرِ أن يَنْسى قلادةَ رمْلِهِ! ويعد حسن عابد من الأصوات الشعرية اللامعة في مملكة البحرين، وهو حاصل على بكالوريوس تقنية المعلومات، وفاز بالعديد من الجوائز في مجال الشعر. “عتبات التيه” فيما تجلى حضور الألق الأنثوي مع شريفة بدري، التي ألقت نصوصا تحمل بين طياتها رحيق الحب، وفي قصيدة حملت عنوان “عتبات التيه”، تخاطب الشاعرة الشعر وتناجيه وتبوح له بالأسرار، وهي تقول: أيها الشاعر هاك سري الخفي مثلهم تهت في الطريق إليّ نجمة الصيح في وريدي ولكن لا اتجاه قد تدل عليّ. وفي نص آخر بعنوان “تهاويم”، تجوب الشاعرة مرة في عوالم التيه ومناجاة الذات، حيث تمتلك الشاعرة قدرة استثنائية في التعبير عن النفس والغوص في خباياها، وهي تقول: وإن ضج الحداة شكوت منه فقل: عتب ترابي قديم مدين للهوامش والمنافي وما أوحى لدجلته الأديم. وشريفة بدري هي شاعرة تونسية، تعمل في مجال التدريس، حازت على العديد من الجوائز الأدبية، وشاركت في الكثير من الملتقيات والأمسيات الشعرية على المستويين العربي والمحلي، ولها عدد من الإصدارات الشعرية. “تحليق بغيم المجاز” بينما ألهب الشاعر إبراهيم الحمد أكف الحاضرين بالتصفيق، وهو يحلق بهم في قمم مشيدة من غيم المجاز، ويتفجر ذلك الألق الشعري في قصيدة يحيي فيها دولة الإمارات فيقول: أتيت من دمعة تحتج في ذاتي الغيم تحتي وفوق رف آيات أنا وبغداد والتاريخ أجمعه وكل ما قيل عن مهد الحضارات جئنا نزور سنام الأرض في بلد له على الأرض إيقاع السماوات. وإبراهيم حمد، هو شاعر وناقد عراقي، ويعمل أستاذا للأدب الحديث في جامعة “تكريت”، عمل في مجال الصحافة وله العديد من الإصدارات الشعرية. وكان الإبداع الشعري حاضرا مع قصائد الشاعر الجزائري عبد الوهاب بوشنة الذي قدم تطوافا بديعا على عوالم الصحراء وتلك الحيوات البدوية العربية، ناقل للحضور ألق التراث العربي القديم، كما تحتشد قصائده بالمفاهيم والرؤى الفلسفية، وهذا ما يظهر جليا في نص يقول فيه: رأس القصيدة شاب في تأصيلي فتوقفي يا أنت عن تأويلي ودع التراجم إنها مخصوصة لو حققت بالجرح والتعديل. وعبد الوهاب بوشنة هو شاعر وسارد جزائري، يعمل في مجال الهندسة المدنية، شارك في العديد من الأمسيات والمتلقيات والمسابقات المحلية والعربية، مثل الجزائر في مهرجانات عدة، وحاز على المرتبة الأولى في الملتقى الأول لشعر الشباب المسلم بمستغانم عام 2015، وله عدد من الدواوين والسرديات. “تطويع اللغة” ولئن كان المستهل بقصيد من المملكة العربية السعودية، فقد كان الختام مع شاعر سعودي آخر، وهو أحمد الهلالي، الذي قدم باقة من روائعه الشعرية التي تظهر براعة في تطويع اللغة وانتقاء الألفاظ والمفردات، وهذا ما نلمحه في هذا النص البديع الذي يقول فيه قدري، انتقيت قصيدة مهجورة عقلي إمامي والتراب الجت ودخلت كهف أبي العلاء مخففا وطئي فأثقل صوتي الإسمنت. وفي نص آخر، يتجول يعلن الشاعر عن غربته يناجي نفسه، ولا ملجأ له غير القصيد، وهو يقول: فارقت أحضان المدنية وفي فمي قمر وأوتار وورد مخيلة ومضيت في الصحراء أرسم واحة الجاهلي يدس فيها بلبه. وأحمد الهلالي هو أديب وشاعر وناقد سعودي، يعمل أستاذا للبلاغة والنقد المشارك بجامعة الطائف، وهو حاصل على الدكتوراه في الأدب العربي من الجامعة الإسلامية بالمدنية المنورة، وهو كذلك كاتب صحفي، وله العديد من الإصدارات العلمية والشعرية. وفي ختام الأمسية قام كل من سعادة عبد الله العويس، ومحمد القصير بتكريم الشعراء المشاركين.

مشاركة :