كيف تدير أوكرانيا اقتصاد حرب؟ «1من 2»

  • 1/18/2023
  • 23:22
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تسببت الحرب الروسية - الأوكرانية في معاناة إنسانية واقتصادية بالغة في أوكرانيا التي تواجه شتاء تهز أجواءه الضربات الجوية والهجمات الصاروخية على البنية التحتية الحيوية. وقد وافقت الإدارة العليا لصندوق النقد الدولي هذا الأسبوع على طلب أوكرانيا برنامجا يتابعه خبراء الصندوق بمشاركة المجلس التنفيذي ـ وهو أول ترتيب من نوعه ـ للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي وتحفيز المانحين على تقديم التمويل. وحول الحديث عن تحديات الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والمالي والتأثير الاقتصادي للحرب الدائرة في شرق أوروبا، وتحديات الحفاظ على الاستقرار المصرفي والمالي في وقت الحرب، وتوقعاته للبرنامج الذي يتابعه الصندوق، والتحركات الرامية إلى إنعاش أسواق الدين المحلية وتخفيف قيود الأزمة، وكيف أثر فيه ضعف السمع. فقد مضت عشرة أشهر تقريبا على بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. ما تأثير ذلك في الاقتصاد الأوكراني وكيف ظل المجتمع قادرا على الصمود؟ وعلى مدار العشرة أشهر الماضية، صمدت أوكرانيا أمام هجوم عسكري هو الأطول أمدا والأوسع نطاقا على المستوى الأوروبي منذ الحرب العالمية الثانية. وأبدى الأوكرانيون صلابة هائلة. وتأثير الحرب من الصعب حتى استيعابه. فطبقا لتقديراتنا، ستخسر أوكرانيا ثلث إجمالي ناتجها المحلي على الأقل في 2022. وأثناء الأسابيع القليلة الأولى، كانت الحرب دائرة في كل مكان تقريبا، سواء عن طريق العمليات البرية النشطة أو الضربات الجوية. كانت فترة بالغة الصعوبة. غير أن الشعب الأوكراني ومؤسسات الأعمال الأوكرانية سرعان ما بدأت تتعافى من الصدمة الأولى للحرب الشاملة. وعاد بعض من نزحوا في البداية. وتكيف الاقتصاد الأوكراني مع ظروف الحرب. وأنشئت قطاعات اقتصادية جديدة تركز على دعم القوات المسلحة. وكان النظام المصرفي قويا واستمر في العمل دون قيود على وظائفه أثناء الحرب كلها، رغم العمليات البرية والجوية الكاسحة. وقد أوقفنا تدفق رأس المال إلى الخارج، وطبقنا سعر صرف ثابتا، واتخذنا عديدا من التدابير الضرورية لمكافحة الأزمة. واستمرت عمليات كل البنوك تقريبا ـ وليس فقط البنوك ذات الأهمية النظامية. وهذه ميزة كبيرة تحسب لأوكرانيا. وبفضل ذلك، يوجد دعم للتمويل والمدفوعات في الاقتصاد الذي يواصل العمل بكامل طاقته. ولدينا دخل من الضرائب، كما أننا نؤدي مدفوعات الضمان الاجتماعي، ونحصل على مساعدات دولية، ويمكننا جمع مليارات من عملتنا المحلية "الهريفنيا" لدعم القوات المسلحة. وقد أبدى الأوكرانيون قدرة لا مثيل لها على الصمود أمام العدو، وكذلك في التكيف مع بيئة جديدة. لقد اضطلعت بمنصب محافظ البنك المركزي لمدة عشرة أسابيع. فهنالك تحديات واجهتني في تولي هذه المهمة وسط حرب دائرة، ولكن نجحت في الحفاظ على عمل ونشاط القطاعين المصرفي والمالي، فمنذ تشرين الأول (أكتوبر)، تخضع أوكرانيا لحالة من الترويع المكثف في قطاع الطاقة. فقد شهدت تسع موجات من الضربات الصاروخية دمرت بنيتنا التحتية الحيوية ـ المنشآت الرئيسة التي تتولى توليد وتوزيع الكهرباء والتدفئة والمياه. ويمثل هذا ترويعا مقصودا من خلال إمدادات الطاقة، أن تجعل الأوكرانيين يعانون البرد والظلام. وقد حدثت موجات الهجوم تلك أثناء فترة عملي محافظا للبنك المركزي. وتركز جهودنا على التأكد من استمرار عمل الشبكة المصرفية. والمشروع الأهم حاليا هو مشروع "باور بانكينج"، الذي يهدف إلى إنشاء شبكة من فروع البنوك ذات الأهمية النظامية في أوكرانيا. ونحن نتحدث هنا عن أكثر من ألف فرع في 200 مدينة وقرية. ومن المتوقع أن تعمل هذه الفروع باعتبارها شبكة واحدة. ونعمل على تطوير حلول تشغيلية لدعم هذه الشبكة، حتى في ظروف انقطاع الكهرباء، بحيث يتوافر لها دعم احتياطي من الكهرباء والربط الشبكي والسيولة. ولم يحدث قط أن تم تنفيذ مشروع مشابه في أي مكان في العالم... يتبع.

مشاركة :