كيف تدير أوكرانيا اقتصاد حرب؟ «2 من 2»

  • 1/20/2023
  • 00:24
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أنشأت أوكرانيا محطات خاصة يمكن للأوكرانيين الذهاب إليها في حالة انقطاع الكهرباء، لشحن هواتفهم ولأغراض التدفئة والحصول على وجبات ساخنة. وسنوفر أنظمة مصرفية، بما في ذلك أجهزة الصراف الآلي، في هذه المحطات التي تنشأ في المباني الحكومية وفي ملاجئ خاصة. ونعمل مع شبكة كبيرة من المتاجر ومحطات الوقود للتأكد من إمكانية حصول مواطني أوكرانيا على النقود عند احتياجهم إليها. والأولوية التالية ستتمثل في إجراء تقييم للبنوك في أوكرانيا من خلال العمليات التشخيصية واختبار تحمل الضغوط. وقد دخل النظام المصرفي الحرب وهو في حالة جيدة جدا نتيجة للإصلاحات التي أجريت بمساعدة فنية من صندوق النقد الدولي وغيره من المؤسسات الدولية. وإذ يستمر تعافي الاقتصاد والنظام المصرفي في أوكرانيا، أعتقد أنه من المهم مراجعة القيود التي فرضت أثناء فترة الأزمة. والآن، يعمل النظام المصرفي الأوكراني مع بعض القيود الإدارية، كتلك المفروضة على تدفقات رأس المال. وقد اضطررنا لذلك من أجل ضمان استقرار الاقتصاد الكلي. ومع تعافي الاقتصاد، سنراجع كل هذه العمليات ونعود إلى آليات السوق. والجميع يعلن أن أوكرانيا وصندوق النقد الدولي اختتما برنامجا يتابعه خبراء الصندوق بمشاركة المجلس التنفيذي. ولكن السؤال المطروح كيف نتوقع أن يعود هذا البرنامج بالنفع على أوكرانيا؟ برنامج المتابعة هذا يمثل خطوة مهمة تتيح لأوكرانيا البرهنة على تطلعها للإصلاحات واستعدادها للقيام بها، بغض النظر عن الحرب. وستكون هذه فرصة أيضا لتنسيق سياسة المالية العامة والسياسة النقدية وغيرهما من السياسات، وتيسير التعاملات بين البنك المركزي الأوكراني باعتباره المؤسسة المنوطة بضمان الاستقرار السعري والمالي، ووزارة المالية المكلفة بالحصول على التمويل اللازم للحرب. وتدرك أوكرانيا مدى أهمية استخدام كل إمكانات سوق الدين المحلي وتحقيق المهمة الاستراتيجية الحيوية المتمثلة في تمويل ميزانية السنة المالية 2023. فعلينا أن نمول ميزانية ضخمة لا تقل عن 38 مليار دولار من خلال أموال خارجية. وقد نسقنا مع وزارة المالية واتفقنا ألا يتم تمويل عجز السنة المقبلة من البنك المركزي، لأن هذا من شأنه أن يوجد مخاطر وتحديات إضافية على استقرار الاقتصاد الكلي. ورغم أننا بحاجة إلى تمويل غير مسبوق، فإن حكومة أوكرانيا ووزارة ماليتها وبنكها المركزي يخططون لتمويل الميزانية من خلال التعاون مع تحالف من المانحين وسوق الدين المحلي وبمساعدة من الصندوق. ونعتقد أن البرنامج الذي يتابعه خبراء الصندوق سيكون أحد العناصر الأساسية التي ستسمح لأوكرانيا بجذب التمويل من تحالف الشركاء الدوليين. فهذه الأطراف تنتظر ضوءا أخضر من الصندوق. وفي الوقت ذاته، نأمل أن تكون هذه أول خطوة نحو برنامج تعول أوكرانيا عليه في الربيع المقبل يتيح الاستفادة من الشرائح الائتمانية العليا. ونحن ممتنون لفريق الصندوق على جهوده المكثفة وعمله المهني أثناء الفترة العصيبة التي مررنا بها في الشهرين الماضيين. فقد كان التواصل بيننا 24 ساعة يوميا. وعقد الفريقان مؤتمرات عديدة صباحا ومساء. واختتمنا اتفاقنا أثناء هجمة صاروخية. وهذا الأمر أضاف مغزى لكل كلمة قيلت وكل قرار تم اتخاذه. فمنذ بضعة أعوام بدأت أفقد حاسة السمع وأصبحت منذ ذلك الحين مناصرا لحقوق فاقدي السمع في أوكرانيا. ففقدان أي قدرة من القدرات لا يمكن أن يعد ميزة، ولكنه في الوقت نفسه يمكن أن يفتح الباب أمام أبعاد أخرى في شخصية فاقدها. وفي حالتي، أعتقد أنها سمحت لي بزيادة التركيز والانتباه. فأنا لا أسمع الضوضاء الخارجية أو المحيطة ــ لا شيء يشتت انتباهي حرفيا أو مجازيا. والبنوك المركزية لديها مفهوم الصمت النقدي. والبنك وكل العاملين فيه صامتون مع الأطراف الخارجية في الأسبوع السابق على اجتماع لجنة صنع قرارات السياسة النقدية لكي يستمع كل منهم إلى الآخر بعناية، ولكي يركز على القضايا الحيوية، وعلى ألا يرتكب أخطاء في القرارات الرئيسة. وبالتالي، ففي حالتي، غياب هذه الضوضاء يسمح لي بتطبيق قاعدة الصمت النقدي عند الضرورة والتركيز على القضية الأهم.

مشاركة :